1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: المساعدات الإنسانية عالية المخاطر

Some international aid agencies use armed guards to protect convoys, offices and staff Ahmad/IRIN

يعد العمل الإنساني منطقة متنازع عليها في أفغانستان، حيث يتم التشكيك في استقلال وحياد العاملين في مجال المساعدات الإنسانية بشكل يومي في خضم الصراع الدائر بهذا البلد.

وفي هذا السياق، قال أدريان إدواردز، رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) "نحن نعتقد أننا مستقلون ومحايدون والجانب الوحيد الذي ننحاز إليه هو جانب الضحايا والمجتمع المدني، ونتمنى أن يفهم الناس ذلك".

ولكن جماعة طالبان لها رأي آخر. حيث قال قاري يوسف أحمدي، المتحدث باسم المتشددين المعادين للحكومة قي مكالمة هاتفية مع شبكة الأنباء الإنسانية من مكان غير محدد: "الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ليست محايدة. إذا كانت محايدة حقاً، فلماذا تستخدم العربات المصفحة والحراس المسلحين وتختبئ خلف الحواجز والمتاريس؟ إنها تتلقى التمويل من الولايات المتحدة وبريطانيا، وتدعم الحكومة العميلة في كابول وتهدم قيمنا الإسلامية والأفغانية."

لقد تعرض العشرات من العاملين في مجال الإغاثة للقتل والخطف والتهديد خلال السنوات القليلة الماضية، كما زادث الهجمات على قوافل ومنشآت الإغاثة بشكل مضطرد، وأصبحت المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية والشرقية والوسطى محظورة على العديد من المنظمات الدولية.

قد تهدف الهجمات على العاملين بمجال الإغاثة تحقيق أهداف سياسية - بغرض إرسال رسالة إلى مجتمع الإغاثة ككل، كما قالت مجموعة السياسة الإنسانية في مذكرة موجزة صدرت في أبريل الماضي.

ويقول تقرير مركز فاينشتين الدولي الصادر تحت عنوان "أفغانستان: العمل الإنساني تحت التهديد": "لايوجد إجماع على العمل الإنساني في أفغانستان والحيز المتاح للعمل الإنساني محدود للغاية، حيث طغت عليهما النفعية السياسية وتجاهل جميع أطراف الصراع مأساة المدنيين."

المفاهيم المغلوطة

يعتقد العديد من المراقبين أن طمس الخطوط الفاصلة بين المساعدة الإنسانية والأجندة السياسية/العسكرية هو توجه خطير. حيث قالت أشلي جاكسون، الباحثة لدى منظمة أوكسفام في كابول، لشبكة الأنباء الإنسانية "لقد أسهمت عسكرة المساعدات الإنسانية وفرق الإعمار الإقليمية التي يقودها حلف شمال الأطلنطي والعدد الزائد من المقاولين الأمنيين والطمس المتزايد للخطوط الفاصلة في تضييق حيز العمل الإنساني وفي انتشار المفاهيم المغلوطة حول عمل المنظمات غير الحكومية".

كما أن "مشاركة الجيوش في التنمية تعرض المستفيدين والمشروعات والمنفذين للمخاطر" وفقاً لما ذكرته مجموعة أفغانستان التابعة للوكالات البريطانية والأيرلندية والشبكة الأوروبية للمنظمات غير الحكومية في أفغانستان في بحث صدر في شهر يناير. بالإضافة إلى ذلك، وضع بعض المانحين شروطاً استراتيجية وسياسية على تمويلهم للمنظمات غير الحكومية، مما يضعف المبادئ الرئيسية للعمل الإنساني المستقل أحياناً. وقال ديف هامبسون، ممثل منظمة انقاذ الطفولة البريطانية لشبكة الأنباء الإنسانية "نشعر بقوة تجذبنا نحو المعسكر العسكري".

نقص فهم؟

لا يستطيع معظم الأفغان، خاصة في المناطق الريفية،التفريق بين المنظمات غير الحكومية والعسكريين. مما يثير شكوكهم في عمليات الإغاثة، بالرغم من الاحتياجات الإنسانية للمأوى والرعاية الصحية والغذاء والتعليم والحماية.

