Help us amplify vital stories and drive change in underreported crises.

Support our work.
  1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

العراق: ازدياد الإدمان وسط العنف والفقر والبطالة

A Baghdad police station bombed on 9 May 2007. Violence in Iraq has reached intolerable levels DVIC

يرى المراقبون بأن استمرار أعمال العنف في بغداد يدفع بالعديد من الناس إلى الالتجاء إلى تعاطي الكحول في محاولة لتخفيف الضغط النفسي الذي يعانون منه. فقد صرح كامل علي، مدير برنامج مكافحة الإدمان على المخدرات والكحول بوزارة الصحة بأن استهلاك الكحول في العراق قد ارتفع في الأشهر الأخيرة بشكل مفاجئ...كما تزايد عدد المدمنين الباحثين عن علاج بعد أن أصبح الإدمان يؤثر على حياتهم".

وأضاف علي بأن "النظام المتوفر في العراق لمعالجة ومتابعة حالات الإدمان يعتبر من أسوأ الأنظمة المتوفرة في الشرق الأوسط، إذ يتم التعامل مع المدمنين على أنهم سكيرون وليسوا أشخاصاً يعانون من ضغوط نفسية ويحتاجون إلى مساعدة الأخصائيين النفسيين للتوقف عن الشرب".

كما أفاد المسؤولون بمستشفى ابن رشد للأمراض النفسية ببغداد، وهو المستشفى الوحيد في العراق الذي يعالج حالات الإدمان على المخدرات والكحول، بأن وتيرة الإدمان على الكحول في تزايد مستمر وبأن الأطر والكوادر المؤهلة للتعامل معه غير متوفرة.

غياب العلاج المتخصص

وأفاد يوسف العبيدي، وهو طبيب نفسي بمستشفى ابن رشد، بأن "العنف والبطالة والفقر تعتبر أهم الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الإدمان على الكحول. وأضاف العبيدي أنه "لا يوجد في العراق أي برنامج متخصص في معالجة الإدمان، خصوصاً بعد أن أقفلت المنظمتان غير الحكوميتان اللتان كانتا تساعدان المدمنين أبوابهما إثر تعرضهما للتهديد من قبل المسلحين...أما في المستشفيات، فإن المدمنين يتلقون معالجة ضد التسمم لمدة يومين ويُرسلون بعدها إلى بيوتهم".

ووفقاً للعبيدي، يوافق بعض المدمنين على مراجعة أحد الأطباء النفسيين الثلاثة الذين لازالوا يعملون في المستشفى بعد "أن غادر معظم الأطباء البلاد. كما أن عدم توفر الدعم الحكومي المناسب يجعل هؤلاء المرضى يغادرون المستشفى لأقرب بائع كحول".

من جهتها، قالت جمعية الأخصائيين النفسيين العراقية بأن دراسة داخلية أجراها أطباء منتسبون للجمعية أشارت إلى أن عدد المدمنين على الكحول الذين يتلقون العناية الطبية قد ارتفع خلال الشهرين الماضيين بنسبة 34 بالمائة مقارنة مع عددهم خلال شهر يونيو/حزيران 2006. وتناولت الدراسة مقابلات مع 2600 شخص من مختلف ضواحي العاصمة بالإضافة إلى المدمنين الذين تلقوا العلاج خلال السنة الماضية. ولم يتمكن القائمون على هذه الدراسة من نشرها نظراً لعدم توفر ميزانية لذلك، واحتفظت بها جمعية الأطباء النفسيين العراقية التي توفر المعلومات عبر مكتبها الإعلامي.

توفر الكحول

ويمكن الحصول على المشروبات الكحولية في العديد من أحياء العاصمة وبثمن قليل نسبياً، فقارورة الويسكي لا تكلف أكثر من ثلاثة دولارات في حين لا يتعدى ثمن زجاجة البيرة الدولارين. وهذا عدا عن العرق والتكيلا اللذين يمكن الحصول عليهما بسهولة.

وقال أبو النور، وهو تاجر كحول: "لم نعد نبيع الكحول في محلاتنا التجارية بل في بيوتنا. فقد تعرض محلي التجاري للهجوم على يد مقاتلين مرتين وأُجبرت على الإقفال، ولكنني لا أزال أبيع من بيتي لزبائني الذين أثق بهم والذين كانوا يقصدون محلي لشراء ما يلزمهم".

وأوضح أبو النور بأن المشروبات الكحولية تأتي من سوريا والأردن سواء بالطائرة أو بالسيارة، ولكن "المرحلة الأخطر هي عندما تصل إلى بغداد" حيث قال: "نحن لا نعلم إن كان المسلحون المتعصبون سيعترضون طريقنا في إحدى نقاط التفتيش".

الفقر والبطالة والعنف

وتعتبر حالة محمود مصطفى (وهذا اسمه المستعار)، 36 عاماً، خير مثال على تأثير الفقر والبطالة والعنف على حياته ودفعهم إياه إلى تعاطي الكحول، إذ قال: "كنت عاطلاً عن العمل وأصبحت عائلتي تعاني من الفقر لأول مرة. وجدت في الكحول طريقة للهروب من العنف ومن الواقع الذي تعيشه بلادي. أصبحت عنيفاً لدرجة جعلت زوجتي تأخذ أطفالي للعيش في بيت أهلها. أنا الآن مشرد وأحاول العثور على من يساعدني لأعود مثلما كنت من قبل، ولكنني لا أستطيع الحصول على ذلك. أعتقد بأنني لا أستطيع التوقف عن الشرب دون مساعدة ".

"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join