1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Palestine

تخفيف الحصار عن غزة يفشل في حل أزمة السكن

Farid Batch standing next to the remnants of his home in Jabalia, Gaza Strip Phoebe Greenwood/IRIN
Farid Batch standing next to the remnants of his home in Jabalia, Gaza Strip

يعيش فريد البطش وشقيقه وصفي على بعد حوالي 500 متر من منزليهما القديمين في جباليا بشمال قطاع غزة. فقد كانت منازل الأشقاء الأربعة من أسرة البطش في الماضي متراصة بجانب بعضها البعض وتطل على بستان من أشجار الزيتون والليمون، ولكن كل ما تبقى منها الآن الأساسات الخرسانية ومجموعة متشابكة من الأسلاك والمعادن.

فمنذ تجريف البساتين والمنازل الأربعة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة، في شهر يناير قبل الماضي، يعيش فريد ووصفي في شقتين مجاورتين بمجمع سكني كبير، ويدفعان الإيجار من المنح المقدمة لمرة واحدة من وزارة الأشغال العامة في قطاع غزة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ولكن اعتباراً من شهر يناير، سيكون عليهما تغطية التكاليف بنفسيهما.

عثر وصفي مؤخراً على وظيفة كسائق سيارة إسعاف مقابل 1,400 شيكل (387 دولاراً) في الشهر، ويعتقد أنه سيكون قادراً على دفع إيجار شقة لأسرته المكونة من 11 فرداً.

أما فريد، وهو نجار عاطل عن العمل وأب لسبعة أطفال، فليس لديه أدنى فكرة عن المكان الذي ستقيم فيه أسرته اعتباراً من يناير، وعن ذلك قال: "كنت أمتلك بيتاً وأرضاً تبلغ مساحتها 600 متر كان البيت مقاماً عليها. عندما يتوفر لدي المال، سوف أعيد بناءه، ولكن لا يوجد مال في غزة الآن. تتوفر جميع مواد البناء التي نحتاج إليها هنا عدا الحصى والأسمنت والصلب التي تأتي من خلال الأنفاق من مصر ولكن ثمنها يبلغ ما يقرب من عشرة أضعاف أسعار ما قبل الحصار. وبدون مال، لا أستطيع حتى التفكير في إعادة البناء".

وكانت إسرائيل قد شددت حصارها على غزة في يونيو 2007 عندما جاءت حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى السلطة.

تحسين التجارة

وعلى الرغم من مرور ستة أشهر على تخفيف الحصار بعد ممارسة ضغوط دولية على الحكومة الإسرائيلية، وفي الوقت الذي زادت فيه الواردات إلى غزة واستؤنفت ببطء صادرات غزة من الفراولة والقرنفل، لا يمر سوى جزء ضئيل من المواد اللازمة لإعادة بناء المنازل والبنية التحتية عبر الحدود مع إسرائيل، وفقاً لتقارير مختلفة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير شهر نوفمبر حول الأنشطة الإنسانية أنه على الرغم من أن تخفيف الحصار قد أدى إلى توافر تشكيلة أكبر من السلع في الأسواق، معظمها من المواد الاستهلاكية المستوردة (72 بالمائة)، إلا أن القيود المستمرة على مواد البناء الأساسية والعقبات التي تعطل حركة الناس والصادرات مازالت تحد من الانتعاش الاقتصادي وتحسن الأوضاع الإنسانية.
وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قائلاً: "لا تزال مشاريع إعادة بناء المساكن ورفع مستوى البنية التحتية المدمرة المطلوبة بشدة محدودة بسبب القيود المفروضة على دخول مواد البناء الأساسية، وخاصة الأسمنت والقضبان الحديدية والحصى".

وقبل الحصار، كانت المواد الاستهلاكية تشكل 45 بالمائة من كل الواردات بينما كانت مواد البناء تشكل باقي الواردات، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وقال التقرير أن هناك حاجة لخطوات إضافية لإعادة تنشيط اقتصاد قطاع غزة المصاب بالشلل على نطاق أوسع، واستعادة سبل كسب العيش. "ولا بد أن تشمل هذه الخطوات رفع القيود المفروضة على النقل الداخلي عن طريق البر والبحر وإزالة القيود المفروضة على استيراد مواد البناء".

مواد مهربة

في غضون ذلك، تستخدم مواد البناء المهربة من مصر في عمليات إعادة بناء محدودة في قطاع غزة. وفي أوائل ديسمبر، أعادت وزارة الأشغال العامة في غزة فتح مبنى سكني شاهق يضم 36 شقة، في مكان لا يبعد كثيراً عن محل إقامة الأخوين البطش حالياً في شرق جباليا.

من جهته قال نيل جيب، الذي يقود مجموعة المأوى التابعة للأمم المتحدة في غزة: "منذ 20 يونيو حتى الآن، زادت كميات الزجاج والأبواب والنوافذ وتجهيزات الحمامات القادمة من إسرائيل، ولكنها لا تفيد دون جدران. فإذا كنت قد فقدت منزلك وأنت فقير، فتخفيف الحصار لن يكون له أي أثر تقريباً".

وقد وافقت الحكومة الإسرائيلية على 7 بالمائة فقط من خطط البناء الخاصة بمشاريع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة، بما في ذلك المدارس والمراكز الطبية والوحدات السكنية. كما أن القيود التي تفرضها الجهات المانحة الأوروبية والأمريكية على الوكالات الدولية، والتي تحظر استخدام المواد المجلوبة عن طريق الأنفاق، تجعل وكالات الأمم المتحدة عاجزة عن إعادة بناء المنازل لآلاف الأسر المعرضة للخطر.

ويقول جيب أن التأثير السلبي للحصار على الوكالات الدولية العاملة في غزة أكبر منه على حماس. وأضاف قائلاً: "لست متفائلاً من أن الجهات المانحة سوف تغير سياساتها. قد يمر عامان أو ثلاثة دون أي تغيير في قدرتنا على الوصول إلى مواد البناء الأساسية. وما دامت سياسات الجهات المانحة مستمرة، فإن وزارة الأشغال العامة ستقود جهود إعادة البناء باستخدام المواد القادمة من مصر".

ولا يشكل مصدر الطوب والصلب سواء من مصر أو إسرائيل أو حماس أو الأمم المتحدة أمراً مهماً بالنسبة لفريد البطش، والآلاف الآخرين الذين لا زالت منازلهم مهدمة، لأن الأولوية الملحة بالنسبة لهم هي إيجاد مكان لإقامة أسرهم. وقال فريد: "أهم الاحتياجات بالنسبة للإنسان أن يكون هناك سقف فوق رأسه، ولكن ليس لدي فكرة إن كان سيصبح لدينا منزل في يناير. إنها أزمة".

pg/at/mw-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join