يواجه إقليم السند في جنوب باكستان كارثة أخرى بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدها الإقليم خلال الأيام الخمسة الماضية، حسب الهيئة الإقليمية لإدارة الكوارث. ففي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أفاد ساجد حيدر، رئيس العمليات بالهيئة، أن مليوني شخص تضرروا بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها 15 مقاطعة من مقاطعات البلاد الثلاثة والعشرين"، مضيفاً أن أضرار الفيضانات لحقت بالمحاصيل أيضاً.
وكانت بعض التقارير قد أفادت أن السيول أودت بحياة خمسة وثمانين شخصاً، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات المحلية عن اتخاذ تدابير عاجلة للإغاثة في حالات الطوارئ بما في ذلك تقديم التعويضات للضحايا.
من جهته، أفاد مسؤول محلي بمقاطعة بادين في جنوب إقليم السند - طلب عدم ذكر اسمه - أنه "من المحتمل أن يتم استدعاء منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية قريباً".
وفي هذا السياق، اشتكى مجيد الدين، وهو أربعيني من سكان قرية خيربور - إحدى المناطق الأكثر تضررا من الفيضانات – ما عاناه من خسائر بقوله: "خسرت محصول قصب السكر الذي كان جاهزا للحصاد في الوقت الذي كنت لا أزال أتعافى فيه مما تكبدته العام الماضي من خسائر في المحاصيل والماشية. ولا أحد يدرى ماذا سيحدث الآن".
وأضاف حيدر أن غالبية الوفيات نتجت عن انهيار المنازل أو الصعق الكهربائي، وأن القوات وُضِعت في حالة تأهب لمواجهة أية حالة طوارئ.
وكان رئيس وزراء السند قد قام بزيارة المناطق المتضررة وتم صرف الأموال اللازمة لأعمال الإنقاذ وإعادة التأهيل.
وبالرغم من أن موسم الرياح الموسمية يمتد من شهر يوليو إلى شهر سبتمبر، إلا أن الأمطار تكون أكثر غزارة خلال شهري يوليو وأغسطس. وحسب مكتب الأرصاد الجوية، يبدو أن الأمطار ستستمر بالهطول بغزارة على معظم أنحاء البلاد في الوقت الحالي.
مناطق أخرى متضررة
تسببت الأمطار في أضرار بالغة وخسائر فى الأرواح فى مناطق أخرى أيضاً. ففي مقاطعة كوهيستان النائية التابعة لإقليم خيبر باختون خوا، أدت الفيضانات الأسبوع الماضي إلى مقتل 33 شخصاً على الأقل، حسب سيد امتياز علي شاه، مسؤول التنسيق بالمقاطعة. غير أن العدد الحقيقي للضحايا قد يكون ضعف هذا الرقم تقريباً، حسب بعض التقارير الإعلامية. كما تسببت السيول في جرف عشرات المنازل بما في ذلك قرية بأكملها.
وتسببت السيول أيضاً فى أضرار كبيرة في خمس مقاطعات على الأقل فى إقليم بلوشستان جنوب غرب البلاد، مما أجبر الناس على الفرار من المناطق المنخفضة إلى المناطق المرتفعة في محاولة للنجاة بأرواحهم. وعلق شاهزيب بالوش، وهو راع بمقاطعة جعفر أباد، على الوضع بقوله أن "السيول ألحقت أضراراً بالغة ببعض المنازل وجرفت الممتلكات. لم يكن أي منا مستعدّاً للمجازفة بعد تجربة العام الماضي، لذلك سارع المئات من السكان إلى مغادرة بيوتهم والانتقال إلى مناطق مرتفعة".
من جهته، قال سهيل رحمن بالوش، نائب مفوض مقاطعة لورالاي، في تصريح له لوسائل الإعلام أنه "تم إجراء دراسة لتحديد الخسائر الناجمة عن الأمطار الغزيرة في المقاطعة، وتم إعلان حالة الطوارئ فى المنطقة ووصلت فرق الأطباء والأدوية إلي المناطق المتضررة".
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال عدنان خان، المتحدث باسم هيئة إدارة الكوارث في إقليم خيبر باختون خوا، أنه "يجري حالياً عقد اجتماعات" لاتخاذ ما يلزم من قرارات بشأن التدابير اللازمة لمواجهة أية حالة طوارئ.
وقد أعادت هذه الفيضانات إلى الأذهان ما حدث في فيضانات عام 2010 التي تضرر منها 18 مليون شخص، حسب الأمم المتحدة. وكان إقليم السند الأكثر تضررا من الفيضانات التي لحقت آثارها بـ 7.2 مليون شخص في هذا الإقليم.
kh/cb-hk/amz