أفاد عبد الحميد سالم، مدير مكتب جمعية الهلال الأحمر في بغداد أن تعرض جسور ومعابر المدينة للقصف يعرقل جهود المنظمة لتوصيل مواد الإغاثة للمحتاجين إليها، حيث قال: أحيانا نستغرق وقتاً طويلاً لنقل المساعدات بين الجهتين الرئيسيتين للمدينة لأن السلطات لا تسمح للشاحنات المحمّلة بأكثر من 2 طن بالعبور قبل الساعة الثالثة مساءاً للحيلولة دون المزيد من الهجمات. وهذا يعني بأنه علينا أن ننتظر حتى الساعة الثالثة للعبور مما يعيق توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها في الوقت المناسب".
وأضاف بأن جمعية الهلال الأحمر في بغداد تدرس إمكانية تشغيل شاحنتين على الأقل من سعة 2 طن للتمكن من التنقل بسرعة وحرية أكبر في أنحاء بغداد.
جسور بغداد تتعرض للهجوم
تم استهداف اثنين من بين جسور بغداد الثلاثة عشر الواقعة على نهر دجلة بكميات ضخمة من المتفجرات منذ شهر آذار/مارس. ويقول القادة العسكريون الأمريكيون والعراقيون بأنهم يدرسون هذه الهجمات التي يسمونها "بالأعمال اليائسة التي يقوم بها الإرهابيون نتيجة الضغط الذي يشعرون به من عملية أمن بغداد التي بدأ تطبيقها منذ خمسة أشهر".
ويرى بعض المحللين أن الهجمات على الجسور هي بمثابة محاولة لمنع الجنود الأمريكيين والعراقيين من نقل المؤن بين ضفاف دجلة. في حين يرى آخرون أنها محاولة لفصل الضفة الشرقية المأهولة بالشيعة عن الضفة الغربية التي يقطنها السنة أو الكرخ بشكل أساسي.
من جهته قال العقيد أحمد عبد الله حسن من وزارة الداخلية العراقية: "من الواضح أن هناك تغير في التكتيك الذي يتبعه المخربون، ونحن نعمل على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة كي تظل كل خطوط تزويد المؤن مفتوحة. يبحث المتشددون الإرهابيون عن طرق لتقسيم شعب العراق وترويع أمنه".
الهجمات الأخيرة على الجسور
حدث الهجوم الأول الذي تعرضت له الجسور 21 آذار/مارس، عندما اكتشفت قوات الأمن شاحنة مفخخة تم ركنها على جسر محمد القاسم شمال بغداد حيث كانت المتفجرات مخبأة تحت صناديق للفاكهة والخضار.
ولم تتمكن قوات الأمن من تعطيل المتفجرات لضيق الوقت، فاضطرت إلى إخلاء المكان وتفجير الشاحنة، مما ألحق أضراراً بالجسر. وبالرغم من إخلاء المكان فقد قتل شخص واحد وجرح سبعة أشخاص نتيجة لقوة الانفجار.
أما الهجوم الأخطر فقد حدث في 12 نيسان/أبريل، عندما قام انتحاري بتفجير شاحنة مما تسبب في تدمير عارضة الصلب الموجودة على جانب جسر وبالتالي سقوط السيارات في مياه النهر. وقد لقى 11 شخصاً حتفهم في هذه الحادثة وجرح أكثر من 39 على إثر ذلك.
وبعد يومين من ذلك، تسبب انفجار سيارة قام به انتحاري إلى قتل 10 أشخاص على جسر الجادرية الذي لم يعاني سوى من أضرار قليلة.
نحن نعمل على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة كي تظل كل خطوط تزويد المؤن مفتوحة |
وفي مكان آخر، أدى انفجار شاحنة مركونة إلى تدمير الجسر القائم على نهر ديالا في بعقوبة، التي تقع على بعد 35 ميلاً شمال شرق بغداد. ولم تسجل أية خسائر حينها باستثناء عرقلة في حركة السير، حيث تم تحويل سير المركبات وأجبرت على الالتفاف.
"