Help us amplify vital stories and drive change in underreported crises.

Support our work.
  1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Egypt

مصر: الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد

[Egypt] Menshiet Nasser - home of the zabaleen [rubbish collectors] and one of Cairo's largest slums. [Date picture taken: 06/17/2006] Ben Hubbard/IRIN
There are hundreds of slums in Egypt

بات التجول في ردهة إحدى المستشفيات وسيلة لتمضية الوقت بالنسبة للعامل أحمد اسماعيل الذي يبلغ من العمر 50 عاماً. فعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، كان اسماعيل الذي يعاني من سرطان في الكبد يرتاد مستشفى الدمرداش في القاهرة كل صباح على أمل أن تجرى له عملية استئصال لورمه الكبدي.

وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "طلب مني المسؤولون في المستشفى الاستعداد للعملية منذ وقت طويل. ولكن في كل مرة أحضر فيها إلى هنا، يقولون لي أن دوري لم يأت بعد".

واسماعيل ما هو إلا واحد من مئات الآلاف من الفقراء المصابين بسرطان الكبد الذين تتزايد أعدادهم في قوائم الانتظار للخضوع لعمليات في المستشفيات في كافة أنحاء البلاد.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تضم مصر أحد أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي "سي" وهو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان الكبد.

وقد أفادت دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية في أبريل 2010 أن "الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي "سي" تعد مشكلة صحية كبيرة على الصعيد العالمي. وتقدر المنظمة أن ما يصل إلى 3 بالمائة من سكان العالم أصيبوا بهذا الفيروس. كما يتراوح معدل الإصابة بين منخفض كذلك الذي سجلته كندا وهو 0.1 بالمائة إلى مرتفع للغاية كما هو الحال في مصر التي يصل معدل الإصابة فيها إلى 18.1 بالمائة".

نقص التمويل

وعلى الرغم من تخصيص الحكومة 650 مليون جنيه (114 مليون دولار) لأمراض الكبد، وهو ما يشكل 40 بالمائة من الـ 1.5 مليار جنيه (263 مليون دولار) التي تخصصها للإعانات الصحية، إلا أن المتخصصين يرون أن هذا المبلغ ببساطة لا يكفي.

وكان أشرف عمر، رئيس الجمعية المصرية لمكافحة سرطان الكبد قد صرح قبل أسبوعين أن نسبة الوفيات الناجمة عن سرطان الكبد في البلاد ارتفعت من 4 بالمائة عام 1993 إلى 11 بالمائة عام 2009.

بدوره، قال محمد فتحي، المختص في أمراض الكبد في جامعة عين شمس أن "التهاب الكبد الفيروسي "سي" هو أحد الأسباب الرئيسية [للإصابة بسرطان الكيد] ...ولكن الفظيع في الأمر أن هذا المرض آخذ في الازدياد. كما تشير الدراسات إلى أن سرطان الكبد سيصيب عدداً أكبر من المصريين بعد 10 سنوات من الآن".

وأضاف أن ما بين 500,000 ومليون مصري سوف يموتون في السنوات القليلة المقبلة لأنهم لم يتمكنوا من تغطية تكاليف علاجهم. وقال خبراء آخرون أن النسبة قد تكون أعلى من ذلك إذ أن العديد من الفقراء يموتون بسبب سرطان الكبد دون أن يعرفوا حقيقة مرضهم.

بدوره، قال الدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن 40,000 شخص يموتون في مصر سنوياً بسبب سرطان الكبد.

وأوضح العامل اسماعيل أن حالته بدأت "بألم رهيب يشل الحركة في جانبه". وأضاف قائلاً: "لقد قطع نفسي وجعلني أرتمي أرضاً. نصحتني زوجتي بالذهاب إلى عيادة للحصول على العلاج، معتقدةً أنه سيكون ألم مؤقت".

وقد قامت العيادة المحلية بإحالته إلى مستشفى في القاهرة حيث اكتشف الأطباء بعد سلسلة من الفحوصات أنه مصاب بورم في الكبد. وعن ذلك قال: "كدت أهوي على الأرض من الصدمة...لم أكن أتوقع أن حالتي بهذه الخطورة".

تلوث الغذاء

من جهة أخرى، أفادت دراسة أجرتها أمل سامي إبراهيم، أستاذة علم الأوبئة في المعهد القومي للسرطان أن التلوث الغذائي، الذي يعد سبباً رئيسياً للإصابة بسرطان الكبد، منتشر جداً في مصر.

وأوضحت الدراسة أن البلاد تفتقر للرقابة على طرق تخزين الحبوب وأنه لا يوجد وعي كافٍ حول مخاطر التخزين غير الملائم.

كما يظهر حجم سرطان الكبد كخطر على الصحة في مصر أكثر وضوحاً إذا ما قورن بانتشاره في غيرها من البلدان. فقد أفادت إبراهيم في دراستها أن إحصاءات اتحاد مكافحة السرطان في الشرق الأوسط أظهرت أن إصابة الكبد بالسرطان أمر غير شائع إلا في مصر.

كما أفادت الدراسة أن "نسبة الإصابة بسرطان الكبد مقارنة بالسرطنات الأخرى وصلت إلى أقل من 2.0 بالمائة في البلدان الأخرى التي يغطيها اتحاد مكافحة السرطان في الشرق الأوسط... ولكن في مصر كانت نسبة الإصابة بسرطان الكبد 12.7 بالمائة من إصابات السرطان لدى الذكور و3.4 بالمائة لدى الإناث و8.1 بالمائة لدى الجنسين معاً".

وقالت الدراسة أن ميل الذكور للإصابة بسرطان الكبد تظهر أكثر وضوحاً لدى المصريين بنسبة 3.8 ذكر لكل أنثى. ويأتي القبارصة في المرتبة الثانية بنسبة 3.1 لكل أنثى ثم عرب إسرائيل والأردنيون والإسرائيليون اليهود بنسب 3 و1.6 و1.4 لكل أنثى على التوالي.

ويأمل اسماعيل ويدعو ألا يصبح رقماً جديداً يضاف إلى من فقدوا أرواحهم بسبب المرض، حيث قال: "أعلم أن الانتظار يعني أنه يمكن للورم الانتشار في أجزاء أخرى في جسدي...لكن لا خيار أمامي سوى الانتظار".

ae/ed/cb-dvh/khk

"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join