1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: موجة أخرى من الفيضانات؟

Rickety boats are the only means to get from Khariyo Village, an island in the Indus river delta, to the small impoverished town of Keti Bandar Sumaira Jajja/IRIN

تتجه الأنظار هذه الأيام إلى سد كوتري في جنوب شرق باكستان، آخر السدود على نهر الإندوس قبل أن يصب في بحر العرب. ولكن على الرغم من توقعات خبراء الأرصاد الجوية بسقوط المزيد من الأمطار المعتدلة على الروافد العليا للنهر، إلا أن أحد العلماء المشاركين في إدارة النظام الإيكولوجي في ذلك الجزء من النهر يبقى متفائلاً.

فقد أفاد محمد طاهر قريشي، أحد كبار مستشاري النظم الإيكولوجية الساحلية في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في باكستان، أن حوالي 1.5 مليون شخص يعيشون على ضفاف الجزء الأخير من نهر الإندوس الممتد لحوالي 120 كلم من سد كوتري في إقليم السند بجنوب البلاد.

وقد تم بناء سدود التخزين على نهر الإندوس وتتولى شبكة معقدة من القنوات توصيل المياه لحوالي 30 مليون فدان من الأراضي الزراعية، وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في باكستان. وعلى خلاف السدود الأخرى المقامة على النهر والتي بدأ مستوى المياه فيها ينحسر، فإن مستوى الماء بسد كوتري ارتفع إلى مستوى ينذر بالخطر.

ويتدفق نهر الإندوس عبر سد كوتري بسرعة تصل عادة إلى حوالي 2,841 متراً مكعباً في الثانية خلال المرحلة الأخيرة من رحلته إلى البحر، ولكنه يتدفق حالياً بسرعة تتجاوز 25,485 متراً مكعباً في الثانية، وهو ما يشكل عشرة أضعاف تدفقه العادي. وفي هذا السياق، أعرب الأستاذ قمر الزمان تشودري، رئيس إدارة الأرصاد الجوية الباكستانية وعضو فرقة العمل الحكومية بشأن تغير المناخ، عن قلقه إزاء ذلك حيث قال: "نشعر بالقلق حول قدرة السد على الصمود في وجه هذا التدفق الهائل للمياه".

ولكن قريشي علق على ذلك بقوله: "أعتقد أن السد قادر على الصمود أمام هذا التدفق، فقد كان النهر يتدفق بسرعة تتجاوز 31,148 متراً مكعباً في الثانية خلال فيضانات كوتري في عام 1976". ويتم تحويل المياه من السد إلى ثلاث قنوات ضخمة لتخفيف الضغط عليه.

وكانت السلطات تعمل على مدار الساعة خلال الشهرين الماضيين لبناء سدود بارتفاع ستة أمتار على طول الامتداد الأخير لنهر الإندوس. وقال قريشي الذي زار المنطقة قبل أربعة أيام: "نتوقع أن يساهم نبات المسكيت الموجود في قاع النهر في إعاقة تدفق المياه. هناك بعض المجتمعات المحلية المكونة من مزارعي الكفاف الذين يزرعون بساتين الفاكهة والأرز على طول النهر وقد تم إجلاؤهم. إنني أشعر بالتفاؤل".

ولسد كوتري الذي تم بناؤه عام 1956 بالقرب من مدينة حيدر آباد في إقليم السند تأثير كبير على كمية المياه التي تصل إلى منطقة الدلتا"، حسب الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في باكستان.

وقدرت الحكومة عدد الأشخاص المتضررين من الفيضانات بأكثر من 17 مليون نسمة، خصوصاً على طول نهر الإندوس الذي يتدفق داخل باكستان من منطقة الهيمالايا في الشمال ويتحرك جنوباً إلى بحر العرب على امتداد 3,000 كيلومتر عبر البلاد. وعلى غير العادة، غمرت الأمطار الموسمية الغزيرة النهر وروافده وأغرقت القرى والمستوطنات وتركت ما لا يقل عن 10 ملايين شخص بحاجة إلى المساعدات.

