أجبرت القنابل وقذائف الهاون وطلقات الرصاص أكثر من مليون شخص في العاصمة الصومالية مقديشو على النزوح. غير أن حليمة معلم أبيكار، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان في الخمسين من عمرها، قررت عدم النزوح والبقاء في المدينة للتذكير بالأعمال الوحشية التي تم ارتكابها خلال المواجهات بين القوات الحكومية المدعومة من قبل الاتحاد الإفريقي والميليشيات الإسلامية.
وفي مكالمة هاتفية مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) روت أبيكار قصة حياتها ورحلة عملها المحفوفة بالمخاطر مع منظمة هناد، حيث قالت:
ولدت ونشأت في مقديشو؛ وشهدت معظم الحروب الأهلية والقتال بين الفصائل الذي لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا.
يبدأ يومي عادةً عند الفجر بعد الصلاة؛ حيث أمشي أو أركب الحافلة للوصول إلى مكاتبنا التي تبعد كيلومترين اثنين عن منزلي. يبدأ العمل بمناقشة أنشطة اليوم مع الزملاء. نقوم أحياناً بتنظيم احتجاجات ضد الأعمال الوحشية التي ترتكبها الجماعات المتناحرة، وفي أحيان أخرى نعمل جاهدين للحصول على دعم لفتاة اغتصبت في اليوم السابق. هناك دائماً ما يشغلنا، فالحاجة لما نقوم به هنا كبيرة جداً.
لقت مجموعة من النساء [21 امرأة] حتفهن مؤخراً [في 3 أغسطس] عندما انفجرت قنبلة بينما كن ينظفن الشوارع. قمنا حينها بتنظيم مظاهرة للاحتجاج على عمليات القتل وإدانة من يقف وراء تلك الأعمال الوحشية. كان ذلك أحد الأعمال التي اعتدنا على القيام بها كل يوم [في منظمة هناد].
أقوم بكل ذلك بسبب ما شاهدته في مقديشو. لقد شهدت أعمال عنف وفسق مروعة؛ فقد رأيت فتاة في السابعة من عمرها تتعرض للاغتصاب وأطفالاً يمزقون إلى أشلاء بفعل القذائف.
وبعد فترة من الزمن، رأيت وغيري من النساء اللواتي يتبنين نفس أفكاري، أنه لا يمكن السكوت على ما يحدث في بلدنا وهذا ما دعانا لتشكيل منظمتنا، لكي ندعو إلى السلام ونناصر حقوق الإنسان.
يتحمل النساء والأطفال في مقديشو اليوم تبعات العنف الذي أصبح بالنسبة لنا بمثابة غذاء يومي. لا يعرف أطفالنا حياة أخرى، فكيف يمكن للمرء أن يبقى صامتاً ولا يتأثر بما يجري حوله؟
أياً كان السبب وراء اندلاع هذه الحرب، لا شيء يبرر ما يحدث الآن؛ ولذلك أحاول الوقوف في وجه هذه الأعمال. وإذا استطعت المساهمة، ولو بالقليل، لتحقيق السلام والاستقرار في بلدي، فسأموت وأنا سعيدة.
إن التحدي الرئيسي الذي نواجهه كل يوم هو ما يواجه كل شخص في مقديشو. إنه انعدام الأمن. فإن تركت منزلك لا يمكنك أن تضمن أنك ستعود إليه حياً أو حتى قطعة جسد واحدة.
كما أواجه تحديات شخصية، إذ لا يوافق الجميع على ما أقوم به.
تعرض عدد من العاملين في المجال الإنساني وفي حقوق الإنسان في المدينة للقتل أو التهديد. أعرف أشخاصاً يتلقون رسائل تهديد وآخرين قتلوا بسبب القضايا التي يناصرونها.
في هناد، نحاول أن نكون محايدين في جميع الأوقات، فنحن لا نتحيز لأي جانب، ونقول [للجانبين المتحاربين] أننا لسنا متحيزين لأي جانب منكما ولكننا إلى جانب الشعب. هذا كل ما نستطيع القيام به. ألجأ أحياناً إلى قصائدي لإحياء ضمائرهم. ما عساي أن افعل؟ فليس لدي حراس أو أسلحة للدفاع عن نفسي. أفعل ذلك وأترك الباقي على الله".
ah/mw/am-foa/dvh
Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.
We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.
Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.