تواجه جهود باكستان لمكافحة الإيدز مستقبلا غامضا في ظل قرب انتهاء التمويل المخصص لأحد المشاريع الرئيسية للوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ورعاية المصابين به نهاية هذا الشهر.
وكان معهد تراينغل للبحوث Research Triangle Institute قد قام بإطلاق مشروع الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز ورعاية المصابين به بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في شهر فبراير/شباط 2006 . وتتولى تنفيذه المنظمة الدولية لصحة الأسرة بالشراكة مع منظمات غير حكومية محلية في سبع مدن هي روالبندي ومولتان ولاركانا ولاهور وكراتشي وبيشاور وتربات.
وتفيد التقارير بوجود نحو 5,000 حالة إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في باكستان، وفقا للأرقام الحكومية. وبالرغم من أن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز يقدر العدد الفعلي بنحو 96,000 ، إلا أن ذلك لا يزال يعتبر معدل انتشار منخفض.
ويعتبر مشروع الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز ورعاية المصابين به جزءا من الجهود الرامية إلى احتواء انتشار الفيروس قبل تمكنه من التأصل في عموم السكان. وقد حاول المشروع الوصول إلى حوالي 40,500 شخص من المهددين بخطر الإصابة، ونشر التوعية بأهمية الوقاية، وتقديم خدمات التشخيص والعلاج من الأمراض المنقولة جنسيا لـ 1800 شخص وتوفير المشورة الطوعية واختبارات فحص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية لحوالي 10,000 شخص آخر.
وفي هذا السياق، أخبر الدكتور نصير نظاماني، مدير المنظمة الدولية لصحة الأسرة، خدمة أخبار الإيدز (بلاس نيوز) التابعة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن مشروع الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز ورعاية المصابين به قد أكمل سنته الثالثة وسيتم وقف أنشطته "لبعض الوقت"، "ولكننا جد متفائلين بعودة الأمور إلى مسارها في المستقبل القريب".
وتحاول منظمة شاه عبد اللطيف باتي غير الحكومية التي تعنى بقضايا المتحولين جنسيا والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال البحث عن جهات مانحة أخرى تمكنها من مواصلة أنشطتها الرامية للتوعية بفيروس نقص المناعة البشرية. ويقول آغا أورانغزيب، مدير المشروع بالمنظمة: "لا نستطيع استيعاب فكرة نهاية المشروع...إنه لأمر محزن أن توقف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمنظمة الدولية لصحة الأسرة دعمهما المالي. ولكننا سنبقى متفائلين بالرغم من كل شيء".
من جهتها، علقت عائشة ضياء ، رئيسة جمعية رعاية الشباب الشقيقة لمنظمة شاه عبد اللطيف باتي للرعاية، والتي تقوم بإنشاء مراكز صديقة للشباب في منطقة أورانجي تاون المنخفضة الدخل بمدينة كراتشي، على الموضوع بقولها أن "إحدى نتائج المشروع تمثلت في الحد من السلوك المحفوف بالمخاطر بين الشباب". وأعربت عن أملها في أن تنجح التبرعات التي يقدمها السكان المحليون في تمكين المراكز من الاستمرار في توفير المعلومات عن الأمراض المنقولة جنسيا وعن فيروس نقص المناعة البشرية والممارسات الجنسية المحفوفة بالمخاطر.
كما أخبر خوشي لال، مدير مكتب جمعية الأضواء الجديدة لمكافحة الإيدز بكراتشي، وهي جزء من مشروع الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز ورعاية المصابين به، خدمة أخبار الإيدز (بلاس نيوز) التابعة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن هدف المؤسسة هو تمكين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من الاعتناء بأنفسهم وأسرهم.
وأضاف قائلا: "لقد وصلت آثار الكساد العالمي إلى باكستان مع قرب انتهاء هذا المشروع"، مشيرا إلى أن نقص التمويل يجبر الأعضاء الآن على تغطية تكاليف تنقلهم لحضور الاجتماعات الشهرية. وصرح بقوله: "لدينا مانحين محليين مستعدين لتمويل المشروع، بالرغم من أن ما يقدمونه لا يرقى إلى مستوى ما يقدمه الممولون الدوليون، ولكنه يقدم لنا فرصة الاستمرار، ونحن الآن مستعدون لذلك".
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions