1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: النازحون يقاومون ضغوط" العودة إلى وزيرستان "

Thousands of people displaced from South Waziristan in northwestern Pakistan are facing pressure to return to areas they fear are unsafe Abdul Majeed Goraya/IRIN

يعارض آلاف النازحين في جنوب وزيرستان شمال غرب باكستان الجهود التي تبذلها السلطات لإقناعهم بالعودة إلى مناطقهم بدعوى أنها لا تزال غير آمنة. ويبدو أن البعض مستعد للبقاء بعيداً عن دياره لأشهر عدة أو حتى سنوات إلى أن يقتنع بأن الوضع قد أصبح آمناً للعودة.

وفي هذا السياق، أخبر مسعود محسود، 50 عاماً، وهو نازح من جنوب وزيرستان يعيش حالياً في بلدة ديره إسماعيل خان في شمال غرب باكستان، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "نعتقد أنه لا معنى للعودة في الوقت الراهن، فقد يتجدد القتال في وقت ليس ببعيد، ونحن لا ندري لماذا تصر السلطات على عودتنا إلى منطقة غير آمنة".

وكان مسؤولو الحكومة والجيش الذي يقوم بعملية عسكرية في المناطق القبلية ضد حركة طالبان، يحاولون إقناع شيوخ القبائل بالعودة إلى جانب عشرات الآلاف من النازحين من قبيلة محسود في جنوب وزيرستان. ويعتقد الجيش أن عودة السكان قد تحبط محاولات المتشددين لاستعادة الأرض التي خسروها لصالح الجيش، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام. وكان القائد العسكري لباكستان قد أعلن في فبراير من هذا العام "الانتصار" في جنوب وزيرستان.

المقاتلون "يتربصون للرد"

غير أن السكان المحليين يقولون أن المقاتلين ما زالوا موجودين في بعض أجزاء من المنطقة، حيث قال عماد وزير، البالغ من العمر 30 عاماً: "إنهم يتربصون للرد وقد تراجعوا من المناطق الرئيسية لحماية أنفسهم".

ووفقاً لتقرير صادر في 16 أبريل عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، هناك 254,000 نازح مسجل في جنوب وزيرستان. كما أفادت بعض التقارير أن من بين النازحين من جنوب وزيرستان حوالي 300,00 شخص من أفراد قبيلة محسود، وهو ما يدل على أن جميع أفراد القبيلة تقريباً غادروا منازلهم.

وفي هذا السياق، أخبر بابار بالوش، وهو مسؤول إعلام لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن المفوضية "لا تملك أية معلومات عن الضغط الذي قد تكون الحكومة تمارسه على النازحين في جنوب وزيرستان من أجل العودة. نحن على اتصال مع السلطات للتأكد من أن عملية العودة، متى بدأت، ستستند على مبدأ العودة الطوعية".

وأضاف أن "لدى المفوضية موقف واضح فيما يخص عملية عودة النازحين في باكستان. إذ يجب أن تكون العودة طوعية ومبنية على قرار شخصي واعٍ ومطلع، وفقاً للمبادئ التوجيهية الدولية للنزوح. نحن، بالتأكيد، لن نرتبط بأي مشروع للعودة القسرية".

كما يشعر أفراد قبيلة محسود، التي ينتمي إليها زعيم حركة طالبان السابق بيت الله محسود والحالي حكمة الله محسود، بالقلق حيال إمكانية أن يعلقوا في الاقتتال.

وفي مقابلة مع رويترز، حذر قائد طالبان ولي الرحمن الأسبوع الماضي من احتمال اندلاع قتال عنيف. وجاء في تحذيره: "ليس للجيش سيطرة سوى على الطرق فقط. نحن موجودون في الغابات وإذا عاد أفراد قبيلة محسود إلى جنوب وزيرستان فإنهم سيعانون من كلا الجانبين".

توقعات بإقامة طويلة بعيداً عن الديار

A map of Pakistan and the surrounding region highlighting North Waziristan (red) and South Waziristan (blue)
الصورة: خرائط غوغل
خريطة لباكستان والمناطق المحيطة بها توضح شمال وزيرستان (بالأحمر) وجنوبه (بالأزرق)
وقد علق زهير الله محسود، البالغ من العمر 30 عاماً، على هذا بقوله أن هذا هو الوضع الذي يسعى أفراد قبيلة محسود لتجنبه. وأضاف: "لقد عانينا لسنوات خصوصاً منذ تصعيد عمليات الجيش ضد المسلحين في عام 2007. لقد رأينا المنازل تدمر والأشخاص يقتلون وجميع أنواع المعاناة أمام أعيننا. لن نعود الآن إلا عندما يحل السلام". وقد كانت هناك مواجهات متفرقة في جنوب وزيرستان منذ عام 2004 مما تسبب في موجات نزوح.

وفي ظل توقع أفراد قبيلة محسود البقاء لفترة طويلة بعيداً عن ديارهم، قام العديد منهم بالالتحاق بأعمال ووظائف طويلة المدى في أماكن نزوحهم. وعن ذلك قال ديلاوار خان، أحد النازحين من جنوب وزيرستان: "لقد طلبت من أخي أن يجد لي عملاً كحارس أمن أو أي عمل آخر في بيشاور. أعمل حالياً حارساً هنا ولكن الأجور في بيشاور أفضل ولذلك أفكر الآن في الاستقرار هنا إلى الأبد".

أما زوجته، غولمينا بيبي، فقالت: "لا أحب فكرة مغادرة المنزل. أنا متعلقة بجبالنا في جنوب وزيرستان. ولكن في نهاية المطاف علينا أيضاً أن نفكر في أطفالنا، فقد أغلقت المدارس أبوابها لعدة أشهر".

ولدى ديلاوار وغولمينا أربعة أطفال، بينهم فتاتان، وهما حريصان على أن يحصل أطفالهما على فرصة التعليم. غير أن المسلحين واصلوا مهاجمتهم للمدارس في جميع أنحاء منطقة الصراع. وفي أحدث هجوم، تم تفجير مدرستين للبنين في منطقة باجور، وهي واحدة من سبع مناطق قبلية على الحدود الباكستانية الأفغانية.

وقالت عزيزة بيبي، البالغة من العمر 50 عاماً: "لا يبدو أن هناك نهاية في الأفق لهذا القتال. سنكون حمقى إذا قررنا العودة الآن. لقد تعودت الآن على الحياة في منزل ابني هنا وقد نبقى هنا بشكل دائم".

kh/at/cb- amz/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join