1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Palestine

المدونات... نافذة شباب غزة على العالم

Gazan blogger Sharif Al Sharif writes to vent his frustration and the humanitarian crisis he’s living through. He says ‘Gaza is not hell it’s just a very unnatural place to live.” Phoebe Greenwood/IRIN
Le blogueur gazaoui Sharif Al Sharif écrit pour exprimer sa frustration et parler de la crise humanitaire qu’il vit quotidiennement. Il dit : « Gaza n’est pas l’enfer, c’est juste un endroit plutôt malsain pour vivre »

دشن شريف الشريف، البالغ من العمر 27 عاماً، مدونته عام 2006، عندما لم يكن هناك سوى حفنة من المدونين في غزة. أما اليوم فيوجد أكثر من 50 مدوناً في القطاع، على حد قوله. وقد شهد العام الماضي طفرة في وسائل الإعلام الإجتماعية في غزة، إذ بدأ الشباب والشابات، مثل شريف، يستخدمون الإنترنت للانضمام إلى المجتمع العالمي الذي لا يستطيعون الوصول إليه بأية طريقة أخرى. كما بدأ جمهور دولي متزايد يزور مدوناتهم للاطلاع على ما فيها.

ولطالما كان شريف مهتماً بالسياسة، ولكنه لم يتمتع بالقدرة على التعبير عن آرائه السياسية علناً. وعندما بدأ بنشر مدونته، لم يكن ذلك بناءً على أجندة سياسية، حيث قال: "أردت فقط أن يكون صوتي مسموعاً. عندما بدأت التدوين، شعرت وكأن لي وجود في هذه الحياة، حتى لو كان مجرد وجود رقمي. لقد كتبت من أجل انتزاع اعتراف بشخصي".

ويكتب شريف عن تجربته في الحياة اليومية في غزة، وكثيراً ما يقدم نقداً للموسيقى أو الأفلام التي شاهدها ونالت إعجابه، أو أي شيء لديه شعور قوي تجاهه. وبالنظر إلى السياق الذي يكتب فيه، غالباً لا يجد شريف مفراً من التعرض للسياسة والأزمة الإنسانية التي يعيشها في غزة، موضحاً ذلك بالقول: "كل شيء هنا مختلط بالسياسة - إنها في الهواء هنا، ولا يمكنك تجنب التفكير بها".

وقد تم إغلاق حدود غزة مع مصر وإسرائيل في عام 2007 بعد سيطرة حركة حماس على القطاع وفرض قيود مشددة على حركة البضائع والأشخاص إلى داخل غزة وخارجها. والآن يعيش أكثر من 1.5 مليون شخص في غزة محاصرين في مساحة لا تتعدى 360 كيلومتراً مربعاً.

وأفاد شريف أن ما يشعره بأكبر قدر من الرضا في تجربة التدوين هو التواصل مع مجتمع أوسع عبر الإنترنت: "كشاب فلسطيني، ليست لديك فرصة للعيش مثل أي شخص آخر، ولا تستطيع أن تحصل على تجربة الحياة كاملة. لذا تقوم بإنشاء حياة على الإنترنت لتعويض ما هو مفقود".

وتمارس علا عنان، التي تبلغ من العمر 25 عاماً، التدوين منذ عام 2006. وعلى الرغم من أنها تتحدث الإنكليزية بطلاقة وبلا أخطاء ولكنها تفضل الكتابة باللغة العربية، وأولويتها إنشاء منتدى على شبكة الإنترنت لمجتمعها المحلي من أجل معالجة المشاكل الأقرب إلى الوطن.

وحول ذلك قالت: "هناك الكثير من الناس الذين يدونون باللغة الإنكليزية للوصول إلى الناس خارج غزة، وخاصة في الغرب. أنا لا أحب ذلك. علينا أن نتحدث عن هذه الأمور فيما بيننا، لهذا السبب أنا أكتب باللغة العربية. يشعر الأشخاص الذين يكتبون للغرب دائماً أنهم بحاجة إلى الحديث عن السياسة، ولكن هناك مشاكل كثيرة ينبغي حلها هنا على المستوى الاجتماعي، مثل المصالحة [بين الفصيلين المتحاربين حماس وفتح]. أعتقد أننا بحاجة إلى حل هذه المسائل فيما بيننا قبل أن ننتقل إلى النقاش مع الخارج".

