أفاد جودت إسماعيل، مدير دائرة الهجرة والمهجرين في نينوى يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول أن حوالي 750 أسرة مسيحية - أي ما يعادل 3,750 شخصاً – فروا من مدينة الموصل التي تقع على بعد 400 كلم إلى الشمال من بغداد بسبب ازدياد الهجمات التي يشنها المتطرفون السنّة ضد هذه الأقلية الدينية منذ 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال إسماعيل: لقد سجلنا حتى الآن 744 أسرة مسيحية غادت منزلها في الموصل بسبب الاعتداءات الأخيرة. انتهى المطاف بمعظمهم الأسر في منازل أقربائها أو في الكنائس والأديرة المنتشرة في البلدات والقرى المجاورة التي يسكنها الكثير من المسيحيين".
وأضاف أن النازحين الجدد توزعوا في سبع بلدات وقرى في شمال وشرق الموصل، عاصمة محافظة نينوى، موضحاً أن هناك حوالي 200 أسرة في قرقوش و187 في تل سقوف و145 في برطلة و96 في بعشيقة و47 في كرملس و37 في تلكيف و32 في القوش.
وقال إسماعيل أن الفرق التابعة للوزارة تقوم بزيارة جميع البلدات والقرى التي وفرت المأوى الآمن للأسر المسيحية من أجل حصر عددها الذي "يتزايد بشكل كبير ساعة تلو الأخرى".
توصيل المساعدات
وأضاف أنه قد تم توزيع 150 صندوقاً يحتوي على الأغذية وغيرها من المساعدات لهذه الأسر حتى الآن ومن المتوقع أن يتم توزيع 50 صندوقاً آخراً في وقت لاحق من يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول. ويحتوي كل صندوق على أربعة مفارش للنوم وأربع بطانيات وأربع وسائد وأدوات مطبخ ونظافة شخصية وأغذية معلبة ومصابيح وملابس للأطفال والكبار ومعجون أسنان.
وأوضح إسماعيل أن وزارة الهجرة والمهجرين تخطط كذلك لبناء مخيم مؤقت في برطلة إن دعت الحاجة لذلك.
ولا يوجد تقدير دقيق لعدد المسيحيين في العراق ولكن مئات الآلاف منهم فروا من البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003 خوفاً من اعتداءات المتطرفين السنة والشيعة.
وقال ضابط شرطة من الموصل فضل عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن الشرطة عثرت منذ 4 أكتوبر/تشرين الأول على جثث سبعة مسيحيين يبدو أنهم اختطفوا في وقت سابق على أيدي مسلحين قاموا بعدها بإعدامهم. وكان آخرهم عامل بناء قُتِل في 8 أكتوبر/تشرين الأول.
وبعد اندلاع الاعتداءات الأخيرة، قرر نعمة، وهو مسيحي يبلغ من العمر 50 عاماً، ترك منزله في الموصل لينتهي به المطاف في غرفة في كنيسة في برطلة.
وعن ذلك قال نعمة وهو أب لثلاثة أبناء: "تركنا كل شيء خلفنا وهربنا بأرواحنا... لقد نصحني أقربائي في المدن الأخرى وأصدقائي في الموصل، حتى المسلمين منهم، بترك المدينة بعد الأحداث الأخيرة".
ودعا نعمة الحكومة والقوات التي تقودها الولايات المتحدة "للالتزام بوعودهما وتوفير الحماية للمسيحيين".