1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: الصدمة تلاحق النازحين داخل المخيمات

A Kashmiri girl at the Hattian displaced persons camp, east of Muzaffarabad, the capital of Pakistani-administered Kashmir, which was devastated by the 8 October 2005 quake. David Swanson/IRIN

 استرقت فتاتان النظر من خيمة في مخيم محمد خواجة للنازحين في مدينة هانجو شمال غرب باكستان قبل أن تعودا سريعاً إلى خيمتهما. وكحال العديد من النساء والفتيات في المخيمات، تقتضي التقاليد بقاءهما داخل الملجأ معظم اليوم.

وقد مر الجميع مؤخراً بأوقات عصيبة داخل المخيم، حيث قال سيف الله، البالغ من العمر 40 عاماً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "غمرت الأمطار التي هطلت هنا في بداية أغسطس خيمتنا ولكننا حاولنا أن نتدبر أمرنا. لقد تعرض منزلنا في منطقة أوراكزي لأضرار ولا يمكننا العودة". وأضاف أن الأمطار والرياح اقتلعت العديد من الخيام هناك.

من جهتها، قالت كائنات بيبي، إحدى المقيمات في المخيم وتبلغ من العمر 40 عاماً: "أبقى محبوسة داخل هذه القطعة من القماش معظم اليوم تقريباً مع أطفالي الأربعة الذين لا يجدون سوى القليل ليفعلونه. لا أحب الخروج بسبب وجود الكثير من الرجال [في الخارج]. يضطر ابني الذي يبلغ من العمر 10 سنوات لمرافقتي أنا وبناتي كلما احتجنا للذهاب إلى المرحاض. أما نحن فنحاول تجنب الذهاب إلى أن يحل الظلام حتى يكون لدينا بعض الخصوصية ولا يرانا الرجال ونحن ندخل إلى المرحاض. وفي بعض الأحيان، أمنع ابنتي المراهقة من شرب الماء لتتجنب الحاجة إلى التبول إلى أن يحل المساء".

وقد اشتكت بيبي من الحرارة الخانقة داخل الخيمة خلال فصل الصيف ومن البرد الآن مع دخول فصل الشتاء ولكنها قالت: "نحن معتادات كنساء على البقاء في منازلنا حتى إذا كانت مزرية مثل هذه الخيمة". ففي منزلها في منطقة أوراكزي على الحدود مع أفغانستان، كانت بيبي معتادة على قضاء ساعات في ساحة الدار ترعى الحيوانات وتعد الطعام أو تتسامر مع جاراتها.

وفي مخيم جالوزي في نوشيرا بالقرب من بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختون خوا (المعروف سابقاً بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي)، التقت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بجيهانزب خان البالغ من العمر 35 عاماً الذي ينحدر من منطقة باجور القبلية. وقال جيهانزب أنه يرسل أطفاله للوقوف في طوابير من أجل الحصول على الغذاء لأنه بحاجة ماسة إلى المعونات. واشتكى صعوبة العثور على عمل قائلاً: "لقد حاولت جاهداً العثور على عمل، فأنا نجار ذو خبرة. ولكن لا أحد يعرض علينا العمل لأنهم يعتقدون أننا جميعاً من المسلحين".

من جهته، قال أريان رومري، المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "معظم الناس في جالوزي هم من النازحين الذين شردهم النزاع. وبعد الأمطار والفيضانات قدمنا لهم بعض المساعدات الإضافية".

ويقول الناس في المخيم أن الفيضانات زادت من مأساتهم، حيث أفاد لال خان، البالغ من العمر 50 عاماً، أن "الخيام أصبحت محاطة بالوحل والأسرّة مبللة والأطفال مرضى إلى الآن. ونحن نتساءل متى ستنتهي مآسينا". وكان لال قد نزح وأسرته من منطقة باجور منذ بداية 2009.

ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في 4 أغسطس، "قدمت الفرق الصحية في مخيم جالوزي للنازحين 1,096 استشارة طبية، من بينها 93 استشارة لحالة إسهال حاد بدون جفاف". وأفادت المنظمة أن هناك حالات مشتبه في إصابتها بالإسهال المائي في شهر سبتمبر في مخيم جالوزي ولكنها أشارت إلى انخفاض كلي في عدد الحالات.

وقالت نيلوفر قاضي، الطبيبة النفسية في مستشفى شفيق النفسي في بيشاور أن "لدى الناس في المناطق القبلية ارتباط قوي بأرضهم وتقاليدهم. فالانتقال بعيداً عن منازلهم مع زوجاتهم وأطفالهم أمر مؤلم جداً بالنسبة لهم".

