أفاد تقرير صادر عن منظمة ووتر إيد Wateraid، وهي منظمة دولية غير ربحية تعمل في مجال المياه ويقع مقرها في المملكة المتحدة، أن نظام المساعدات الدولية يسهم في وفاة ملايين الأطفال نتيجة إهماله لأمراض شديدة الخطورة على صحة الأطفال دون سن الخامسة، مثل الإسهال.
وأفادت المنظمة في تقريرها الصادر تحت عنوان 'الإهمال القاتل' أن نظام المساعدات الدولية ينبغي أن يستهدف بالتمويل الأمراض التي تشكل عبئاً كبيراً على السكان، مثل الإسهال الناجم عن سوء الصرف الصحي.
ولكن بدل ذلك، يتم تخصيص قدر أكبر من التمويل لمكافحة الملاريا وفيروس نقص المناعة البشري اللذين يشكلان سببين رئيسين آخرين لوفيات الأطفال، عوض الإنفاق على مكافحة الإسهال بالرغم من أن عدد ضحايا الإسهال من الأطفال في جميع أنحاء العالم يفوق بكثير عدد ضحايا فيروس نقص المناعة البشري والملاريا مجتمعين، وفقاً للمنظمة.
وأوضحت المنظمة أنها لا تعني أن معالجة الإسهال ينبغي أن يأتي على حساب هذه الأمراض الأخرى، "ولكن التقرير يتساءل فقط لماذا وكيف يهمل نظام المساعدات الدولية واحداً من أكثر الأمراض فتاكاً بالأطفال".
وفي هذا السياق، قال هنري نورثوفر، رئيس المنظمة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نحن بحاجة إلى نظام يقوم بتحليل الأعباء الناتجة عن المرض وينظر إلى أهم أسباب تردي الصحة. ما نراه هو نظام صحي يركز على علاج أعراض الأمراض بدلاً من مسبباتها".
وأضاف قائلاً: نحن نتعامل مع نقطة سوداء في مجتمع المانحين. فهو يرى أن ضبط المرافق الصحية يشكل غاية ضمن عملية التنمية وليس، كما يظهر التاريخ، حافزاً لجهود القضاء على الفقر".
وتؤكد منظمة ووتر إيد وغيرها من الخبراء في مجال الصحة أن المياه الآمنة ومرافق الصرف الصحي تشكل عنصراً أساسياً في ضمان الصحة والحد من الفقر.
ويرى التقرير أن آليات التمويل المخصصة لأمراض معينة من شأنها أن تضر بالأولويات الصحية الوطنية. وتطالب ووتر إيد بضرورة "تعزيز النظام الصحي بطريقة لا تترك مجالاً لإهمال أي سبب من أسباب الإخلال بصحة الطفل [مثل الصرف الصحي]".
من جهتها، أفادت منظمة الصحة العالمية في تقريرها حول التقدم المحرز في مجال تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الصادر في 21 مايو/أيار أن تسعة ملايين طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات توفوا عام 2007، وهو أقل من عدد الوفيات الذي بلغ 12.5 مليون عام 1990، وهو العام الذي يقاس به تقدم الأهداف الإنمائية للألفية. وقالت منظمة الصحة العالمية: "لم تحقق كثير من البلدان الأفريقية والبلدان ذات الدخل المنخفض عموماً التقدم الكافي لبلوغ هدف الألفية الذي يهدف لخفض معدل وفيات الأطفال بمقدار الثلثين بحلول عام 2015."
"