1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: أقلية الكوتشي تشكو من التهميش

A ruined 1920 palace in the south of Kabul is now home to Kuchi families Fardin/IRIN

 على عكس العديد من الأفغان الذين تحسنت ظروفهم المعيشية على مدى السنوات التسع الماضية، يقول العديد من أفراد قبائل الكوتشي، وهي أقلية بدوية معظمها من البشتون، أن أحوالهم قد تدهورت.

فبعد أشهر من تعرض أكواخ الطين التي يسكنون فيها في الضواحي الجنوبية الغربية لكابول لحريق مزعوم خلال مناوشات مع قبائل الهزارة (وهي أقلية يعيش معظمها في وسط أفغانستان) على ممتلكات وأراضي الرعي، ارتفع عدد أسر الكوتشي التي تبحث عن اللجوء في الأحياء الفقيرة في جميع أنحاء كابول.

ووفقاً لمسؤولين حكوميين، يشكل الكوتشي غالبية سكان الأحياء العشوائية الفقيرة الستة عشر المنتشرة في كابول، والذين يقدر عددهم بحوالي 14,000 نسمة. وقد حاولت العديد من أسر الكوتشي البحث عن ملاجئ في القصور المهدمة في جنوب كابول وحولها. ومع حلول فصل الشتاء القاسي، فإن الكثير من هذه الأسر، ولاسيما أطفالها، تواجه مشاكل متزايدة.

أسوأ المؤشرات

ويقدر المكتب المركزي للإحصاء عدد أفراد قبائل الكوتشي بثلاثة ملايين نسمة (وهو ما يشكل أكثر من 10 بالمائة من مجموع سكان البلاد).

وعلى الرغم من أن أكثر من 30 بالمائة من سكان أفغانستان (تسعة ملايين نسمة) يعيشون في فقر مدقع، بينما يعيش "غير الفقراء" البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة على 2,100 أفغاني (43 دولاراً) في الشهر، إلا أن غالبية قبائل الكوتشي (أكثر من 54 بالمائة) يعيشون في فقر مدقع، وفقاً للتقييم الوطني لقابلية التعرض للمخاطر لعام 2008.

وفي هذا السياق، ذكر تقرير صادر عن مركز تقنية المعلومات الخاصة بالموارد الطبيعية بجامعة تكساس في عام 2009 أن "قبائل الكوتشي تعتبر واحدة من المجتمعات الأكثر فقراً وتهميشاً في أفغانستان"، واصفاً ما بين 55 و78 بالمائة من أسر الكوتشي بالأسر الفقيرة.

وأفاد مسؤولون في وزارة الصحة أنهم لا يملكون معلومات حول تمكن أفراد الكوتشي من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، كما أكدت وزارة التربية والتعليم أن نسبة الأمية بين قبائل الكوتشي تعتبر الأعلى في البلاد. وحسب عزة الله أحمدزاي، رئيس المديرية المستقلة لشؤون الكوتشي، "لا أحد يتهم بنساء وأطفال الكوتشي الذين يموتون بسبب أمراض يمكن علاجها والوقاية منها".

فقدان أراضي الرعي

ويعتمد معظم قبائل الكوتشي على تربية المواشي لكسب رزقهم، ولكن إمكانية وصولهم إلى أراضي الرعي تضاءلت بسبب الصراع والعوامل البيئية والديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية على مدى العقود الثلاثة الماضية، مما أدى إلى حدوث مواجهات عنيفة ومتكررة بين رعاة الكوتشي ورعاة الهزارة، على مدى السنوات القليلة الماضية باستثناء عام 2009. ويتهم الهزارة الذين يقطنون مناطق وارداك وباميان رعاة الكوتشي بغزو قراهم وإلحاق أضرار بالمزارع والممتلكات.

وقد علق غلام ساخي، أحد وجهاء الهزارة في كابول، على ذلك بقوله أن "الكثير قد تغير في أفغانستان على مدى العقود الماضية، فلم يتبق أية أراضي للرعي في هازاراجات [وسط أفغانستان] لقبائل الكوتشي". أما قبائل الكوتشي فتتهم قبائل الهزارة بحرمانها من حقها، الذي تمتعت به منذ قرون طويلة، في الاستفادة من أراضي الرعي لأسباب عرقية. وحسب أحمدزاي، فإن "الحكومة شكلت لجنة لحل قضية أراضي الرعي ولكن هذا سيستغرق وقتاً". ويتهم كل من وجهاء قبائل الكوتشي وقبائل الهزارة الحكومة بعدم رغبتها في إنهاء النزاعات الدائرة بينهما.

الدفعات السرية

وفي عام 2009 ، لم يتم التبليغ عن أي صراعات بين قبائل الكوتشي والهزارة في المرتفعات الوسطى التي يشكل الهزارة أغلبية سكانها.

وحسب فابريزيو فوشيني، وهو باحث في الشؤون السياسية لدى شبكة محللي أفغانستان، وهي مؤسسة فكرية مقرها كابول، دفعت الحكومة سراًّ ما بين 2 و3 مليون دولار لقائد ميليشيا تابعة لقبائل الكوتشي لضمان عدم دخول أفراد الكوتشي إلى مناطق الهزارة. وعزا السبب في ذلك إلى الانتخابات الرئاسية في سبتمبر 2009 عندما حصل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على دعم حاجي محمد محقق، أحد زعماء الهزارة. وهذا ما أكده أحمدزاي بقوله أن "الحكومة دفعت أموالاً لبعض قبائل الكوتشي لشراء الأعلاف حتى تحول دون حدوث أي صراع آخر على المراعي". كما قامت القوات الأمريكية بالتدخل لتخفيف حدة التوتر بين قبائل الهزارة وقبائل الكوتشي في عام 2009 عن طريق المساعدات الإنسانية.

وعلى الرغم من أن قبائل الكوتشي تملك عشرة مقاعد في مجلس النواب وتحظى بمديرية عامة لتمثيل مصالحها، إلا أن بعض الخبراء يقولون إنها لا تزال تعاني من التهميش في عملية صنع القرار.

وأوضح فوشيني أن لقب "الكوتشي أصبح الآن لقباً ازدرائياً"، مشيراً إلى أن النواب والسياسيين الآخرين الذين يمثلون هذه القبائل لا ينتمون فعلاً إليها لأن معظمهم كان قد استقر في كابول والمدن الرئيسية الأخرى.

وتحاول الحكومة، تمشياً مع الدستور، أن تقوم بتوزيع الأراضي ومساعدة قبائل الكوتشي على إنهاء حياة الرحل التي يعيشونها. ولكن حل مشاكل قبائل الكوتشي أو تغيير نمط حياتها يتطلب أكثر من مجرد قطعة من الأرض وإرادة أقوى من قبل الحكومة، حسب الخبراء.

ad/mw-amz/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join