1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: تحركات السلام واستمرار القتال

Thousands of Taliban insurgents have been killed but the movement is still strong Salih/IRIN

على الرغم من أن الحديث عن محادثات السلام مع قوات طالبان يشهد زخماً لم يسبق له مثيل إلا أن القتال في أفغانستان لا يزال مستمراً ولا يزال المدنيون يعانون من عواقبه الوخيمة.

وكان الرئيس حامد كرزاي قد أقر بدخوله في اتصالات مع قادة حركة طالبان، كما قام بتعيين مجلس للسلم من 68 عضواً بقيادة أمراء حرب وشخصيات معروفة مناهضة لطالبان، بهدف تسهيل التوصل إلى اتفاق سلام مع المتمردين الذين يشكل البشتون غالبيتهم. غير أن حركة طالبان رفضت الدخول في اتصالات رسمية مع كابول مشيرة إلى أن العملية لا تعدو كونها "دعاية غير مجدية". كما كررت الحركة مراراً تعهدها بعدم المشاركة في أية مفاوضات قبل مغادرة جميع القوات الأجنبية لأفغانستان.

ويتحمل المواطنون الأفغان العاديون عبء القتال الدائر في أفغانستان أكثر من غيرهم. إذ أسفر الصراع الدائر في البلاد عن مقتل وجرح الآلاف من المدنيين على مدى السنوات القليلة الماضية،  وفقاً للأمم المتحدة.

وتحدث بريالاي هلالي، الناطق باسم البرنامج الوطني للسلام التابع للحكومة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن المبادرات الحكومية في هذا المجال قائلا: "لقد حافظنا على باب السلام مفتوحا منذ عام 2002". وأشار إلى أن جهود السلام السابقة عانت من "بعض العيوب". ومن المفترض أن يتولى البرنامج الوطني للسلام تنفيذ قرارات مجلس السلم والمساعدة في إعادة إدماج المسلحين الذين يتخلون عن أسلحتهم.

من جهتها، أصدرت مجموعة من العلماء الأمريكيين، تطلق على نفسها اسم مجموعة دراسة أفغانستان، تقريراً في شهر سبتمبر أشارت فيه إلى أن "الحرب الأميركية في أفغانستان تشكل أطول حرب في تاريخنا، وهي تكلف دافعي الضرائب الأمريكيين حوالي 100 مليار دولار سنويا... إن متابعة الحرب في أفغانستان أمر غير ضروري لأمن الولايات المتحدة".

وعلى الجبهة المقابلة، يبدو أن ثقة طالبان تتزايد. فقد قالت الحركة في بيان صادر عنها مؤخراً: "إننا نبشر الأمة الإسلامية بقرب النصر، فالعدو يسعى يائساً للخروج". أما ريتشارد باريت، منسق فريق الأمم المتحدة لمراقبة تنظيم القاعدة وحركة طالبان، فيرى أن الحركة "بدأت تبحث عن بدائل للقتال".

نقطة الخلاف - الملا عمر

تخلت الحكومة عن مصطلح "طالبان المعتدلة" الذي كان يستخدم في جهود السلام السابقة، ودعا الرئيس كرزاي لمحادثات السلام جميع عناصر طالبان بما في ذلك قائدهم الأعلى الملا محمد عمر. غير أن واشنطن رفضت أي دور للملا عمر في عملية السلام، حيث قال فيليب كراولي، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، للصحفيين يوم 14 أكتوبر: "لا أستطيع أن أتخيل قيام الملا عمر بدور بناء في أفغانستان... إن تركيزنا على الملا عمر، من وجهة نظر الولايات المتحدة، قائم على أساس تورطه في دعم تنظيم القاعدة الذي أدى إلى مؤامرة 9/11".

ويُزعم أن عمر، الذي لم يتم تصويره أو رؤيته على شاشات التلفزيون أبداً، يرأس حركة ـمجلس "شورى كويتا" الواقع مقرها في إقليم بلوشستان الباكستاني.

