يفتقر أكثر من 600,000 أفغاني لخدمات الرعاية الصحية الأساسية بسبب الهجمات التي تستهدف المرافق الصحية والعاملين بها. ويشكل هذا الرقم ضعف ما كان عليه الأمر عام 2007، حسب عبد الله فهيم، الناطق باسم وزارة الصحة العمومية.
فوفقا للوزارة، تعرض حوالي 23 مركزا صحيا للحرق أو التدمير أو الإقفال بسبب انعدام الأمن عام 2007، كما تعرض 28 مركزا آخر للإقفال أو الهجوم خلال عام 2008.
وفي هذا السياق، تناشد كل من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العمومية كل الأفغانيين والأطراف المتحاربة خصوصا المتمردين لمراعاة حيادية المراكز الصحية . حيث قال فهيم: نناشد طالبان بتفهم واحترام حيادية المراكز الصحية والتوقف عن مهاجمتها ومهاجمة العاملين فيها لأنهم يحاولون فقط مساعدة من هم في أمس الحاجة للمساعدة الصحية.
وفي الوقت الذي ركز فيه يوم الصحة العالمي هذه السنة على سلامة المرافق الصحية وحسن إعداد العاملين بها لمواجهة الطواريء. وقد علقت صوفيا كريغ، منسقة مجموعة الصحة بمنظمة الصحة العالمية بأفغانستان على ذلك بقولها: "في الواقع، تنطبق هذه الرسالة على أفغانستان أكثر من أي بلد آخر في العالم، فعمال الصحة يعرضون سلامتهم وحياتهم للخطر يوميا بمجرد محاولتهم القيام بعملهم ومساعدة المحتاجين".
وأشارت كريغ إلى الزيادة في عدد الهجمات التي استهدفت المرافق الصحية والعاملين بها خلال السنة الماضية. وتعتبر نسبة الوفيات النفاسية ووفيات المواليد (0-12 شهرا) بأفغانستان من أعلى النسب في العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ففي كل ساعة، تودي تعقيدات الولادة بحياة سيدتين أفغانيتين على الأقل بسبب ضعف أو غياب الخدمات الصحية في معظم الحالات. ويصل معدل وفيات المواليد إلى 125 وفاة لكل 1,000 مولود، كما يموت واحد من كل خمسة أطفال قبل عيده الخامس بسبب أمراض من الممكن تجنبها، حسب تصريح مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ووزارة الصحة العمومية عام 2008.
ووفقا لتقرير للأمين العام للأمم المتحدة في 10 مارس/آذار 2009، فإن الوضع الأمني بأفغانستان يشهد تدهورا ملحوظا.
"