اعترضت منظمات الإغاثة على القيود المفروضة على دخول قطاع غزة منذ سريان وقف إطلاق النار يوم 18 يناير/كانون الثاني، مؤكدة على الضرورة الملحة لفتح المعابر بالكامل من أجل توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها.
وفي هذا السياق، قال تشارلز كلايتون، رئيس اتحاد منظمات التنمية الدولية AIDA الذي يضم تحت مظلته 75 منظمة: "إنه لمن غير المقبول أن يترك موظفو منظمات الإغاثة الدولية من ذوي الخبرة في الاستجابة الطارئة إلى الآن دون إمكانية الوصول الكامل إلى غزة وأن لا تعمل المعابر بكامل طاقتها من أجل إدخال المعونات الإنسانية والسلع التجارية".
وأفاد استطلاع حديث أجرته منظمة كير أن 89 بالمائة من سكان غزة لم يحصلوا على أيه مساعدة إنسانية منذ 27 ديسمبر/كانون الأول، مما يلقي الضوء على الحاجة الملحة لإدخال المزيد من المساعدات وعمال الإغاثة إلى القطاع، على حد تعبير المنظمة.
بدورها قالت جوليت سيبولد، المسؤولة في مكتب كير في القدس، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) خلال مكالمة هاتفية يوم 26 يناير/كانون الثاني أن ثمانية من موظفي المنظمة ما زالوا ينتظرون الحصول على تصاريح لدخول غزة.
وأضاف كلايتون قائلاً: "بما أن وقف إطلاق النار ثابت فإن أي حظر يفرض على وصول المساعدة الإنسانية هو أمر غير مقبول".
وتسمح السلطات الإسرائيلية لما يتراوح بين 100 و120 شاحنة بدخول غزة في اليوم الواحد، وفقاً لجون جينغ، مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة.
ولكن جينغ قال أنه "لا بد من دخول مئات الشاحنات لتلبية الاحتياجات اليومية" مضيفاً أن "هذا النهج نفسه هو ما أدى إلى نشوب النزاع. ولذلك نحن بحاجة إلى تغيير السياسة المتعلقة بالمعابر. فإذا بقيت [المعابر] مغلقة فإن ذلك سيؤدي إلى المزيد من العنف".
وتعتبر مواد البناء وقطع الغيار مهمة جداً لتصليح الدمار الذي لحق بالمدارس والمستشفيات وأنظمة المياه والصرف الصحي وخطوط الكهرباء في القطاع "ولكن هذه السلع غير متوفرة في أسواق غزة" وفقاً لسارة إيف هموند، الناطقة باسم منظمة أوكسفام في القدس التي قالت لشبكة إيرين عبر الهاتف: "تنتظر السلطات الإسرائيلية مطالب جهات مانحة معينة من أجل السماح لهم بالدخول".
الحصار
وقد جعلت حماس رفع الحصار - الذي فرضته إسرائيل ومصر على القطاع الساحلي الفقير منذ أن استولت الحركة على السلطة في يونيو/حزيران 2007 – شرطاً للهدنة مع إسرائيل التي يتم التنسيق لها بوساطة مصرية.
وقال أيمن طه الناطق باسم حماس في القاهرة أن الحركة "طالبت برفع كامل للحصار وفتح جميع المعابر".
وأخبر غازي حماد، وهو مسؤول في حماس، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عبر الهاتف أن "حماس ترغب بتجنب اعتداء إسرائيلي آخر على غزة... فما زالت جراح أهل غزة تنزف".
في المقابل طالبت إسرائيل بالحصول على ضمانات بوقف تهريب الأسلحة إلى غزة.
ووفقاً لتقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، دمر الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة أكثر من 4,000 منزل بالكامل وألحق دماراً جزئياً بحوالي 17,000 منزلاً آخراً.
"