"ذل" النزوح

وأخبرت قاضي شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن معظم الأشخاص الذين تعاينهم "يعانون من اكتئاب حاد" وهو أمر تعزيه أيضاً إلى تجربة "الوقوف في طابور للحصول على الطعام" وغيرها من أشكال "المذلة" الأخرى التي يواجهونها بسبب النزوح. وأضافت أن تقدير الناس من مناطق النزاع لمسألة احترام الذات وطبيعتهم الحساسة جداً جعلت من الصعب عليهم التأقلم مع النزوح.

بدوره، قال والي محمد خان، من منطقة باجور: "لسنا معتادين على الاعتماد على الآخرين. والآن ليس لدينا خيار سوى قبول أي شيء يوزع علينا".

وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن أمه التي لم تغادر أبداً قريتها من قبل توقفت عن الكلام لأكثر من شهر بعد الانتقال إلى مخيم جالوزي ثم إلى منزل أحد الأقارب. فقد كانت تجربة البقاء دون منزل والاضطرار للعيش مع غرباء مؤلمة على سيدة قلما غادرت منزلها منذ سبعين عاماً. وأضاف خان قائلاً: "لقد أخذناها إلى الطبيب الذي قال أنها مصابة باكتئاب شديد، وهي تتلقى العلاج الآن".

وتعتبر الحياة في مخيمات النازحين في إقليم خيبر بختون خوا صعبة على كبار السن على وجه الخصوص، فهم غير معتادين على ظروف معيشتهم الجديدة بعد أن ظلت حياتهم دون تغير لعقود من الزمن.

وهذا ما وصفه فارزاد خان منيخيل البالغ من العمر 25 عاماً حيث قال: "لم يكن والدي الذي في أواخر السبعينيات من عمره قادراً على التأقلم مع الحياة في المخيم الذي ذهبنا إليه في كوهات. لقد افتقد رفاقه وبيئته وكان يردد أنه لم يكن علينا مغادرة المكان الذي دفن فيه أجدادنا. لقد كان حزيناً جداً ولكنه أفضل قليلاً منذ أن انتقلنا إلى العيش مع أحد أبناء عمومتنا هنا في هانجو".

وقال محمد شفيق، الطبيب النفسي في كلية طب خيبر في بيشاور لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "معظم مرضاي من المناطق القبلية هم من الرجال وكبار السن. فرجال القبائل معتادون على تقاليد وعادات معينة وعلى نمط حياة مغاير. من الصعب عليهم حقاً تغيير عاداتهم في هذا السن".

اليأس

وأوضح فارزاد خان قائلاً: "لقد اضطررنا لسحب أمي وأبي بالقوة تقريباً خارج منزلنا في القرية. لقد قررنا منذ أشهر عدم المغادرة، ولكن لم يكن لدينا خيار بعد مصرع 72 شخصاً عندما قام الجيش بقصف قرية سرافيلا في بداية أبريل. لقد خشينا أن يموت المزيد منا".

وتوجد دراسة محدودة عن الصدمة التي تحدث في المناطق المتضررة من النزاع حيث يقاتل الجيش مسلحي طالبان منذ عام 2009. وقالت قاضي أن المشكلة تتمثل أيضاً في أن معظم المتضررين لا يذهبون إلى طبيب متخصص بل "يفضلون الذهاب إلى الصيدلية وشراء بعض المهدئات أو الحبوب المنومة". كما يوجد القليل من البحوث حول المعاناة النفسية والعاطفية التي يعانيها الأشخاص الذين يعيشون في المخيمات.

وقال حكيم خان البالغ من العمر 25 عاماً في جالوزي: "من الصعب أن تجلس فقط طوال اليوم أو تقضي الوقت في الإجابة على أسئلة المسؤولين الحكوميين الذين يقومون بتسجيلنا ويعاملوننا كالحيوانات. إنهم يتضجرون إذا لم نكن نحمل بطاقات هوية، ولكن من سيفكر في أخذ هذه الأشياء من المنازل التي تحترق مع سقوط القنابل". وكان حكيم قد فر مع أسرته من منطقة خيبر في بداية هذا العام.

وقال رياض شابير وهو طبيب نفسي أن الموقف كان خطيراً وبحاجة إلى تصحيح عاجل مضيفاً أن "موت المدنيين يسبب الكثير من اليأس والاكتئاب بينهم وهو ما قد يتسبب بعواقب وخيمة تؤدي حتى إلى الانتحار".

kh/at/cb -hk/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join