1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: الطريق إلى المستشفى محفوفة بالمخاطر

A Female US Marine talks to some children that have arrived at the public medical centre in Garmsir, Helmand Province, Afghanistan Kate Holt/IRIN
A Female US Marine talks to some children that have arrived at the public medical centre in Garmsir, Helmand Province, Afghanistan

 في الساعة الرابعة صباحاً، كان عبد الملك وزوجته الحامل يستقلان سيارة مستأجرة في طريقهما إلى مستشفى بوست في لاشكارغا عاصمة إقليم هلمند الجنوبي. قرر الزوجان مغادرة منزلهما في مقاطعة سانغين مبكراً قدر الإمكان لتجنب حواجز الطرق التي تضعها القوات الموالية للحكومة، أو لتفادي أن تلمحهما القوات المناهضة للحكومة.

وأشار عبد الملك إلى قيام قوات حلف شمال الأطلسي بإغلاق الطرق أحياناً لإزالة الألغام وإجراء التحقيقات العسكرية، حيث قال: "عندما تغلق القوات الأجنبية الطريق، يتعين على الناس الانتظار لساعات وأحياناً ليوم كامل. وإذا رأتك قوات طالبان كثيراً على الطريق إلى لاشكارغا، فإنها ستشك في أمرك وستتهمك بالتجسس لصالح الأجانب أو العمل لحساب الحكومة".

وتنفذ حركة طالبان حكم الإعدام بحق المتهمين بالتجسس دون أن يخضعوا لمحاكمة عادلة ولا تسمح عادة بأي دفاع مجدٍ عن النفس. كما أنها تعاقب الأشخاص الذين يعملون لحساب الحكومة حتى ولو كانوا يشغلون وظائف مدنية، وفقاً لروايات السكان المحليين والمسؤولين الحكوميين.

وفي إقليم هلمند المضطرب، تشتهر الطرق وممرات المشاة بانتشار العبوات الناسفة المحلية الصنع، التي غالباً ما تودي بحياة المقاتلين والمدنيين أو تشوههم دون تمييز. ووفقاً لمنظمات حقوق الإنسان، قتلت العبوات الناسفة وجرحت المئات من المدنيين خلال العام الماضي.

وفيات يمكن تجنبها

وتضم أفغانستان بعض أسوأ مؤشرات الصحة النفاسية في العالم، حيث تموت 1,600 امرأة من كل 100,000 أثناء الولادة (حوالي 48,000 حالة وفاة سنوياً)، وفقاً لوكالات الاغاثة. ويقول خبراء الصحة أنه يمكن الحيلولة دون حدوث معظم هذه الوفيات إذا وصلت النساء إلى مراكز الرعاية الصحية في الوقت المناسب.

من جهتها، قالت سارة واتشيكه، وهي قابلة في مستشفى بوست، حيث تعمل منظمة أطباء بلا حدود منذ نوفمبر 2009، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إننا نستقبل نساءً في حالات حرجة بسبب المضاعفات بشكل يومي تقريباً".

وتصل الكثير من النساء إلى المستشفى بعد فوات الأوان، مما يجعل من إنقاذ حياتهن من الصعوبة بمكان. وكان أكثر من 24 بالمائة من النساء اللائي أحضرن إلى جناح التوليد في مستشفى بوست في شهر أبريل يعانين من مضاعفات الولادة، ووفقاً لإحصاءات منظمة أطباء بلا حدود.

ويتم إجراء ما يصل إلى 20 ولادة يومياً، من بينها ثلاث عمليات قيصرية على الأقل، في جناح التوليد حيث تعمل واتشيكه مع سبعة من زملائها الأفغان لأكثر من 60 ساعة في الأسبوع.

وعن المرضى الذين يزورون المستشفى قالت: "معظم مرضانا من الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل نفقات العيادات الخاصة، ومن بينهم أمهات وأطفال يعانون من سوء التغذية".

القيود على النساء

ويخدم مستشفى بوست أيضاً الجرحى المصابين في النزاع المسلح، ويزوره المرضى من جميع أنحاء الإقليم، وخاصة من المناطق الريفية التي تفتقر إلى العيادات والعاملين الصحيين بسبب إنعدام الأمن. وبالإضافة إلى ذلك، تحد التقاليد من قدرة النساء على الحصول على خدمات الرعاية الصحية، إذ لا تذهب النساء عادة وحدهن إلى الطبيب بل أن يجب أن يرافقهن أحد أقاربهن الذكور.

"ونظراً لانعدام الأمن بشكل عام، قد لا يكون الناس على استعداد للسماح للنساء بالسفر إلى منطقة أخرى، حتى لو لم تكن العيادة نفسها معرضة لهجوم مباشر،" وفقاً لانتشال خورانا، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية.

كما تحد هذه القيود من وصول النساء إلى خدمات ما قبل وما بعد الولادة وتنظيم الأسرة، التي تعتبر ضرورية من أجل سلامتهن.

وأضافت واتشيكه العاملة بمنظمة أطباء بلا حدود: "لا بد أن تأخذ الحصول جرعتين من لقاح الكزاز أثناء الحمل، ولكن يتعذر على معظمهن الحصول حتى على واحدة. وبعد الولادة، نريد إبقاء المرأة لمدة لا تقل عن 24 ساعة لمراقبة أية مضاعفات بعد الولادة، ولكن من الصعب جداً إبقائهن حتى لساعتين فقط".

كما يمثل النقص في عدد العاملات الصحيات مشكلة رئيسية أخرى في جنوب البلاد الذي يعاني من انعدام الأمن، حيث تشير التقارير إلى حرمان أكثر من نصف الفتيات من التعليم. وأضاف خورانا المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن "انعدام التعليم يؤدي إلى نقص في عاملات الصحة المدربات".

ووفقاً لأرقام مأخوذة من ورقة أعدتها الأمم المتحدة، كتبت 29 وكالة معونة أفغانية وأجنبية إلى رؤساء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي تقريراً يوم 19 نوفمبر يشير إلى أن معدل الوفيات النفاسية في إقليم هلمند يصل إلى ثلاثة أضعاف المعدل الوطني، وأن 53 بالمائة من العيادات الصحية في جنوب البلاد قد أغلقت.

مع ذلك، أفادت منظمة الصحة العالمية أن الوفيات النفاسية تعتبر مشكلة على الصعيد الوطني، ولكنها أكثر حدة في إقليم بداخشان الشمالي. ويقول الخبراء أن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من سيارات الإسعاف والمرافق الصحية والعاملين بالمجال الصحي.

وأوضح خورانا أن "المجتمعات المحلية بحاجة أيضاً إلى الاستثمار في صحة نسائها،" مضيفاً أنه لا بد من تأسيس عدد أكبر من المؤسسات التدريبية المتخصصة بالقرب من المناطق الريفية لزيادة الطلب وتسهيل الحضور.

ad/mw-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join