بدأت الإصابة بحمى الضنك تنتشر في مدينة كراتشي الساحلية الباكستانية، حيث تم الإبلاغ عن خمس حالات وفاة من بين 1000 حالة إصابة مؤكدة، مما أدى إلى إقبال شديد على محلات بيع الناموسيات.
وفي هذا السياق، قال صادق حميد، وهو تاجر يعمل في متجر لبيع مستلزمات الأسِرَّة: "يغضب الناس كثيراً عندما نخبرهم بنفاذ الناموسيات. ويشعر بعضهم باليأس التام".
ولكن اجتماعاً عقده بعض الخبراء واستضافه المعهد الوطني للصحة في العاصمة إسلام أباد يوم 16 أكتوبر، حذر من أنه على الرغم من مخاطر حمى الضنك، تبقى الملاريا، وهي عبارة عن مرض آخر ينقله البعوض، تشكل تهديداً أكثر خطورة بكثير، ولا سيما في المناطق المتضررة من الفيضانات. وفي تعليق له على ذلك، أخبر غيدو ساباتينيللي، ممثل منظمة الصحة العالمية في باكستان، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن هناك "300,000 حالة مشتبه فيها" في جميع أنحاء البلاد مع بداية موسم الملاريا.
ويجد ملايين الناس الذين فقدوا بيوتهم وموارد رزقهم بسبب الفيضانات صعوبة في حماية أنفسهم من الملاريا أو حمى الضنك، وكلاهما من الأمراض الفتاكة. حيث قال صغير محمد البالغ من العمر 40 عاماً والذي عاد قبل أسبوعين إلى قريته قرب مدينة ثاتا الجنوبية: "نحن نعلم أن الملاريا تشكل خطراً، ولكن ماذا عسانا أن نفعل وليس لدينا سقف نحتمي به أو أسرة نربط بها الناموسيات والمياه القذرة تحيط بنا من كل مكان؟" وأضاف أن ابنه البالغ من العمر أربع سنوات مصاب بحمى يعتقد الأطباء أنها قد تكون الملاريا، وينتظرون نتائج اختبارات الدم للتأكد من ذلك.
ومن الصعب إبقاء الأطفال تحت الغطاء طوال الليل بسبب الطقس الحار الرطب، كما أن النوم في العراء يجعل طارد الحشرات يتبخر بسرعة. وقد علق مسؤول بمديرية الصحة في ثاتا على الوضع قائلا: "نحن نعلم أنه ينبغي تجفيف البرك الراكدة من المياه، ولكن ليس لدينا معدات لذلك وليس من السهل على أي حال التخلص من كميات كبيرة من المياه".
من جهتها، حذرت المنظمات التي تقدم المساعدات لضحايا الفيضانات، ومنها منظمة ميرلين الصحية الخيرية الواقع مقرها في المملكة المتحدة ومنظمة بلان انترناشونال المختصة بمساعدة الأطفال، من أن المناطق المتضررة من الفيضانات توفر مكاناً مثالياً لتكاثر البعوض والانتشار المحتمل لوباء الملاريا. وقدرت بلان انترناشونال أن الفيضانات قد تؤدي إلى إصابة مليوني شخص بالملاريا في باكستان، أي ضعف عدد الإصابات السنوية.
وتنتشر حمى الضنك عن طريق بعوض أديس إيجبتي، ويزيد تكرار العدوى من خطر الإصابة بحمى الضنك النزفية، وهي من المضاعفات القاتلة. أما الملاريا فتنتقل عن طريق لدغة أنثى بعوض الأنوفيلس، وتستوطن في المقاطعات الـ 62 التي غمرتها الفيضانات.
kh/oa/cb -ais/amz