تبنت ثمانية دول جنوب آسيوية خطة عمل بيئية لمحاولة التخفيف من آثار التغيرات المناخية في المنطقة. حيث عقد وزراء بيئة بلدان رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي مؤتمرا في العاصمة البنغالية، دكا، استمر ثلاثة أيام ابتداء من 3 يوليو/تموز، أصدروا بعده إعلانا خاصا بمكافحة التغيرات المناخية. كما التزموا بتشجيع برامج الوعي الجماعي بالقضايا المتعلقة بالتغيرات المناخية والحث على إحداث تغيرات سلوكية تهدف إلى تحقيق مجتمع منخفض الكربون".
وتنص هذه الخطة التي تم تبنيها بالإجماع على بناء القدرات لتبادل المعلومات حول التأهب للكوارث والأحداث المناخية الكبرى، وتبادل بيانات الأرصاد الجوية والمشاريع المتعلقة بآليات التنمية النظيفة، وبناء القدرات وتبادل المعلومات حول آثار التغيرات المناخية بما فيها ارتفاع مستويات البحار وذوبان الجليد والتهديدات التي تواجه التنوع البيولوجي بالإضافة إلى التشاور المتبادل أثناء عمليات التفاوض الدولية.
وجاء في الإعلان المشترك الصادر عن المؤتمر أن "منطقة بلدان رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي تعتبر المنطقة الأكثر عرضة لمخاطر التغيرات البيئية التي بدأت تؤثر بشكل سلبي على إنتاجنا الزراعي وتعيق بنياتنا التحتية الحيوية وتقلص مواردنا الطبيعية وتحد من فرص نمونا في المستقبل".
وصرح الوزراء أن المنطقة تحتاج إلى المزيد من التقنيات لمكافحة التغيرات المناخية، في الوقت الذي تحتاج فيه الدول المتقدمة إلى خفض انبعاثاتها من الكربون وإنشاء صندوق خاص لدعم مشاريع البيئة وفقا لما نص عليه مؤتمر الأمم المتحدة المنعقد في بالي خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي هذا السياق، قال كبير مستشاري بنجلاديش، راجا ديباشيش روي: "لقد قررنا تبني خطة العمل الخاصة بالتغيرات المناخية قصد توحيد أصواتنا في مواجهة التغيرات البيئية في كل المحافل الدولية وتعزيز قدرتنا التفاوضية تجاه أكبر مسببي انبعاثات الكربون".
وقد نص الإعلان على أن تبدأ الدول الأعضاء في منظمة بلدان رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي، والمتمثلة في أفغانستان وبنجلاديش وبوتان والهند والمالديف وباكستان وسري لانكا، بمراقبة الظواهر المناخية بما فيها ارتفاع مستوى البحر وتوجهات الكوارث الطبيعية، ومشاطرة المعلومات أولا بأول.
توقيت ملائم
لم يكن بإمكان هذا المؤتمر المنعقد في دكا، أكبر مدن بنجلاديش، أن يأتي في وقت أفضل. فإبان انعقاده، حولت الأمطار الغزيرة التي استمرت لأيام جزءا كبيرا من مدينة دكا، التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة، إلى شبه أنهار. كما وفدت أخبار عن وفاة 12 شخصا منهم تسعة أطفال في انهيار أرضي بمنطقة تكناف على بعد 500 كلم من دكا.
وفي الوقت الذي ارتفع فيه منسوب مياه الأنهار بسبب الأمطار الموسمية المبكرة وذوبان جليد الهيملايا تواصلت التأثيرات السلبية لتآكل الأنهار. حيث غمرت المياه آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية وعشرات المنازل والعديد من الطرقات والمدارس وغيرها من المرافق على طول أنهار جامونا والغانج وتييستا ودارالا وماتاموهوري وغيرها من عشرات الأنهار الموجودة في المنطقة. ويتوقع أن يستمر الحال على ما هو عليه حتى شهر سبتمبر/أيلول عندما تبدأ مياه الفيضانات في الانحسار.
الدول الغنية المسببة للتلوث
أشار إعلان دكا إلى أن التغيرات المناخية ناتجة بشكل كبير عن ارتفاع مستوى التصنيع في الدول المتقدمة على مدى أزيد من
الصورة: شمس الدين أحمد/إيرين ![]() |
يعيش الآلاف من "نازجي التغيرات المناخية" في جنوب بنجلاديش وسط تآكل الأنهار وملوحة البحار والأعاصير بشكل يومي |
ووفقا لراجا ديباشيش روي، فإن ارتفاع مستويات البحار يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لبنجلاديش ذات الموقع الجغرافي المنخفض خصوصا بعد أن أفاد الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ والمدعوم من الأمم المتحدة أن بنجلاديش قد تفقد مساحة توازي ثلث كتلتها الأرضية بحدود 2100.
وأعرب روي عن أمله في أن تُستعَمَل الأموال، التي ستتم تعبئتها من خلال المؤتمر الذي سينعقد في لندن حول مناخ بنجلاديش في شهر سبتمبر/أيلول، في مراجعة الفيضانات المدمرة التي شهدتها البلاد العام الماضي بالإضافة إلى آثار إعصار سيدر.
وأوضح روي أنه سيتم عقد المزيد من المحادثات لمناقشة شروط وحيثيات إنشاء صندوق جنوب آسيوي للتغيرات المناخية خلال مؤتمر قمة بلدان رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي الذي سينعقد في كولومبو خلال الفترة من 27 يوليو/تموز حتى 3 أغسطس/آب.
"