وفي عرض له بتاريخ 28 يونيو 2008 ذكر المجلس النرويجي للاجئين: "لا يوجد الكثير من أنشطة التأييد والمناصرة للعمل الإنساني لدى الجماعات المعارضة المسلحة في أفغانستان لتشجيعهم على احترام المبادئ الإنسانية وتسهيل وصول عمال الإغاثة للمناطق المحتاجة، بالرغم من أن أفغانستان بيئة شديدة التسييس وبها معارضة مسلحة لايمكن التنبؤ بأفعالها ولديها شكوك في استغلال المجهودات الإنسانية كأداة سياسية وعسكرية في الصراع".

وقد أعيد فتح مكتب الأمم ألمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) في أفغانستان في شهر يناير 2009، لدعم المكون الإنساني لعمل الأمم المتحدة في البلاد. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تحافظ على اتصالات مع جميع الاطراف المتحاربة أنها متهمة "بالغرور" من جانب "بعض الجهات" بسبب التزامها بمبادئها الأساسية وهي الحياد والاستقلالية والابتعاد عن المنظمات الأخرى.

وقالت أشلي جاكسون من أوكسفام: "في الفترة من 2003 إلى 2006 عندما كان الأمن في البلد أفضل، بدأت منظمات غير حكومية عديدة في العمل مع المؤسسات الحكومية لتنفيذ مشروعات تنموية وبناء القدرات لتوصيل الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم".

كما لازالت عشرات المنظمات غير الحكومية تعمل في برامج تنموية عديدة تمولها وتقودها وتشرف عليها الحكومة مثل برنامج التضامن القومي، وهو برنامج الحكومة الرئيسي للتنمية الريفية، في الوقت الذي يتخذ المتمردون فيه العمل مع أو لدى الحكومة، ذريعة للهجمات على عمال الإغاثة. فقد حذرت طالبان مرات عديدة الأفراد والمؤسسات ضد العمل مع أو لدى الحكومة.

عربات مصفحة

لقد أثار استخدام بعض منظمات غير حكومية ووكالات تابعة للأمم المتحدة عربات مصفحة ذات نوافذ معتمة وحراس مسلحين جدلاً واسعاً. حيث قال أدريان إدواردز من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان لشبكة الأنباء الإنسانية: "بعض سياراتنا مصفحة والبعض الآخر ليس كذلك. هذا يتوقف على المنطقة والمخاطر. أما بالنسبة لمدى نفعية هذه السيارات، نحن نعرف أنه في أفغانستان العربات المصفحة أنقذت الأرواح في مناسبات عديدة، والأمر نفسه ينطبق على استخدام حراس مدربين جيداً".

في شهر يونيو الماضي، توقف حلف الناتو وقوات إيساف عن استخدام العربات البيضاء استجابة لنداء المنظمات غير الحكومية لتسهيل التمييز بين العربات المدينة والعسكرية. "وبالرغم من التقدم الكبير في إدارة الأمن، يواجه عمال الإغاثة معضلات كبيرة في بعض مناطق التهديد وتأتي محاولات التأقلم قصيرة الأجل على حساب إجراءات الأمن طويلة الأجل" وفقاً لمذكرة مجموعة السياسة الإنسانية الصادرة في أبريل الماضي.

كما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأوكسفام أنهما لا تستخدمان حراساً مسلحين أو عربات مصفحة لأنها قد تقلل من شأن هويتهما الإنسانية الواضحة. ويقول أجمل صمدي مدير منظمة متابعة الحقوق في أفغانستان، وهي منظمة حقوقية مقرها كابول: "بعض منظمات الإغاثة تقوقعت في مكاتب تبدو أقرب للحصون العسكرية منها للمناطق المدنية".

معضلة

صعوبة الوصول والمستويات العالية من المخاطر الأمنية تعني أن منظمات الإغاثة تواجه معضلة تتمثل في الانسحاب من المناطق غير الآمنة أو تحمل مخاطر جسيمة تهدد الأفراد والأنشطة. وعادة ما يكون رد الفعل هو تفويض منظمات غير حكومية محلية أو جهات حكومية وأفراد لآداء أعمال الإغاثة في المناطق غير الآمنة من البلاد.

ففي تقرير عن الوضع في أفغانستان تم تقديمه إلى مجلس الآمن في يونيو، حذر سكرتير عام الأمم المتحدة من مستويات أعلى من العنف "تشمل هجمات انتحارية معقدة ومضايقات وعمليات اغتيال ينفذها المتمردون". وبالرغم من هذا، قال ريتو ستوكر، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنه متقائل بشأن مستقبل العمل الإنساني في أفغانستان حيث قال "يمكن استعادة الحيز الإنساني وتوسعته هنا كما يمكن تحقيق الحياد وعدم التحيز".


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join