قررت وزارة المالية العراقية توفير تأمين على الحياة لأساتذة الجامعة بعد تزايد عدد المغادرين منهم للبلاد نتيجة لاستمرار أعمال العنف. كما تتضمن هذه المبادرة توفير حراس أمن شخصيين للمدرسين الجامعيين.
وحول هذا الموضوع أوضح مروان عماد، المسؤول الإعلامي بوزارة المالية أن استهداف الأساتذة الذي يتم بشكل يومي دفعهم إلى الهروب من البلاد، مما خلق ثغرة كبيرة في النظام التعليمي. لذا قررت الوزارة أن توفر لهم نظاماً للتأمين على الحياة وحراس أمن يختارونهم بأنفسهم".
وأضاف عماد بأن النظام "سيمنح المدرسين الجامعيين ميزانية خاصة لتوظيف حراس الأمن من شركات خاصة يسهرون على حمايتهم. وفي حال تعرضهم لأي مكروه فستحصل عائلاتهم على ما يكفيها من أموال لسد احتياجاتها".
ووفقا للمسؤول فإن هذه المبادرة تهدف إلى حماية الأساتذة وإقناع المدرسين الجامعيين الذين غادروا العراق خوفاً على حياتهم بالعودة إلى البلاد ومواصلة التدريس بالجامعات.
وكانت وزارة التعليم العالي قد عبرت عن قلقها العميق نتيجة مغادرة معظم الأساتذة الجامعيين المؤهلين للبلاد.
كما أوضح أحمد عبد الباري، وهو أحد كبار المسؤولين بوزارة التربية والتعليم، بأنه "بالإضافة إلى تزايد العنف الطائفي، فإن معظم الأساتذة قد غادروا البلاد. نحن نعتمد فقط على القلة القليلة الباقية منهم وعلى الخريجين الجدد، لذا نواجه وضعاً حرجاً الآن وقد يزداد سوءاً عندما تبدأ المحاضرات في شهر سبتمبر/أيلول المقبل".
وأفادت وزارة التربية والتعليم بأن شركة التأمين التابعة للحكومة ستمنح الأساتذة "تأميناً شاملاً" إلا أنها لم تحدد مبلغ التعويض المقرر.وجاء في بيان أصدرته وزارة المالية الأسبوع الماضي بأن "الهدف من هذه السياسة هو المساهمة في درء خطر العمليات العسكرية وتخفيف أثرها على العوائل العراقية".وبالرغم من صعوبة الحصول على أرقام دقيقة بهذا الخصوص، فإنه يمكن القول حسب عبد الباري بأن أكثر من 240 أستاذاً جامعياً لقوا حتفهم منذ بداية الغزو الذي قادته القوات الأمريكي على للعراق سنة 2003، وغادر الآلاف منهم البلاد إلى الخارج.
وكان العنف في البلاد قد استفحل لدرجة أن الحكومة سمحت في شهر مايو/أيار 2005 للأطباء بحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم.
وقال الدكتور رافد محمد، الأستاذ في كلية الطب بجامعة بغداد: "إن التأمين على الحياة هو أمر جيد لأنه في حال تعرضنا لأي مكروه، تكون عائلاتنا محمية. هذه مبادرة نبيلة وأنا أعتقد أنها ستساهم في عودة المؤهلين إلى البلاد".
"