1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

العراق: أعمال الإغاثة باتت أكثر خطورة في بغداد

[Iraq] Displaced people are recieving less assistance from aid agencies each day. [Date picture taken: 01/30/2007] Afif Sarhan/IRIN

يواجه عمّال الإغاثة صعوبات جمة من أجل توصيل المساعدات الإنسانية إلى النازحين والمستضعفين في بغداد، بعد أن أصبحت هذه المدينة مقسمة بشكل واضح إلى قسمين دينيين متنافرين وترزح تحت سيطرة العصابات المسلحة، مما يجعل عمّال الإغاثة يعتبرونها أخطر منطقة قد يعملون فيها في العراق.

ووضح فتاح أحمد، نائب رئيس رابطة المعونة العراقية مدى تأثير الوضع في بغداد على عمل منظمته قائلاً: للأسف، يتوجب علينا اختيار العائلات التي نساعدها آخذين بالاعتبار أمن وسلامة متطوعينا...فنحن نرسل المتطوعين السنّة إلى المناطق السنية والمتطوعين الشيعة إلى المناطق الشيعية".

وكان أحمد قد أصبح نائباً لرئيس الرابطة منذ فترة وجيرة فقط بعد أن تعرض جمال حسين، النائب السابق، للقتل أثناء مشاركته في عملية توزيع المعونات الإنسانية بضواحي بغداد. وتحدث أحمد عن ذلك قائلاً: "لقد قُتل لأنه كان شيعياً يحاول مساعدة السنّة. ولهذا السبب، نحن نفضل إرسال متطوعينا إلى الأماكن التي سيستقبلون فيها بالترحيب".

ترتيب المناطق وفقاً لمدى سلامتها

وأفادت ميادة معروف، الناطقة باسم جمعية المحافظة على حياة الأطفال المحلية، بأن منظمات الإغاثة المحلية قد وضعت لائحة رتبت فيها المناطق بحسب مدى سلامتها، الأمر الذي أدى إلى ترك المناطق الخطرة لتشرف عليها وزارة المهجرين والمهاجرين. وأوضحت ميادة بأن "أكثر الأحياء خطورة هي الدورة ومدينة الصدر وعلوي والبتاوين وحيفا والحرية". وأضافت قائلة: "لقد اضطررنا للتوقف عن استعمال السيارات التي تحمل شعار منظمتنا حتى لا نتعرض للهجوم...كما أصبحنا مجبرين على نقل المؤن في سيارات صغيرة والقيام بعدة رحلات متفرقة وسلوك طرق مختلفة في كل مرة".

واتفقت ميادة وأحمد على أنه لم يسبق لبغداد أن كانت بهذه الخطورة ولا بهذا العنف، ولا لتوصيل المساعدات الإنسانية أن كان بهذه الصعوبة. كما أشارا إلى أن العديد من المنظمات غير الحكومية قد اضطرت لوقف أنشطتها بعد أن تعرضت للاستهداف.

وقالت ميادة أيضاً: "إن أسهل طريقة كي يجبر المسلحون إحدى المنظمات على وقف أنشطتها هي اختطاف أحد متطوعيها. ومنذ أن تعرض موظفو الهلال الأحمر للاختطاف في ديسمبر/كانون الأول 2006، تملكنا الخوف وأصبحنا نحاول تفادى لفت الأنظار قدر الإمكان ونقوم بتوصيل المساعدات إلى المناطق الأكثر أمناً بدل المناطق الأكثر حاجة".

من جهته، أشار أحمد إلى أن "بعض منظمات الإغاثة انتقلت إلى المناطق الشمالية من العراق لتتمكن من الاستمرار في تقديم مساعداتها في مناطق أكثر أمناً نسبياً، حتى وإن كانت حاجة سكانها للمساعدات أقل من حاجة سكان بغداد".

