في الوقت الذي يحارب فيه المتمردون الإسلاميون القوات الحكومية التي تدعمها قوات الاتحاد الإفريقى (أميسوم) فى العاصمة الصومالية مقديشيو، يتعرض المدنيون لخطر مستمر بسبب قذائف الهاون التي تتساقط عليهم من السماء حيث يستخدمها معظم أطراف النزاع في القتال.
وقد أرجع محمد يوسف، مدير عام مستشفى المدينة، وهي أكبر مستشفى في مقديشيو، إصابة العديد من الـ160 شخص الذين دخلوا المستشفى خلال الأسابيع الثلاثة الأولي من شهر يوليو إلى القصف بقذائف الهاون.
وأفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بنزوح نحو 11,500 شخص من سكان مقديشو بسبب القتال خلال نفس الفترة تقريبا.
وأوضح يوسف أن معظم من دخلوا المستشفى تم إجراء عمليات جراحية لهم بسبب الجروح التي تعرضوا لها مثل الإصابات في منطقة المعدة" .
" كما تم إدخال حالات أخرى للمستشفى بسبب كسور في الصدر والرأس و العظام. ويمكن أن نعزو نحو 60 بالمائة من الإصابات إلى المتفجرات والقصف المكثف بقذائف الهاون والقنابل".
وأضاف يوسف أن بعض الجراحات المتخصصة المطلوبة متوفر فقط خارج البلاد ولكن "علينا التعامل مع معظم الجراحات الآخرى كما كنا نفعل في السنوات ال 20 الماضية أو نحو ذلك" منذ سقوط آخر حكومة فعلية في البلاد. وقال أن 40 بالمائة ممن أدخلوا المستشفى هم من النساء والأطفال، الذين وجدوا أنفسهم وسط هجمات القذائف في أماكن مثل الأسواق.
وأضاف، أن معظم المرضى الذين يتلقون العلاج في مستشفى المدينة فقراء جدا ولايستطيعون تحمل تكاليف العلاج لذا نقدم لهم العلاج مجاناً في معظم الأحيان، إذ يعتمد المستشفى على المساهمات من أهل الخير و على الرسوم التي يدفعها المرضى الذين يستطيعون تحمل مصاريف العلاج.
مستشفى كيساني
من جانبها، دانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بداية شهر يوليو القصف على كيساني، وهو مستشفى آخر في مقديشو.
وقال باسكال موتشلي، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الصومال في تصريح له يوم 1 يوليو :" نحن مصدومون بسبب الوضع في مستشفى كيساني".
"رغم نداءاتنا المتكررة لجميع الأطراف المتحاربة باحترام القانون الإنساني الدولي والابتعاد عن المرافق الطبية، إلا أن القتال لايزال جاريا ولم يتغير شيء، بل يزداد الوضع خطورة على المرضى والطاقم الطبي يوماً بعد يوم".
وطبقاً للجنة الدولية، ، تم تقديم العلاج لنحو 1,400 شخص في المسشفى تعرضوا للإصابات جراء القتال، منذ بداية عام 2010 بما في ذلك ما لا يقل عن 300 امرأة وحوالي 200 طفل.
لم توجه اللجنة الدولية أصابع الإتهام تجاه أي أحد، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، علق في تقريره الأخير لمجلس الأمن بشأن الصومال قائلاً : "يتعرض المدنيون بشكل متزايد لعمليات تبادل اطلاق النار وهجمات قذائف الهاون بالإضافة إلى القصف المدفعي بين المتمردين والقوات الحكومية" وعبر عن قلقه الشديد إزاء "هجمات القذائف على المناطق المدنية والرد العشوائي من جانب الحكومة والقوات التابعة للاتحاد الإفريقي".
القصف الليلي
ويعلق أحد سكان حي داينيل في مقديشو الذي يأوي العديد من الأشخاص النازحين داخلياً على الموضوع قائلاً "تعرضت المناطق المدنية للقصف المكثف من مواقع تسيطر عليها الحكومة وقوات الاتحاد الإفريقي، وغالباً ما كان يحدث ذلك في فترة المساء. نحن لا نعرف لماذا يقومون بقصف المناطق المدنية". وذكر أسماء أخرى لمناطق متضررة من جراء القصف مثل هودان، هولواداج بالإضافة إلى ورديغلي.
وقال المتحدث باسم وزارة الإعلام الشيخ عبد الرزاق محمد قيلو في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن المسلحين من حركة الشباب وليست القوات الحكومية "هم الذين يهاجمون المناطق السلمية مما يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، ويجبر الكثير من الصوماليين للنزوح إلى المخيمات".
وقال جافيل كولوكوسا، المتحدث باسم قوات الاتحاد الإفريقي بأن قوات الأميسوم "دائماً ماكانت تتجنب قصف المناطق المدنية، وأنها لاتشارك في قصف المناطق المدنية حتى لو أثيرت من قبل الأطراف الأخرى."
وأخبر كولوكوسا إيرين أن " قوات أميسوم يتلقون تدريبات شاملة في موطنهم قبل توظيفهم. وهم على دراية بالجوانب ذات الصلة بهذا الموضوع مثل القانون الإنساني الدولي ولذلك لا يتعرضون للمناطق المدنية ".
aa-mg/js/am/cb-foa/kkh
