تعاني آلاف الأسر في مدينة دوسامارب، عاصمة إقليم جالجادود وسط الصومال من جفاف حاد ونزاع لا ينتهي. وقال السكان المحليون لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه بعد قتال استمر طوال عطلة نهاية الأسبوع بين ميلشيات الجماعات الإسلامية، فرت مئات الأسر من المدينة إلى الريف الذي مزقه الجفاف.
وفي 23 أبريل، قامت ميليشيا حركة الشباب بمهاجمة دوسامارب على بعد 500 كيلومتر شمال العاصمة مقديشو وقامت بالاستيلاء عليها من جماعة أهل السنة والجماعة - وهي ميليشيا صوفية تقليدية. ولكن حركة الشباب انسحبت من المدينة في الليلة نفسها.
وقالت حواء عبد الله، الناشطة في دوسامارب: في هذا الشهر [أبريل] اضطررنا إلى الفرار من المدينة ثلاث مرات. وفي كل ليلة تتأكد الأمهات من أن لديهن ما يكفي من الملابس والغذاء الجاهز للأطفال للهروب إذا تعرضت المدينة لهجوم".
وأضافت قائلة: "المشكلة الآن هي عدم وجود غذاء أو مياه في الريف، فالجفاف الحالي جعل محنة الفارين أشد وطأة...نحن محاصرون بين الحرب والجفاف. لو بقينا قد نصبح ضحايا للجماعات المتحاربة وإذا هربنا فعلى الأرجح سينتهي بنا المطاف في مكان بلا مأوى أو مياه أو غذاء...لا يوجد أمامنا الكثير من الخيارات".
وكانت مدينة دوسامارب التي يقطنها حوالي 30,000 نسمة مسرحاً للقتال بين حركة الشباب وجماعة أهل السنة والجماعة منذ عام 2008.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال الشيخ عبدي رحمن جيدوقورو مفوض المنطقة أن 4,000 أسرة أخرى (24,000 شخص) من النازحين من مقديشو قد تضرروا من القتال.
وقال أن معظم النازحين عادوا إلى ديارهم خلال عطلة الأسبوع، مضيفاً أنهم "لا يملكون أي خيار. فالقرى الريفية التي فروا إليها هي من أكثر المناطق تضرراً بالجفاف.
واضاف قائلاً: "إنه عام صعب للغاية علينا وإذا لم تسقط الأمطار المتوقعة سنكون في ورطة كبيرة جداً".
وقالت كيكي جبيهو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الصومال: "لا زال يساورنا القلق حيال المدنيين المحاصرين بين النزاع والجفاف. وما يزيد من القلق عدم قدرتنا على جمع الأموال للتدخل وتخفيف الأثر المدمر للجفاف على سبل عيش الناس".
المزيد من الأشخاص عرضة للخطر
وقد حذرت الأمم المتحدة من أن عدد الصوماليين المحتاجين للمساعدة مهيأ للزيادة بسبب تفاقم تأثير الجفاف.
وقالت وحدة تحليل التغذية والأمن الغذائي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وإدارة معلومات الأراضي والمياه الصومالية في بيان صدر في 27 أبريل أن 2.4 مليون صومالي- 32 بالمائة من السكان- بحاجة الآن إلى مساعدات إنسانية ولكن مع النزاع المستمر المقترن بالجفاف الذي أفسد المحاصيل وتسبب في نفوق الماشية قد يصبح وضع المزيد من الصوماليين حرجاً.
وأضاف البيان أن الصومال قد أن ينزلق في أزمة أعمق نتيجة لمزيج من الجفاف والارتفاع الشديد في أسعار الغذاء والنزوح الدائم للسكان بسبب النزاع المستمر.
الصورة: Reliefweb |
إقليم جالجادود |
وفي الوقت اتهم نفسه، اتهم جيدوقورو حركة الشباب بنهب مكاتب بعض المنظمات غير الحكومية المحلية.
وأخبر عبد الكريم حاشي قاضي، المسؤول في منظمة توفيق غير الحكومية المحلية أن مكاتبها بالإضافة إلى مكاتب منظمة غير حكومية أخرى تعرضت للنهب عندما استولت حركة الشباب على المدينة. وأضاف قائلاً: "لقد سرقوا جهاز كومبيوتر محمول وكومبيوتر عادي من مكاتبنا".
وقال أنه لا يزال هناك قلق من عودة حركة الشباب، مضيفاً أن "الناس معتادون على الفرار إلى القرى، أما الآن فيذهب أهالي القرى إلى المدن لأنهم لا يملكون أي شيء، فماشيتهم إما نفقت أو تحتضر".
وقال قاضي أن الاقتصاد كان قائماً على الماشية وأنه "بسبب الجفاف لا تقدم الماشية ما يكفي من اللحم أو الحليب. كما لا يستطيع الناس أكل أو بيع ما تبقى من الماشية".
وقالت عبد الله لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لو كنا نتمتع بالسلم لكنا سنكون قادرين على التعامل مع الجفاف. ولكن لا سلام لدينا وفي ظل الجفاف فإن موقفنا أسوأ بكثير".
ah/js/mw-hk/dvh
"