قال أحد أعضاء البرلمان الصومالي أن الأمل الجديد للنازحين الصوماليين البالغ عددهم 1.3 مليون شخص يكمن في أن يتمكن الرئيس الجديد، الشيخ شريف شيخ أحمد، من تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد.
وكان البرلمان الصومالي قد انتخب الزعيم الإسلامي والرئيس السابق لتحالف إعادة تحرير الصومال، الشيخ شريف شيخ أحمد، في جيبوتي يوم 31 يناير/كانون الثاني.
وفي هذا الإطار، صرح أحمد عبد الله، عضو البرلمان والناطق باسم تحالف إعادة تحرير الصومال سابقاً، أن "أولى أولويات الرئيس الجديد تكمن في تحقيق الأمن والاستقرار خصوصاً في مقديشو إذ سيواصل عملية المصالحة وهو واثق من أن النزاع الصومالي يمكن أن يحل عن طريق حكومة وحدة وطنية".
وأضاف أن الرئيس الجديد يريد أن يضمن عودة مئات الآلاف من النازحين إلى ديارهم، فهو "حريص على أن تتم عملية إعادة استقرار كل النازحين في ديارهم، الأمر الذي لا يمكن أن يحدث إلا بضمان عودة الأمن والاستقرار".
وكان بعض النازحين الصوماليين قد عادوا حديثاً إلى العاصمة مقديشو للمرة الأولى منذ سنتين. ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عاد أكثر من 16,000 إلى ياقشيد وهيلوا ووارديغلي، وذلك في أعقاب انسحاب القوات الإثيوبية من مقديشو بما فيها هذه المناطق الثلاث التي شهدت قبل عدة أشهر أكثر عمليات العنف ضراوة وأكبر خرق لحقوق الإنسان.
استمرار التوتر في مقديشو
وبالرغم مما سبق، لا تزال المدينة تعاني من توتر شديد، حسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ففي الأسبوع الماضي، غادرها حوالي 10,000 مدني هرباً من القوات الإسلامية المتقدمة في منطقتي داركنلي ووادجير بالشمال متجهين إلى مناطق أخرى داخل مقديشو نفسها أو إلى مناطق في ضواحيها.
وكان الرئيس الجديد رئيساً لاتحاد المحاكم الإسلامية قبل الإطاحة بها من طرف القوات الإثيوبية في أواخر عام 2006. كما قاد المعارضة ضد الوجود الإثيوبي إلى أن بدأ المحادثات مع الحكومة الانتقالية للصومال عام 2008. وبحسب عبد الله شيروه، أحد ناشطي المجتمع المدني، فإن الرئيس يحتاج لإعادة نشر الأمن حتى يتمكن من كسب دعم المواطنين، "فالتاريخ أثبت لنا أن من يعتمدون العنف يفشلون، ولذلك فإن عليه أن يجرب طريقة مختلفة للنجاح".
"ضليع بلغة المتمردين"
من جهته، قال أحد المراقبين الصوماليين أن الرئيس الجديد قد يكون في وضع أفضل من غيره لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد بسبب "معرفته بلغة المتمردين وقدرته على جذبهم لطاولة الحوار".
ولم ينعم الصومال بحكومة فعالة منذ عام 1991 عندما قامت الجماعات المسلحة بالإطاحة بمحمد سياد بري متسببة في اندلاع حرب أهلية مدمرة. وكان حوالي مليون صومالي قد غادروا مقديشو منذ فبراير/شباط 2007 عندما اندلعت المواجهات بين الحكومة الفدرالية الانتقالية المدعومة من طرف إثيوبيا من جهة والمتمردين من جهة أخرى، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
"