أفاد عمال الإغاثة في مخيم المزراق للنازحين بمديرية حرض في محافظة حجة شمال اليمن أن العديد من الأطفال يحضرون إلى المخيم وهم يعانون من سوء تغذية يتراوح بين المتوسط والحاد.
وفي هذا السياق، قالت سارة يحيى، متطوعة بمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف)، واصفة حالة سوء التغذية بين أطفال المخيم: عند زيارتنا للخيام نجد بين كل أسرة تقريبا طفلا يعاني من سوء التغذية المتوسط أو الحاد أحيانا".
كما أخبر خليل الشيباني، من مركز ا التغذية العلاجية التابع لليونيسف في المخيم، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يزداد كل يوم مع استمرار توافد الأسر النازحة إلى المخيم. وأشار إلى أن "مضاعفات سوء التغذية أودت بحياة طفلين بعد أيام قليلة فقط من حصول أسرتيهما على المأوى في المخيم. وقد تمت إحالة 10 أطفال آخرين إلى مستشفى في مدينة حرض الواقعة على بعد 40 كلم تقريبا غرب المخيم".
ووفقا للشيباني، أظهر كشف تم إجراؤه مؤخرا في المخيم شمل حوالي 3,000 طفل دون سن الخامسة أن 667 طفلا (22 بالمائة من مجموع الأطفال الذين شملهم التقييم) يعانون من سوء تغذية حاد و200 طفل آخر (6.67 بالمائة) يعانون من سوء تغذية معتدل. وكانت اليونيسف قد أجرت في شهر سبتمبر كشفا لحوالي 1,200 طفل دون سن الخامسة في مخيم النازحين تبين منه أن 7 بالمائة منهم يعانون من سوء تغذية حاد.
ومن بين سكان المخيم الذين أحضروا أطفالهم لمركز التغذية العلاجية التابع لليونيسف ، علي مهدي الذي يقول واصفا حالة ابنه فارس البالغ من العمر أربعة أعوام: "تزداد يداه ورجلاه نحافة يوما بعد يوم. ولم يعد يستطيع إبقاء الطعام في معدته أكثر من 10 دقائق بسبب إصابته بحالة شديدة من الإسهال والقيء. بالكاد يستطيع الوقوف أو الجلوس ويقضي معظم وقته مستلقيا على ظهره".
وكان مهدي قد فر مع زوجته وأطفاله الستة من بيته في مديرية ظافر بمحافظة صعدة واتجه إلى الحدود السعودية في منتصف شهر أغسطس هربا من المواجهات الدائرة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين. وحسب زوجته خضرا، فإن الأسرة لم تكن تحصل على ما يكفيها من طعام هناك. وقد اضطرت الأسرة، إثر غارة عسكرية للجيش السعودي على المتمردين الحوثيين على الحدود في أوائل شهر نوفمبر، للهروب مرة أخرى، شأنها في ذلك شأن العديد من الأسر اليمنية التي كانت محتمية على الحدود اليمنية السعودية.
سوء التغذية المزمن
فادت راجيا أحمد، مسؤولة تغذية بمكتب الونيسف بصنعاء، أن سوء التغذية المعتدل يكاد يكون غير ملحوظ. وأشارت إلى أن "بعض الأطفال قد يكونوا مصابين بسوء التغذية قبل نزوحهم ولكنه لم يكن ملحوظا. ولكن اضطرار الأسر للهروب والصعوبات التي عانت منها في الحصول على الطعام المغذي لأسابيع عديدة جعلت سوء التغذية المعتدل يتحول إلى سوء تغذية حاد".
من جهتها، قالت سارة يحيى، المتطوعة باليونيسف، أنه "لا يمكننا القول بأن الحرب هي السبب الوحيد وراء هذا المشكل. فالأمهات غالبا ما يهملن أطفالهن ويجهلن كيفه تغذيتهم. وقد بدا جليا أن العديد من الحالات هي عبارة عن حالات سوء تغذية مزمن".
وأضافت أن الزيارات التي يقوم بها موظفو اليونيسف للخيام بهدف رفع وعي الأمهات حول كيفية إطعام أطفالهن وتشجيعهن على الرضاعة الطبيعية أظهرت أن العديد من الأمهات يطعمن أطفالهن الخبز والشاي صباحا ومساء مما قد يسبب لهم فقر الدم وسوء التغذية، مشيرة إلى أنه "إذا تم تعويض الشاي بالماء فقد تكون الأعراض أخف". وأضافت أن "الأسوأ من ذلك يتمثل في قدوم الأمهات اللواتي لديهن أطفال رضع إلى المركز طلبا لمسحوق الحليب الذي يفضلنه على الرضاعة الطبيعية التي يجهلن فوائدها".
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن 11.5 بالمائة فقط من الأمهات اليمنيات هن اللواتي يعتمدن على الرضاعة الطبيعية وحدها إلى أن يبلغ أطفالهن سن الستة أشهر.
العلاج بمنتج بلمبي نَت
يقدم مركز التغذية العلاجية التابع لليونيسف أنواعا مختلفة من التغذية العلاجية للأطفال تتباين حسب خطورة وضعهم، وفقا للشيباني الذي أوضح أن "الحالات المعتدلة تحصل على كيسين من بلمبي نَت يوميا في حين تحصل الحالات الحادة والخطيرة على بروتينات مركزة وفيتامينات عبر أنابيب أنفية مَعِدية في عيادة المخيم".
وأضاف أن الرضع الذين يعانون من وذمات (تجمع غير طبيعي للماء تحت الجلد أو في تجويف أو أكثر من تجاويف الجسم) ناتجة عن مضاعفات سوء التغذية يحصلون على حليب تصل نسبة الدسم فيه إلى 75 بالمائة. وإذا "لم يظهر عليهم أي تحسن يقوم المركز بإحالة الحالات الحرجة إلى مستشفى حرض أو مستشفى صعدة".
ay/at/cb - az