أفادت إدارة المرور في نيبال أنه يتم الإبلاغ عن حوالى 130 من حوادث السير الكبرى وآلاف الحوادث الصغرى الأخرى يومياً في كاتمندو، عاصمة نيبال. وبهذا المعدل أصبحت الطرق مميتة مثل الحرب الأهلية التي دامت لعشر سنوات في البلاد وانتهت في عام 2006 وأدت إلى مقتل ما يقرب من 18 ألف شخص.
كانت راجو شاكيا البالغة من العمر 19 عاماً تقود دراجتها في العام الماضي في العاصمة كاتمندو في طريقها إلى الجامعة. وشرحت: كان هناك منعطف عند التقاطع ولذلك قمت بتشغيل الإشارة الجانبية وانتظرت. ثم اصطدم بي شيء ما من الخلف ولم أستطع أن أتذكر أي شيء آخر". وبسبب هذا الحادث فقدت شاكيا كلا ساقيها من عند أسفل الركبة.
وقال أشم باجراشاريا، وهو محاضر كبير في قسم الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري في معهد الهندسة بجامعة تريبهوفان في العاصمة أن "معدل حوادث السير أصبح مخيفاً ... كما ارتفعت أعداد السيارات وأصبحت الطرق ضيقة وليس لدينا مساحات كافية لتوسيعها". وقد أشارت أحدث دراسات العبء العالمي للأمراض التي أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن حوادث المرور على الطرق هي واحدة من أسرع "الأوبئة" المتنامية في منطقة جنوب شرق آسيا.
وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية، يموت معظم ضحايا حوادث السير في العالم في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث نسبة المركبات المسجلة أقل. فعدد المركبات المتزايد في كاتمندو فاق بكثير طاقة الطرق، ما أدى إلى الاختناقات المرورية القاتلة في بعض الأحيان، حسبما أفاد باجراشاريا. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال جاينش راج، نائب المفتش العام لإدارة المرور أن "معدل الحوادث مرتفع بشكل خاص في صفوف المراهقين، لذا قررنا تقديم اقتراح لتغيير السن القانوني لقيادة المركبات ذات العجلتين من سن 16 إلى سن 18 عاماً". وتعمل الإدارة مع جمعية نيبال للمدارس الثانوية للوصول إلى السائقين في سن المراهقة.
وأشارت تقديرات تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ في عام 2011 إلى أن حوادث المرور على الطريق في نيبال قد زادت أربعة أضعاف خلال العقد الماضي، ما أدى إلى وفاة 1734 شخصاً في أنحاء البلاد خلال عامي 2009 – 2010. فنصف عدد الأشخاص الذين يلقون حتفهم في حوادث الطرق هم من المشاة وراكبي الدراجات الهوائية أو سائقي الدراجات النارية، وتشير العديد من الدراسات إلى أن هذه النسبة من الممكن أن تكون أعلى في البلدان الأكثر فقراً.
ووفقاً لما ذكره البنك الدولي، قامت نيبال ببناء حوالى 7000 كيلومتر من الطرق في جميع أنحاء البلاد في العقد الماضي، ولكن ما زال أكثر من نصف السكان لا يحظى بفرصة الوصول إلى الطرق الملائمة لجميع الأحوال الجوية. وعلى الرغم من أن إدارة المرور تقوم بتنفيذ حملة عاجلة لبناء الطرق، ما زالت قلة الوعي والمعرفة بشأن قواعد المرور والسلامة على الطرق تشكّل جزءاً كبيراً من المشكلة. وأفاد كيتشاه تشيتراكار، الرئيس التنفيذي لشركة هندسية محلية خاصة تحمل إسم "تطوير حصن نيبال الإلكتروني" أنه قد تم إنشاء طريق سريع مكون من 6 حارات بطول 13 كيلومتراً بين كاتمندو وبهاكتابور حيث تم الإبلاغ عن عدد كبير من الحوادث على هذا الطريق في أقل من عام. ولا تقوم الحكومة بتوعية الشعب بشأن خططها الجديدة، وهنا تكمن المشكلة". وأضاف أن إدارة المرور تخطط لإدخال تعلم السلامة على الطرق في مناهج المدارس ووضع حملات التوعية من بين الأولويات.
rg/pt/he-hk/bb
Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.
We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.
Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.