بعد مرور يوم واحد على إحضار عينات يعتقد أنها لحالات إصابة بأنفلونزا إتش1 إن1 من إقليم غور وسط غربي أفغانستان إلى المختبر المركزي بكابول، أثبث الفحص السريع أن اثنين منها حالات إصابة بأنفلونزا الخنازير في حين أن الستة الآخرين عبارة عن أنفلونزا موسمية فقط. وتبقى الخطوة التالية أن يتم التحقق من التشخيص عبر إخضاع العينتين لفحص سلسلة التفاعل المبلمر Polymerize Chain Reaction.
وفي هذا السياق، قال غلام شريفي، مدير المختبر المركزي: "نحن محظوظون بتوفر هذه التكنولوجيا. سأبعث النتائج النهائية لمسؤول الصحة بغور عن طريق البريد الإلكتروني".
غير أن المريضين لن يعلما ماهية مرضهما إلا بعد أسبوع على الأقل من الشك في إصابتهما بهذا الفيروس المعدي والفتاك. وسيخضع الاثنان للعلاج بعقار تاميفلو الذي سيحصلان عليه مجاناً من الإدارة الصحية في الإقليم، حسب المسؤولين الصحيين. وكانت منظمة الصحة العالمية قد تبرعت لوزارة الصحة الأفغانية في شهر مايو بـ30,360 جرعة من هذا الدواء للبالغين، وتم توزيعها على الأقاليم الأربعة والثلاثين في البلاد.
وقد تم التبليغ عن الإصابة بأنفلونزا الخنازير لأول مرة بين القوات الدولية في أفغانستان في شهر يوليو ولكن الفيروس وصل إلى مناطق مختلفة في البلاد حيث تم تأكيد 835 إصابة إلى الآن (منها 503 إصابات بين الأفغانيين و332 بين الأجانب). وأودى المرض بحياة 14 أفغانياً على الأقل حتى تاريخ 23 نوفمبر، وفقاً لوزارة الصحة.
لا وقت للتساهل
وقد أبلغت وزارة الصحة عن أكثر من 500 إصابة بفيروس إتش1 إن1 خلال الفترة بين 1 و17 نوفمبر (أي بمعدل 29 حالة جديدة كل يوم) ولكن لم يتم التبليغ في الأسبوع الماضي سوى عن 15 حالة جديدة (أي بمعدل إصابتين يومياً). وعلق شريفي على ذلك قائلاً: "لاحظنا انخفاضاً في الحالات المشكوك فيها التي يتم تحويلها إلينا".
غير أن انخفاض عدد الحالات التي خضعت للفحص وتم تأكيدها من خلال المختبر المركزي لا يعني أن الفيروس قد بدأ يختفي من البلاد. بل "لازال خطر إتش 1 إن 1 قوياً ولم يحن الوقت بعد للتساهل"، حسب تحذير فريد رائد، الناطق باسم وزارة الصحة.
وبحلول فصل الشتاء، تتزايد المخاوف من احتمال إصابة ملايين الأفغان بالأنفلونزا وغيرها من الأمراض التنفسية الأخرى.
موثوق ولكن باهظ الثمن
ولا يوجد في أفغانستان سوى مختبر واحد قادر على تشخيص فيروس إتش1 إن1 ولكن تمت إقامة 200 وحدة مراقبة في كل أنحاء البلاد للإسراع في التبليغ عن أية حالات مشكوك فيها. ويقوم عمال الصحة بإرسال عينات من الحالات المشكوك في تعرضها للإصابة إلى المختبر المركزي براً أو جواً في حاويات خاصة بنقل الفيروسات، وهي عملية تستغرق أحياناً أسبوعاً كاملاً. وعلق شريفي على ذلك بقوله: "نحن نحتفظ بالعينات في الثلاجات للفحص السريع أولا ثم لأية فحوصات سلسلة التفاعل المبلمر بعد ذلك".
وقد قام المانحون بدعم المختبر المركزي عن طريق تزويده بالمعدات والآلات وتدريب الموظفين. وقد وصف شريفي ما يقوم به المختبر بقوله: "تشخيصنا موثوق به 100 بالمائة"، مضيفاً أن المختبر المركزي عضو في الشبكة العالمية لمراقبة الأنفلونزا ويحظى بدعم منظمة الصحة العالمية.
وبعد الإعلان عن حالة طوارئ صحية في البلاد في الأول من نوفمبر وصدور الأوامر بإغلاق كل المدارس والجامعات، كان يتم إرسال مئات حالات الإصابة بالأنفلونزا إلى للتشخيص في المختبر المركزي يومياً. غير أن السلطات قررت إعادة فتح المدارس خلال الفترة من 23 نوفمبر حتى 12 ديسمبر لتمكين حوالي 7.5 مليون طالب من المشاركة في الامتحانات.
وحسب شريفي فإن "كل فحص سريع يكلف حوالي 10 دولارات في حين تزيد تكلفة فحص سلسلة التفاعل المبلمر عن ذلك بكثير". ولذلك فإن القيود المالية والاستيعابية تجعل من الصعب إخضاع كل العينات للفحص. وأضاف قائلاً: "لقد وصلتنا مئات العينات من وحدة عسكرية ومن إحدى المدارس في كابول ولكننا قمنا بإجراء فحوصات لعينات عشوائية فقط ووجدنا أن العدوى بالفيروس انتشرت في الموقعين".
اللقاح لموظفي الصحة
وقد تم توزيع حوالي 80 مليون جرعة من الدواء في مختلف أنحاء العالم، وتم تطعيم حوالي 65 مليون شخص حتى الآن، حسب منظمة الصحة العالمية. وعن حاجة أفغانستان للقاح، قال رائد من وزارة الصحة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نحن نتطلع للحصول على أكثر من 500,000 جرعة من اللقاح في أوائل شهر ديسمبر وسيكون موظفو الصحة على رأس قائمة المستفيدين".
كما تقدمت البلاد بطلب تمويل يقدر بحوالي 144 مليون دولار لتغطية تكلفة عقار تاميفلو وبعض المعدات الطبية واللقاحات وغيرها من الموارد الضرورية لمحاربة أنفلونزا الخنازير.
ad/mw – az/dvh
"