وتعترف علا بأن المدونين المحليين قد لا يرغبون في التصدي للقضايا الداخلية المثيرة للجدل، ويعود السبب جزئياً في ذلك إلى الخوف من بعض القراء. ويوافقها شريف الرأي قائلاً: "كان أحد أصدقائي يتطرق لبعض القضايا الحساسة جداً في مدونته، ويهاجم أشخاصاً [أعضاء في السلطة في غزة] على المستوى المهني والشخصي، ثم تلقى تحذيراً من صديق صديقه لتخفيف الوتيرة والتراجع".

الجمهور الدولي

وسواء كانوا يقصدون ذلك أم لا، فإن مدوني غزة يجتذبون المزيد والمزيد من القراء الأجانب. فأثناء عملية الرصاص المصبوب (التوغل العسكري الإسرائيلي الأخير في غزة من 27 ديسمبر 2008 حتى 18 يناير 2009) وبسبب منع الصحافيين من دخول غزة، احتشد جمهور دولي غير مسبوق لقراءة مدونات غزة ومعرفة الواقع وراء العناوين الرئيسية.

وكانت علا تدرس في بلجيكا أثناء الحرب، ولكنها كانت على اتصال يومي مع أسرتها في قطاع غزة. وطوال فترة الصراع التي امتدت لثلاثة أسابيع، وجدت عنان الراحة في التدوين والتعليقات التي وضعت استجابة لمدخلاتها، وارتفع عدد مشاهدات صفحتها من 50 إلى و1,500  مشاهدة في اليوم الواحد.

وأضافت قائلة: "كان هناك الكثير الذي لم يذكر في الأخبار. على سبيل المثال، كان المدونون في مصر يسألون عما إذا كانت التبرعات التي كانوا يقدمونها تصل إلى الناس هنا. أخبرني والدي أنه قد تم قصف مخازن الأغذية وأن جميع المستشفيات تعاني نقصاً في الإمدادات... حتى عندما كان الناس يرسلون تحويلات نقدية إلى حسابات في غزة، لم تكن هناك أية مبالغ نقدية في المصارف، لذا لم تكن النقود تصل. كنت قادرة على نشر تلك الأخبار".

''حتى عندما كان الناس يرسلون تحويلات نقدية إلى حسابات في غزة، لم تكن هناك أية مبالغ نقدية في المصارف، لذا لم تكن النقود تصل''

منفذ للتنفيس

وأصبحت المدونات ووسائل الإعلام الاجتماعية سبلاً للتنفيس وقد تجلى ذلك بوضوح في "شباب غزة نحو التغيير"، وهي مجموعة من سكان غزة الشباب انطلقت عبر الفيس بوك في وقت سابق من هذا العام وأصدرت بياناً حاداً جاء فيه: "نحن، شباب غزة، قد ضقنا ذرعاً بإسرائيل وحماس والاحتلال وانتهاكات حقوق الإنسان وعدم مبالاة المجتمع الدولي! نحن نريد الصراخ وتحطيم جدار الظلم والصمت واللامبالاة، تماماً كما تخترق الطائرات الإسرائيلية من طراز إف 16 حاجز الصوت. نريد أن نصرخ بكل ما أوتيت أرواحنا من قوة، لإنهاء حالة الإحباط هذه التي استنزفتنا بسبب هذا الوضع السخيف الذي نحيى".

وقد اجتذبت مجموعة الفيس بوك هذه أكثر من 18,000 صديق. وفي ظل تأكيد وجود غزة على الإنترنت، وما دام الحصار الاسرائيلي مستمراً وحركة الناس إلى داخل وخارج القطاع مقيدة، فإن شبكة الإنترنت ستظل نافذة حيوية بين الفلسطينيين في قطاع غزة والعالم الخارجي.

pg/cb-ais/dvh

This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join