وحسب البروفيسور شودري، فقد حولت الأمطار الموسمية اتجاهها، مشيراً إلى أنه "مع انتهاء فترة الأمطار الكثيفة، نحن لا نتوقع أمطاراً طوفانية بل مجرد تساقطات معتدلة على الروافد العليا لنهر الإندوس. ولكن حتى الأمطار المعتدلة قد تتسبب في مشكلة في ظل بلوغ تدفق نهر الإندوس وروافده إلى أقصى درجاته".

لن يتضرر أحد

والخبر السار هو أن نمط الأمواج الثابتة في التيار النفاث للغلاف الجوي العلوي، الذي شكل منخفضاً على شمال باكستان وكان أحد العوامل المؤدية إلى الطوفان "قد تفرق على مدار الأسبوع الماضي... ولا توجد حالياً أية إشارة إلى أنه سوف يعود إلى الظهور. ولكن باكستان تتوقع أن تشهد هطولاً غزيراً للأمطار الموسمية خلال الفترة من يوليو حتى سبتمبر"، حسب أندرو تيرنر، من المركز الوطني لعلوم الغلاف الجوي في جامعة ريدينغ بالمملكة المتحدة الذي يدرس ظاهرة الأمطار الموسمية.

Kotri Barrage on the River Indus (<a href="http://www.irinnews.org/pdf/Monsoon_Flood_Affected_Districts_in_Pakistan_23_August_2010.pdf" target="_blank"><strong><font color=#006699>See larger version of map</font></strong></a>)
الصورة: أوتشا
سد كوتري في جنوب شرق باكستان، آخر السدود على نهر الإندوس
واستشهد تيرنر بظاهرة النينيا التي تتميز بانخفاض غير عادي لدرجات حرارة المحيطات في المحيط الهادئ شرق الاستوائي، وأوضح أنها ارتبطت بارتفاع مستوى الأمطار بشكل غير عادي فوق منطقة جنوب آسيا المعرضة للأمطار الموسمية خلال فصل الصيف. وأضاف أنه "مع ذلك، لا يوجد ما يشير حتى الآن إلى أن هذا مرتبط بهطول الأمطار الغزيرة في الآونة الأخيرة على باكستان".

وحتى الآن، هناك اتفاق في المجتمع العلمي على أن التقاء عوامل عدة أدى إلى الطوفان الذي ضرب باكستان. وإلى جانب الاضطرابات في التيار النفاث، وصل نظامان للرياح الموسمية في الوقت نفسه وتسببا في تكثيف الأمطار، حسب تشودري، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المكلف بمنطقة آسيا.

وأضاف أن الأمطار انتقلت على نحو غير معهود شمالاً إلى أجزاء من إقليم خيبر بختون خوا في شمال غرب البلاد والتي عادة ما تستقبل الأمطار بالقرب من نهاية شهر أغسطس بعد انتهاء موسم الرياح والأمطار الموسمية في باكستان، "ولكننا سجلنا فيضانات غزيرة في سبتمبر في بعض السنوات ونأمل ألا يحصل ذلك هذا العام".

وأشار إلى أنه "لا يمكن، بطبيعة الحال، ربط أي حدث معين بتغير المناخ، ولكننا عانينا من الكثير من حالات الطقس غير المعتادة هذا العام". فقد شهدت البلاد موجة من الحرارة الشديدة في شهر مايو وصلت إلى 52 درجة مئوية. كما "عانينا أيضاً من إعصار فيت في شهر يونيو. وبالرغم من أن الأعاصير تعتبر حالة نادرة في باكستان، إلا أن البلاد شهدت ما لا يقل عن ثلاثة أعاصير خلال السنوات الـ 10 إلى 15 الماضية".

ولم يتسبب إعصار فيت في أية خسائر في الأرواح بفضل عمليات الإجلاء التي تمت في الوقت المناسب ولكنه أدى إلى تدمير آلاف المنازل على طول الساحل في السند التي يترقب أهلها الآن لمعرفة ما إذا كانوا سيواجهون الفيضانات أيضاً.

jk/he – amz/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join