من جهته، أفاد وحيد مجاهدا، وهو محلل أفغاني ومسؤول سابق في حركة طالبان، أنه "لن يكون هناك سلام أو محادثات سلام دون الملا عمر" ، مشيراً إلى أن كل الجهود المبذولة لعزل وتهميش عمر باءت بالفشل.

من جهتها، ترى مارتين فان بيجليرت، المديرة المشاركة لشبكة محللي أفغانستان، وهي مؤسسة فكرية مقرها بكابول، أن "مصير عمر يشكل مسألة خلاف بين الرئيس كرزاي وأنصاره الأمريكيين".

وقال هلالي، المتحدث باسم البرنامج الوطني للسلام، أن الحكومة مستعدة لضمان سلامة عمر إذا اختار المشاركة في محادثات السلام.

الكلام مقابل العمل

في الوقت الذي لا يزال فيه الجدل مستمراً حول محادثات السلام، تعرض أكثر من 300 قائد من قادة طالبان للقتل أو الاعتقال خلال الأشهر الثلاثة الماضية ضمن العملية المكثفة التي تقودها الولايات المتحدة لمكافحة التمرد، وفقا لديفيد بتريوس قائد القوات الأجنبية في أفغانستان. كما شهد عام 2010 زيادة في الضربات الجوية ضد المواقع المزعومة لطالبان بأكثر من 150 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.

وهناك حوالي 150 ألف جندي بالقوات الأجنبية، معظمهم من الولايات المتحدة الأمريكية، في أفغانستان- وهو ما يفوق أي عدد للقوات الأجنبية في البلاد منذ بدء الحرب ضد طالبان في أواخر عام 2001. وقد علقت بيجليرت من شبكة محللي أفغانستان على ذلك بقولها: "يريد الأميركيون إعاقة حركة التمرد وإضعافها وبالتالي إجبار طالبان على المشاركة في محادثات السلام من موقف ضعف".

ويرى الخبراء أنه على الرغم من تعرض حركة طالبان دائماً للهزيمة في المعارك المفتوحة، إلا أنها تتمكن من إعادة تجميع صفوفها. إذ شهدت هجمات طالبان، بما فيها التفجيرات الانتحارية، ارتفاعاً حاداً خلال السنوات الثلاث الماضية، وفقا للأمم المتحدة وغيرها من منظمات رصد الصراع.

ويتساءل مجاهدا، المسؤول السابق في حركة طالبان، قائلاً: " كان القادة العسكريون الأجانب يقولون في عام 2005 أن عدد متمردي طالبان يبلغ 10 آلاف شخص ولكنهم يقولون في نفس الوقت أنهم قاموا خلال الخمس سنوات الماضية بقتل ما يزيد عن 20,000 عنصر من عناصر طالبان، فأين نحن الآن؟".

وحسب بيجليرت، فإن "محادثات السلام عادة ما تتطلب بناء الثقة بدلاً من زيادة العمليات العسكرية".

تشكيك النشطاء

أعرب الرئيس كرزاي عن تفاؤله بتمكن مجلس السلم الذي شكله من التوسط لاتفاق سلام مع حركة طالبان، ولكن الناشطين في مجال حقوق الإنسان يرون أنه من غير المحتمل أن ينجح المجلس في ذلك. ويتهم بعض الخبراء كرزاي باستخدام مجلس السلم كرشوه لخصومه السياسيين، الذين يشارك العديد منهم في المجلس، لضمان بقائه السياسي، خصوصاً بعد انسحاب القوات الأجنبية. وحسب مجاهدا، فإن "المجلس يفتقر لثقة كرزاي وحركة طالبان على حد سواء".

وترفض الحكومة هذه الانتقادات، مؤكدة على أن الوقت قد حان للسلام والمصالحة. غير أن حركة طالبان لا تبدو مستعدة في الوقت الراهن للانخراط في هذه العملية.

ad/cb -amz

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join