الحاجة للمساعدات تبقى كبيرة

وتوجد معظم المخيمات التي تحتاج للمساعدات داخل مناطق خطرة أو بالقرب منها. وعن ذلك قال جبار محمد، الخبير الإنساني بجامعة بغداد: "أنا أتفهم حاجة المتطوعين إلى المحافظة على سلامتهم، ولكن يجب ألا يدفعهم ذلك إلى التخلي عن مهمة تقديم المساعدات إلى المحتاجين إليها في المناطق الخطرة وتركها للحكومة التي لا تقوم بأي شيء". وأضاف بأن "العديد من المناطق تشهد أياماً آمنة وأخرى خطيرة، وبأن منظمات الإغاثة الإنسانية يجب أن تأخذ ذلك بالاعتبار وتتولى توزيع مساعداتها في الأيام الآمنة".


الصورة: عفيف سرحان/إيرين

"منذ أن تعرض موظفو الهلال الأحمر للاختطاف في ديسمبر/كانون الأول 2006، تملكنا الخوف وأصبحنا نحاول تفادى لفت الأنظار قدر الإمكان ونقوم بتوصيل المساعدات إلى المناطق الأكثر أمناً بدل المناطق الأكثر حاجة"

من جهتها، أفادت وزارة المهجرين والمهاجرين العراقية، بأن الموظفين الحكوميين يواجهون بدورهم أخطاراً كبرى خلال توليهم توزيع المساعدات الإنسانية، وبأن الأخطار التي يواجهونها قد تكون أكبر بكثير من تلك التي يواجها موظفو المنظمات الإنسانية. وقال مسؤول رفيع المستوى في الوزارة فضل عدم ذكر اسمه بأن "المحتاجين في بعض أحياء العاصمة مثل الدورة وعلوي لم يحصلوا على أية مساعدات منذ ثلاثة أشهر لأن عمّال الإغاثة لا يستطيعون الدخول إلى هذه الأحياء لأسباب أمنية. وهو نفس الوضع الذي ينطبق علينا أيضاً...كما أنني على يقين بأن ميزانيتنا أقل بكثير من ميزانيات المنظمات الإنسانية المحلية".

التوازن الذي ينبغي تحقيقه

بدوره، قال سيدريك تورلان، المسؤول الإعلامي بلجنة تنسيق عمل المنظمات غير الحكومية في العراق، بأن الأمر لا يتعلق بإعطاء الأولية للسلامة على توصيل المساعدات أو العكس، بل يجب البحث عن أفضل الطرق للتوفيق بين الاثنين. وأخبر تورلان شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنه "لا يمكن تحقيق واحد دون الأخر، فالدرس الذي استقاه الوسط الإنساني من فقدانه لمائة من موظفيه إلى الآن غال جداً، ...وعمّال الإغاثة يواجهون نفس المخاطر والصعوبات التي يواجهها غيرهم من المدنيين الآخرين. لذلك، فإن تدهور الوضع الأمني سيزيد حتماً من صعوبة توزيع المساعدات...ولكن العامل الرئيس في مواجهة الأزمة الإنسانية على الأرض هو أن يتمكن موظفو الإغاثة من الوصول إلى المناطق التي يقدمون فيها مساعداتهم للمستضعفين".

ووفقاً لتورلان، يتوجب على المنظمات غير الحكومية أن تحسن الاستفادة من الحقائق اليومية على الأرض لتتمكن من تحقيق أهدافها دون أن تمس بمصداقيتها"، وفي الوقت نفسه، يجب أن تبقى مبادئ مدونة السلوك الخاصة باللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمات غير الحكومية التي تتولى الإغاثة في أوقات الكوارث "غير قابلة التفاوض".

كما أوضح تورلان قائلاً: "من المهم جداً أن نتذكر تسلسل المبادئ التي تنص عليها مدونة السلوك، والتي يأتي على رأسها مبدأ " الضرورة الإنسانية تأتي في المقام الأول"، وهو مبدأ لا تفاوض ولا مرونة فيه.

كما أوضح تورلان لائحة العناصر الضرورية لنجاح العمل الإنساني والتي تتمثل في التواجد على الأرض والتنسيق والتعاون وتنوع المصادر والثقة والتوقيت.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join