عندما يحالفها بعض الحظ تتمكن حسنا قاسم، البالغة من العمر 58 عاما، من العودة إلى مأواها المؤقت في مخيم النازحين حاملة كيلوغراما واحدا من الأرز لتتقاسمه مع أحفادها الخمسة. وهي واحدة من آلاف النازحين الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة في الظروف الصعبة للغاية التي تشهدها مدينة جوهر الصومالية الواقعة على بعد 90 كلم من العاصمة مقديشو.
وقد اضطرت حسنا لرعاية أحفادها عندما تخلت ابنتها عنهم في العام الماضي. وبالرغم من أن عمر أكبرهم لم يتعد بعد الثمانية أعوام في الوقت الذي لا زال فيه عمر الأصغر يقل عن 18 شهرا، إلا أنها تضطر لتركهم لوحدهم لساعات طوال كل يوم بحثا عما تسد به رمقهم. وقد تحدثت قاسم لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 8 سبتمبر قائلة:
كنا نعيش في منطقة شيركولي [جنوب مقديشو] ولكن بعد قدوم الإثيوبيين [الجنود الداعمين للحكومة]، أصبحت المنطقة من أخطر مناطق مقديشو. كانت المواجهات تشتعل كل يوم وأصبح من المستحيل البقاء هناك.
انت الطريق إلى جوهر أقرب الطرق إلينا فسلكناها لنصل إلى هنا. لا أعلم ما حصل لابنتي ولكنها تركت أطفالها ولم تعد. أنا مضطرة لرعايتهم بنفسي الآن. ليس لدي أي شيء أقدمه لهم لذلك أضطر لتركهم كل يوم بحثا عن عمل نقتات منه.
لا أحب أن أتركهم لوحدهم ولكنني لا أملك خيارا آخر. علي أن أحضر لهم الطعام وإذا لم أتركهم لوحدهم وأذهب بحثا عن العمل فإننا سنموت من الجوع. يبقون في رعاية أكبرهم حتى أعود.
أذهب إلى المدينة كل يوم. أحيانا أغسل ملابس الناس. وإذا لم أتمكن من الحصول على عمل أقوم بقطع العشب وبيعه لأصحاب الماشية. في معظم الأيام أتمكن من الحصول على ما يكفي للعشاء. لا أستطيع أن أتذكر آخر مرة تناولنا فيها أكثر من وجبة واحدة في اليوم. ولكننا نضطر في العديد من الليالي للنوم دون طعام.
في الأسبوعين الماضيين أرسل لي سيد صومالي من غالكايو كان قد سمع بقصتنا مبلغ 100 دولار. لم أكن قد رأيت ورقة مالية من هذه الفئة من قبل. كانت نعمة من الله مكنتني من توفير الطعام للأطفال كل يوم خلال الأسبوعين الماضيين.
ولكن الحياة صعبة ولا تتحسن. يبدو أن الأمور تسوء سنة بعد سنة. في اللحظة التي أبدأ فيها بالاعتقاد أن الأمور ستتحسن تزداد سوءا. لم يعرف أحفادي السلم ولا الأمن من قبل وقد لا يعرفونه أبدا. كل ما أستطيع القيام به هو أن أصلي وأتمنى أن يعم الأمن والسلم حتى نتمكن من العودة إلى ديارنا وحياتنا.
ah/mw- az
"