هومايون (ليس اسمه الحقيقي) أطلق اللحية وغير من طريقة ملابسه وقام بمسح جميع الأسماء الأجنبية من هاتفه الخلوي وأخفى جميع علاقاته بمنظمات الإغاثة. فهو يحاول أن يبقى آمناً من التهديدات المتزايدة التي توجهها حركة طالبان والمجموعات المسلحة والإجرامية الأخرى لعمال الإغاثة.
يعمل هومايون لدى وكالة إغاثة دولية في إقليم قندهار بجنوب أفغانستان منذ خمسة أعوام ولكنه لم يشعر أبداً بهذا القلق الذي يشعر به الآن.
وفي تصريح له لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من مكتبه في مدينة قندهار لم يكشف خلاله عن اسمه أو المنظمة التي يعمل لديها قال: تعرف حركة طالبان أني أعمل لدى منظمة دولية، ولن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يقوموا بقتلي أو اختطافي".
وقد ذكر أن عمليات الاختطاف من أجل الحصول على فدية متفشية في هذا الإقليم المضطرب، مضيفاً أنه قلق أيضاً على أسرته.
وقد دفع الوضع الأمني المتردي والهجمات المتكررة على عمال الإغاثة منظمات الإغاثة إلى توخي الحذر الشديد، حيث لجأت بعض منظمات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة إلى مكاتب تتمتع بحراسة مشددة ومحمية بجدران ضخمة مضادة للتفجيرات وعربات مصفحة. كما قامت بعض الوكالات الأخرى بتقليص تحركاتها أو تخفيض حجم أنشطتها.
وعدد الأفغان الذين يعملون لدى المنظمات غير الحكومية أكبر بكثير من عدد الموظفين الدوليين، وعلى الأرجح هم من سيتم إرساله للعمل في المناطق المضطربة أو ربما هم الذين لديهم الاستعداد لذلك.
تقرير مكتب أمن المنظمات غير الحكومية بأفغانستان
وطبقاً لأرقام مكتب أمن المنظمات غير الحكومية بأفغانستان (ANSO) فإن 23 من أصل 28 عامل إغاثة الذين قتلوا في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول كانوا من الأفغان.
ويعتبر الأفغان العاملون لدى وكالات الإغاثة عرضة للاختطاف من قبل العصابات الإجرامية أيضاً. وقد ذكر مكتب أمن المنظمات غير الحكومية بأفغانستان أنه من بين 72 عامل إغاثة تم اختطافهم خلال التسعة أشهر الأولى من العام، كان هناك 68 عاملاً أفغانياً، ثلاثة منهم تم قتلهم أثناء الأسر.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول، أشار تقرير لمكتب أمن المنظمات غير الحكومية بأفغانستان أن "عمليات الاختطاف ظلت تستهدف بدرجة كبيرة المواطنين الأفغان الذين يشكلون 90 بالمائة من إجمالي العاملين في تلك المنظمات".
وأضاف التقرير أن "عمليات الاختطاف كانت مربحة جداً لمنفذيها حيث حققوا مكاسب سياسية وفوائد اقتصادية وعسكرية".
ويشير مكتب أمن المنظمات غير الحكومية بأفغانستان إلى أن المسلحين أوكلوا مهمة عمليات الاختطاف إلى مجموعات إجرامية صغيرة لديها فرص أسهل في الوصول إلى المناطق الحضرية.
وقد عانى أيضاً عمال الإغاثة الأفغان بصورة متزايدة من التهديدات والضرب وعمليات السطو المسلح، بينما تواجه عاملات الإغاثة أخطاراً أمنية أكبر وقيوداً اجتماعية حتى أن البعض منهن تركن وظائفهن بالفعل.
وذكرت أنجا دي بير، مديرة هيئة التنسيق بين الوكالات لإغاثة الأفغانيين وهي شبكة تضم 100 منظمة غير حكومية أن "الأفغان أكثر عرضة للمخاطر الأمنية من العاملين الدوليين. فهم الأكبر عدداً ويعملون مع المجتمعات في المناطق النائية".
وفي الوقت الذي يعيش فيه نصف سكان أفغانستان تقريباً والمقدر عددهم بحوالي 26.6 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم، تعد المنظمات غير الحكومية مصدراً مهماً للتوظيف حيث يحصل عمال الإغاثة المحليون على دخل أكبر من دخل موظفي الحكومة الذين تتراوح رواتبهم ما بين 100 إلى 250 دولاراً شهرياً.
"