الحكومة الإندونيسية تخطط لنقل الناجين من بركان ميرابي

أفاد مسؤولون أن الحكومة الإندونيسية تستعد لنقل آلاف الناجين من بركان جبل ميرابي القاتل الذي تفجر العام الماضي إلى أماكن أكثر أمناً.

وفي إطار هذا المشروع الذي سيستمر لمدة عامين، ستقوم جاكرتا بتوفير الأراضي والمساكن والمال لأكثر من 2,700 أسرة دُمرت قراها جراء الانفجارات البركانية، ولبناء البنية التحتية وتوفير فرص العمل، بتكلفة تقدر بـ 158 مليون دولار، كما قال سيامسول معاريف، رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

وسيستفيد أكثر من 13,000 شخص من هذا البرنامج، بما في ذلك سكان خمس قرى في منطقة كانكرينجان الفرعية التي تضررت بشدة، وقرية أخرى في منطقة كلاتين.

وأضاف معاريف قائلاً: مع انتقال جميع النازحين تقريباً إلى ملاجئ مؤقتة، سينصب تركيزنا الآن على كيفية إعادة بناء المجتمعات المتضررة من الكارثة،" موضحاً أن لكل أسرة الحق في الحصول على 100 متر مربع من الأرض و30 مليون روبية (3,500 دولار) لبناء منزل.

مع ذلك، اعترض بعض السكان على خطة النقل لأنهم يريدون أن يُسمح لهم ببناء منازل بالقرب من أماكن سكنهم السابقة.

وأضاف معاريف قائلاً: "نريد الحفاظ على تماسك المجتمع، ولكن في الوقت نفسه يجب أن نكون مستعدين لكوارث أخرى في المستقبل. يجب التوصل إلى اتفاق لأن هؤلاء الأشخاص يعيشون في مكان معرض للتأثر بثوران البركان، ويجب عليهم إخلاء المكان فوراً عندما يؤمرون بذلك".

آلاف النازحين 

وقد انفجر ميرابي، وهو أحد البراكين الأكثر نشاطاً في البلاد، أول مرة في 25 أكتوبر 2010، مرسلاً أعمدة من الغاز الحارق على منحدراته. وقد استمر هذه الانفجار مدة شهر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص ونزوح 200,000 آخرين عن منازلهم.

وفي يناير، أدت الفيضانات الناجمة عن الأمطار المختلطة مع الصخور البركانية والرمال إلى نزوح المئات، وقطع الطرق وتعريض ست قرى في منطقة ماجيلانج، التي تبعد 26 كيلومتراً عن قمة ميرابي، للخطر.

وقال بودي هيرمانتو، وهو ناشط يعمل مع مجموعة جالين ميرابي التي تساعد في تنسيق المساعدات لضحايا ميرابي، أن نحو 400 أسرة شردتها الفيضانات لا تزال تعيش في الخيام في ثلاثة مواقع في منطقة ماجيلانج، في جاوة الوسطى.

وأضاف هيرمانتو قائلاً: "حتى لو لم تتضرر منازلهم، فإن عودتهم إلى هناك أمر خطير للغاية، لأنهم يعيشون على ضفاف نهر وعلى أراض تعرضت للتآكل".

وقالت وزارة الاشغال العامة أنها ستشرع في بناء 255 منزلاً دائماً للناجين من البركان في منطقة سليمان هذا العام، في حين سيتلقى بعض السكان مساعدة مالية في الفترة من 2012 إلى 2013 لبناء المنازل بأنفسهم.

من جهته، قال بودي يوونو، المدير العام في الوزارة: "نأمل أن تحدد الحكومة قريباً المناطق الخطرة والمواقع التي سيتم بناء المنازل عليها".

وأفاد معاريف أن معظم النازحين انتقلوا إلى ملاجئ مؤقتة في 11 موقعاً في إقليمي يوجياكارتا وجاوة الوسطى. وأوضح أنه بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من خطة إعادة الإعمار، ستحول الحكومة 1,310 هكتارات من الأراضي على طول منحدرات البركان إلى غابات محمية أو حديقة وطنية.

كما صرح وزير الشؤون الاجتماعية سليم سيغاف الجفري أنه سيتم أيضاً تقديم بدل غذاء يومي قدره 5,000 روبية (0.60 دولاراً) لأكثر من 13,000 شخص يعيشون في ملاجئ مؤقتة لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر لدعمهم وتمكينهم من الوقوف على أقدامهم من جديد.

وقال معاريف أن الأشخاص المنقولين سيُمنحون المواشي والبذور والشتلات ليتمكنوا من استئناف الزراعة.

مع ذلك، قال هيرمانتو: "لقد وعدت الحكومة بمنح تعويضات عن الماشية التي قُتلت في الانفجارات، ولكن حتى الآن لم تحدث تسوية في هذا الشأن. يعمل البعض في الحقول، ولكن آخرين يعملون في وظائف غير منتظمة مثل العمل في محاجر الرمال".

والبراكين والزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى ليست ظواهر غريبة على إندونيسيا التي تقع ضمن حزام النار في المحيط الهادئ. فهذه الأمة الأرخبيل، وهي الرابعة عالمياً من حيث الكثافة السكانية، وتضم ما لا يقل عن 129 بركاناً نشطاً، يصنف 68 منها على أنه خطر.

atp/ds/mw-ais/dvh