أخبرت مفوضية حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن 168 مدنياً لقوا حتفهم في نزاعات مسلحة وقصف جوي وهجمات انتحارية وانفجارات في أفغانستان خلال شهر أغسطس/آب الماضي.
وأضافت المفوضية أن شهر أغسطس/آب سجل ارتفاعاً بنسبة 16.6 بالمائة في عدد القتلى من المدنيين مقارنة بشهر يوليو/تموز الذي فقد فيه 144 شخصاً من غير المقاتلين حياتهم.
وقال محمد فريد حميدي، المسؤول في المفوضية أن ثلثي القتلى من 168 مدنياً قد لقوا مصرعهم في عمليات عسكرية نفذتها القوات الدولية ضد أعدائها [في أفغانستان]".
كما قالت المفوضية أن انتقادات وجهت مراراً للجيش الأمريكي لاختياره الغارات الجوية كوسيلة قتالية لأنها تلحق خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
ولكن حميدي لم يلقي بكامل اللوم على القوات الغربية بقيادة الولايات المتحدة وحلف الناتو بل حمّل حركة طالبان مسؤولية وقوع بعض الخسائر في الأرواح المدنية، حيث قال: "تستخدم طالبان المدنيين دروعاً بشرية كما أنها تلجأ إلى وسائل غدر تعرض حياة الأشخاص العاديين للخطر".
واتهمت المفوضية كلا الطرفين بعدم توفير الحماية للمدنيين أثناء قيامهم بعملياتهم العسكرية.
التحقيق في سقوط المدنيين
وقد حال عدم استتباب الأمن دون الوصول إلى مناطق النزاع، مما زاد من صعوبة تقييم المراقبين الحياديين لأثر القتال على المدنيين.
وقد جاء في تصريح للأمم المتحدة لإحدى وسائل الإعلام الغربية يوم 2 سبتمبر/أيلول أن 750 مدنياً على الأقل لقوا حتفهم في أعمال قتالية منذ بداية العام الجاري، وهو ما يشكل زيادة نسبتها 20 بالمائة مقارنة بالعام 2006.
وبينما انتقت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بعض وسائل الإعلام الغربية لتشاركها إحصائياتها السرية حول عدد الضحايا من المدنيين، قال مسؤول أفغاني رفيع المستوى بأن البعثة غير مفوضة "بعد الجثث" في البلاد.
وفي محاولة لوضع حد للالتباس حول عدد الضحايا من المدنيين، قررت مفوضية حقوق الإنسان في أفغانستان تشكيل وحدة مستقلة للتحقيق في الحوادث التي تؤثر فيها النزاعات المسلحة على حياة المدنيين لإثبات صحتها.
وحول هذا الموضوع قال حميدي: "نحن ندعو جميع الأطراف المتنازعة أن تكفل وصولنا إلى مناطق النزاع وتساعدنا في كشف الحقائق حول الحوادث التي تم فيها إلحاق الأذى بالمدنيين".
أما الأمم المتحدة فتحتفظ بهذه الأرقام في سجلاتها الخاصة، فالمنظمة الدولية تجمع المعلومات وتتأكد من صحة التقارير الواردة إليها حول عدد الضحايا من المدنيين وتحفظها للاستخدامات الداخلية.
وكانت القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة وحلف الناتو قد دحضت مراراً التقارير التي تتحدث عن عدد الضحايا من المدنيين الذين سقطوا جراء عمليات العسكرية ضد متمردي طالبان.
وقد أوردت وكالة رويترز للأنباء على لسان العميد في الجيش الأمريكي بيري ويجنز، قوله: "لقد قمنا في عدد من الحالات بالخروج والتحقيق في ادعاءات سقوط قتلى من المدنيين ولكننا لم نجد هؤلاء القتلى".
بدورها دحضت طالبان التقارير التي تتهم مقاتليها بانتهاك قوانين الحرب من خلال إيذاء المدنيين عمداً في هجمات الكر والفر التي تقوم بها.
"