مرت أم محمد الدراج، 35 عاماً وأم لثلاثة أطفال، حديثاً بتجربة قاسية لإنقاذ حياة زوجها. فقد أخبرت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن زوجها، أحمد، كان قد تعرض للاختطاف على يد أشخاص اتهموه بمناصرة المتمردين. وبعد يومين من انقطاع أخباره، قدم رجلان إلى بيتها وأمراها باللحاق بهما للقاء زوجها الذي زعما حينها بأنه كان يخضع للتحقيق.
وتقول أم محمد: لم أفكر مرتين، تركت على الفور أبنائي مع جارتي [وتبعت الرجلين]. كنت متشوقة لأي أخبار عن أحمد. قادني الرجلان بسيارتهما إلى منطقة بعيدة حيث زعما أن زوجي محتجز.
وبعد رحلة دامت نصف ساعة، وصلنا إلى مدينة الصدر [منطقة يسيطر عليها الشيعة]. كانت أرجف من الخوف لأنني كنت أعي أن هذه منطقة بالغة الخطورة، ولم ينبس الرجلان بأية كلمة حتى تلك اللحظة.
طلبا مني الدخول إلى بيت قذر والانتظار فيه إلى أن أتى رجل ثالث وأخبرني بأن لدي خيار من اثنين: إما أن أضاجعه فيطلق سراح زوجي أو أن أعود إلى بيتي ولا أرى زوجي أبداً.
كنت في حالة من الصدمة والذهول، وبدأت بالنحيب. انحنيت على الأرض لأقبل قدميه وأطلب منه الإفراج عن زوجي دون أن يسئ إلي.
ولكنه أخبرني بعدها بأنه سيعود بعد 15 دقيقة وبأنه يتوقع أن يحصل على ردي بعد عودته. في تلك الدقائق كرهت نفسي وجمالي. كنت أعي أنني لو لم أكن جميلة لما حصل لي ما حصل [ولما طمع بي هذا الرجل]، ولكن حياة زوجي كانت في يدي [وكان علي أن أنقذه].
وبعد مرور 15 دقيقة قضيتها وأنا أبكي، عاد الرجل وكرر نفس السؤال ولم يكن لدي خيار سوى أن أقبل حتى أنقذ حياة زوجي، حتى وإن كنت أشعر بأنهم قد يقتلوننا معا [بعد أن يأخذوا مأربهم مني].
كان علي أن أتخلى عن شرفي لإنقاذ زوجي. كانت أسوأ 20 دقيقة في حياتي. لم أشعر سوى بالألم والرغبة بالتقيؤ. حاولت المقاومة في البداية ولكنني تلقيت صفعة قوية على وجهي فأخذت أبكي بصمت طالبة من الله أن يغفر لي.
بعد ذلك طلب مني الرجل أن أرتدي ملابسي وأعادني نفس الرجلين إلى بيتي ودموعي تنهمر على وجنتي. وعندما وصلت لم أقو على النظر في وجه أطفالي فقد كنت أشعر بأنني نجسة. ولم أكن متأكدة أيضاً بأن زوجي سيعود. إلا أنه عاد مساء ذلك اليوم وقد بدت على وجهه آثار التعذيب، وعندما هرعت لتقبيله أشاح عني وأخبرني بأنني نجسة وبأنه سيطلقني لأنه أجبر على مشاهدة ما حصل [بيني وبين ذاك الرجل]، وبأنه كان يتمنى الموت على أن يرى زوجته تضاجع رجلاً آخر حتى وإن تعلق الأمر بإنقاذ حياته.
وبعد يومين من ذلك، غادر البيت ليعيش مع والديه وأخبرني بأنه سيرسل إلى أوراق طلاقي قريباً جداً. وإلى الآن، أنا عاجزة عن استيعاب كيف اعتبر تضحيتي بشرفي من أجله خيانة له.
أنا الآن وحيدة، بدون عمل ولا زوج، وأعيل ثلاثة أطفال. وأعتقد أحياناً بأن الموت يكون أفضل طريقة لإنهاء العذاب".