حذر عمال الإغاثة ومسؤولون محليون من عدم توفر المأوى وغيره من الخدمات الضرورية التي يحتاجها النازحون في شمال اليمن، والذين وصل عددهم إلى 250,000 نازح، وهو ما يشكل زيادة بأكثر من الضعف مقارنة بعدد النازحين قبل بداية الجولة الحالية من المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين في 12 أغسطس 2009.
وفي هذا السياق، أفاد الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أندريه ماهيسيك، في بيان إعلامي يوم 29 يناير 2010 أنه "بالرغم من وجود ثلاثة مخيمات للنازحين في محافظة حجة واستمرار العمل على توسيعها، إلا أن غياب المأوى الملائم يشكل مصدر قلق رئيسي بالنسبة للمفوضية".
وأضاف أن "العديد من النازحين يمكثون في أماكن مؤقتة على جوانب الطرقات المؤدية إلى المخيمات. كما يعاني النازحون في محافظة عمران من الوضع نفسه، حيث تمكنت الغالبية العظمى منهم من السكن لدى أقارب أو أصدقاء لها أو تأجير مساكن خاصة". وأوضح أن المفوضية السامية للاجئين وشركاءها يعملون على توفير خيام للأسر النازحة لدى مجتمعات مضيفة.
وقد تسببت المواجهات المتقطعة التي اشتعل فتيلها منذ عام 2004 في نزوح حوالي 120,000 شخص في محافظة صعدة ومحيطها قبل بداية الجولة السادسة والأكثر ضراوة في شهر أغسطس من العام الماضي، وفقاً للمفوضية.
تنقل المواجهات
وقال ماهيسيك أنه "على مدى الأسابيع الستة الماضية، شهدنا تدفق حوالي 1,000 أسرة [حوالي 7,000 شخص] أسبوعياً إلى محافظة حجة، غرب صعدة". وأشار إلى أن المواجهات تتنقل تدريجياً باتجاه الشمال الغربي من مدينة صعدة إلى مديريات رازح وغمر وساقين التي أتى منها معظم النازحين خلال الأسابيع الستة الماضية.
من جهته، أخبر عبد الله ذهبان، عضو المجلس المحلي بصعدة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 30 يناير أن مخيمات النازحين أصبحت مكتظة للغاية بسبب القادمين الجدد. وجاء في قوله: "لاحظت هذه المشكلة في مخيم المزراق بمحافظة حجة حيث تسكن خمس أسر أحياناً [حوالي 35 شخصاً] في خيمة واحدة لحوالي خمسة أيام في انتظار تسجيلها للحصول على خيام أو غيرها من مواد الإغاثة الأساسية".
وأضاف أنه بسبب قدوم العديد من النازحين إلى مخيم المزراق دون وثائق ثبوتية، "فإن تدقيق هوياتهم من طرف أعضاء المجلس المحلي أو زعماء القبائل يتسبب في تأخير تسجيلهم من قبل لجان إدارة المخيم وحصولهم على بطاقات الحصص الغذائية وتأهلهم للحصول على المساعدات العامة".
الصورة: عادل يحيى/إيرين |
نازحون في مخيم المزراق يصطفون للحصول على الطعام لوجبة الغذاء. وقد أوضح أحد عمال الإغاثة أن "احتياجات الناس تفوق بشكل ملحوظ قدرة الاستجابة الإنسانية" |
"أزمة إنسانية حادة"
وقد حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم 25 يناير من "تطور أزمة إنسانية حادة" ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي تفاقم أوضاع النازحين. وجاء في قول دومينيك ستيلهارت، نائب مدير العمليات باللجنة أن "النزاع في شمال اليمن قد تعرض لإهمال طويل. كما أن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم بسبب الفقر وانعدام الماء والطعام. والأهم أن الأوضاع الأمنية استمرت في التدهور مما زاد من صعوبة وخطورة عملنا".
وبعد زيارة قصيرة لليمن، أفاد ستيلهارت أن إحباط المواطنين المحليين يزداد يوماً بعد يوم لأن "احتياجات الناس تفوق بشكل ملحوظ قدرة الاستجابة الإنسانية".
ay/ed – amz/dvh
"