ستقوم نيبال بإنتاج ما يقرب من نصف مليون موقد طبخ مطور خلال السنوات الخمس المقبلة لكي تستفيد منها المجتمعات الريفية ويستغل ملايين الناس، ولا سيما النساء والأطفال، فرصة التمتع بصحة أفضل. وقد حدد البرنامج الوطني للطاقة الريفية والمتجددة العدد المستهدف إنتاجه بــــ 475,000 موقد. والجدير ذكره أن هذا البرنامج الجديد يهدف إلى وضع كل برامج الطاقة الريفية تحت إدارة وهيئة تمويل واحدة- وسينفّذه مركز تعزيز الطاقة البديلة وهو وكالة حكومية مستقلة. ويتلقى البرنامج دعماً من الدنمارك، والنرويج، ووزارة التنمية الدولية للملكة المتحدة من بين جهات أخرى.
وقالت مريجيندرا راج باندي– أخصائية في أمراض القلب وأول من قام بتحديد المخاطر الصحية للدخان المنزلي منذ أكثر من 40 عاماً أن "هذا يجب أن يكون له الأولوية القصوى. إنها مشكلة الفقراء للغاية في نيبال". هذا وتستخدم معظم الأسر الريفية في نيبال المواقد التقليدية التي تعمل من خلال حرق الكتل الحيوية– المكونة من الخشب بشكل أساسي والمخلفات الزراعية وروث الماشية– من أجل الطبخ والتدفئة. وليست هذه المواقد فعالة بتاتاً وينبعث منها كميات كبيرة من الدخان الذي يساهم في تلوث الهواء في الأماكن المغلقة.
ووفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، ثمة أدلة قوية على أن تلوث الهواء داخل الأماكن المغلقة يسبب الالتهاب الرئوي وغيره من التهابات الجهاز التنفسي الحادة في صفوف الأطفال ما دون الخامسة من العمر، كما ويسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة لدى البالغين. وتشير التقديرات إلى وفاة نحو 7,500 مواطن نيبالي سنوياً نتيجة تلوث الهواء في الأماكن المغلقة، ويعتبر الأطفال والنساء الأكثر تضرراً لأنهم عادةً ما يقومون بإعداد الطعام للأسرة ويظلون في المطبخ على مقربة من الموقد لمدة طويلة.
وتم تصميم مواقد الطبخ المطورة بحيث تحد من تلك الآثار الصحية السلبية من خلال حرق الكتل الحيوية بطريقة فعالة تحدّ من الدخان الناجم عن الحرق. وقامت نيبال بإنتاج 621,000 من تلك المواقد– يستفيد منها 3 ملايين شخص- منذ 1999 عندما قامت الوكالة الدنماركية للتنمية الدولية (دانيدا) بإنشاء برنامج دعم قطاع الطاقة في مركز تعزيز الطاقة البديلة.
ويعد مركز تعزيز الطاقة البديلة شريكاً أيضاً للتحالف العالمي لمواقد الطهو النظيفة – وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص تهدف إلى تزويد 100 مليون أسرة بالمواقد والوقود النظيف بحلول عام 2020. وقالت كارونا باجراتشريا– مديرة برنامج دعم طاقة الكتل الحيوية التابع لبرنامج دعم قطاع الطاقة أنه "في إطار البرنامج في نيبال، يقوم المستخدمون بدفع مبلغ يتراوح بين 6 إلى 17 دولاراً لبناء موقد مطور مصنوع من طوب اللبن، وذلك يعتمد على نوعية المواد المستخدمة في البناء وتكلفة الأيدي العاملة في المنطقة". كما تخصص الحكومة 8 دولارات إضافية لكل وحدة لتقديم المساعدة التقنية، والتوعية ومراقبة الجودة. وترتفع كلفة المواقد المعدنية إلى 90 دولاراً حيث تدعم الحكومة 50 بالمائة من كلفتها للأسر التي تقطن مناطق على ارتفاع يزيد عن 1,500 متر.
وقد وجدت دراسة تقييم الآثار الصحية لاستخدام المواقد المطورة التي تم إجراؤها لصالح برنامج دعم قطاع الطاقة عام 2008 من قبل منظمة البيئة والصحة العامة– وهي منظمة نيبالية غير حكومية- انخفاضاً بنسبة 60 بالمائة في المؤشرات الرئيسية لتلوث الهواء في الأماكن المغلقة. وقد تم تسجيل انخفاض في معدل انتشار السعال، والصداع، والتهاب العين في صفوف الأطفال والنساء، رغم الحاجة إلى إجراء أبحاث طويلة الأمد لتقييم الفوائد الصحية الفعلية.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، في العاصمة كاتماندو، قال مانجال، شاب نيبالي يبلغ من العمر 18 عاماً ويعمل كسائق أجرة في منطقة دانغ دخوري: "عندما كنت أستخدم الموقد التقليدي القديم في الطهي، كانت عيناي تدمعان بسب الدخان". ولكن مانجال حصل على موقد جديد منذ ثلاثة أشهر، فأضاف أن "الموقد الجديد يطهو الطعام بشكل أسرع، ويستهلك كمية أقل من حطب الوقود، ويطرد كل الدخان للخارج".
وقالت باجراتشريا أن الحكومة قامت بتدريب 8,000 شخص حتى الآن على بناء المواقد المطوّرة كجزء من برنامج دعم قطاع الطاقة. ويمكن لهؤلاء الأشخاص بناء ما يقرب من خمسة أفران في الشهر وتقاضي 6 دولارات عند بناء كل موقد. وخلال السنوات العشر الماضية، قامت بيشنو مايا تامانغ من منطقة دولاخا الواقعة في وسط نيبال ببناء عشرات المواقد وتأمل في بناء المزيد منها. وقالت تامانغ أنه "ما زال هناك الكثير من الطلب عليها".
وسيكون الهدف الجديد لمركز تعزيز الطاقة البديلة بناء 475,000 موقد إضافي على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يمثل ضعف عدد المواقد التي تم بناؤها خلال العقد الماضي. وقالت باجراتشريا: "لقد أصبح قطاع مواقد الطبخ المطورة أكثر كفاءة وفعالية. وسيستمر الزخم في النمو". ولكن التحدي سيكون في التواصل مع الأسر الفقيرة للغاية والمجتمعات التي يصعب الوصول إليها في أعالي المرتفعات". وقد أشارت باجراتشريا إلى أنه حتى ولو تم إنجاز الهدف، سيظل هناك أكثر من ثلاثة ملايين أسرة تستخدم المواقد التقليدية. وأضافت أن "هناك بعض الأسر التي لا تستطيع حتى تحمل دفع 300 روبية نيبالية (3 دولار) مقابل الموقد. لذا ينبغي على الحكومة وضع برامج دعم لهؤلاء الأشخاص المحتاجين".
sm/ds/he-hk/bb
Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.
We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.
Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.