باكستان: الأمطار تتسبب في المزيد من الوفيات في الأقاليم الجنوبية

لقي 51 شخصاً على الأقل مصرعهم خلال الأيام القليلة الماضية نتيجة استمرار هطول الأمطار الغزيرة على إقليم السند في باكستان. كما تعرضت العديد من البيوت للانهيار، أغلبها في كراتشي في حين غمرت المياه أعداداً كبيرة من المنازل.

وأعلنت حكومتي إقليمي السند وبلوشستان حالة التأهب القصوى تخوفا من المزيد من العواصف والأمطار.

وقال المقدم المتقاعد فاروق أحمد خان، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بإسلام أباد أنه من المتوقع هطول المزيد من الأمطار الغزيرة على المناطق الساحلية من إقليمي السند وبلوشستان، خصوصاً في المناطق المرتفعة من هذا الأخير".

ويقدر عدد المتضررين من الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على إقليمي السند وبلوشستان لأربعة أيام متواصلة أواخر من شهر يونيو/حزيران بحوالي 2.5 مليون شخص، لقي حوالي 300 منهم حتفهم بينما شرد مئات الآلاف غيرهم. ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد تضررت حوالي 6,500 قرية وانهيار حوالي 80,000 منزل.

فيضان البحيرة

أما بحيرة مانشار الواقعة قرب مدينة دادو، على بعد 300 كلم شمال غرب كراتشي، فهي على وشك الفيضان أيضاً إذا استمرت الأمطار في الهطول بهذه الغزارة، إذ قال غلمان ميراني، رئيس منتدى الصيادين الباكستانيين معلقاً على ذلك: "إن الوضع هنا في منتهى الخطورة وقد يصبح كارثياً بهطول المزيد من الأمطار".

وتعتبر بحيرة مانشار أكبر بحيرة طبيعية في باكستان ويعتمد عليها حوالي 20,000 صياد لجلب قوتهم اليومي.

عدم الرضا

وفي الوقت الذي أكد فيه المقدم خان بأن أعمال إعادة التأهيل في المناطق المتضررة مستمرة على قدم وساق، وناشد جميع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية بتنسيق جهودها الإغاثية مع الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، لا تزال مستويات عدم الرضا عالية في أوساط العديد من المتضررين. فروبينا قادر، 35 عاماً، من سكان قرية قريبة من مدينة دادو، تشكو معاناتها قائلة: "لقد تُرِكنا دون مساعدة لأيام عديدة. وحتى الآن، لازلنا نواجه وضعاً مزرياً حيث نفقت أعداد كبيرة من مواشينا وغرقت أراضينا".

وأضافت بأن بيتها المبني من الطوب غير المطبوخ "لم يعد آمنا" للسكن، وبأنها أصبحت وأطفالها الثلاثة مجبرين على تدبر أمورهم خارج المنزل قدر الإمكان.

حالات الإسهال

الصورة: HRCP

يشتكي سكان بلوشستان والسند المتضررين من الفيضانات من عدم حصولهم على ما يكفي من المساعدة. ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد تضررت حوالي 6,500 قرية وتهدم حوالي 80,000 منزل

وبالرغم من أن الفرق الطبية الحكومية دأبت على زيارة المناطق المتضررة ومواصلة حملات التطعيم، إلا أن تقارير كثيرة ما زالت تشير إلى انتشار العديد من الأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة ومعظمها حالات إسهال شديد، حيث قالت روبينا: "يعاني ابني الأصغر البالغ من العمر ست سنوات من المغص الشديد والإسهال، وهو يرفض تناول الطعام. أحضرته إلى دادو لعلي أعثر على طبيب جيد هنا لمعالجته".

في الوقت نفسه، لا تزال الأوضاع سيئة في المناطق المتضررة من بلوشستان، بما فيها مدن جهل مكسي وجعفر أباد وناصر أباد الواقعة على الحدود الشمالية مع السند.

من جهته حذر فريد أحمد، المنسق الإقليمي للجنة الباكستانية لحقوق الإنسان، من تفاقم أوضاع المتضررين قائلاً: "لم يحصل الناس سوى على مساعدة محدودة، ولا زالت الأمراض تنتشر بسرعة بينهم، بالإضافة إلى رطوبة الجو التي تشتد في شهر أغسطس/آب وتزيد من سوء أوضاعهم وتؤثر سلباً على أحوالهم الصحية".

ومن المتوقع أن تتسبب الرياح الموسمية العاتية التي تضرب جنوب آسيا في حدوث المزيد من الفيضانات في مناطق أخرى. كما أفادت التقارير بان نهر شيناب، الذي يخترق إقليم بنجاب، قد فاض في 12 أغسطس/آب. ويبقى الوضع الخطير في إقليمي السند وبلوشستان أكثر ما يثير القلق في البلاد.

"