أفاد مسؤولون محليون أن القصف التركي الإيراني لمواقع المتمردين شمال العراق أسفر عن نزوح مئات الأسر العراقية الكردية من قراها في المناطق الحدودية إلى المخيمات.
وفي هذا السياق، قال عبدالله إبراهيم، عمدة بلدة سنجاسار الحدودية في محافظة السليمانية التي تعتبر جزءاً من كردستان العراق: لدينا الآن مخيمان أحدهما يأوي 530 أسرة والآخر 125 أسرة، بينما انتهى المطاف بعشرات الأسر الأخرى في منازل أقاربها بسبب استمرار القصف التركي والإيراني على مواقع المتمردين".
وأضاف أن "هؤلاء القرويين يعيشون حياة بائسة الآن. فقد تركوا وراءهم قراهم وبساتينهم بسبب الصراع الذي لا يد لهم فيه. وعلى الرغم من المساعدات التي توزعها الحكومات والمنظمات غير الحكومية، إلا أنهم لا زالوا بحاجة ماسة إلى الكثير من المساعدة".
وأوضح إبراهيم أن الحكومة العراقية أمرت بمساعدة القرويين النازحين بمبلغ مليون دينار عراقي (850 دولار) لكل أسرة. ولكن أسراً معدودة فقط هي التي حصلت على هذه المساعدة حتى الآن بسبب الإجراءات البيروقراطية البطيئة.
وقد استخدم المسلحون من حزب العمال الكردستاني التركي والحزب الإيراني من أجل الحياة الحرة في كردستان منطقة شمال العراق كنقطة انطلاق لهجمات الكر والفر على الأهداف التركية والإيرانية منذ عام 1984. ويحارب الحزبان معاً من أجل الحصول على الحكم الذاتي في المناطق التي تقطنها الأغلبية الكردية جنوب شرق تركيا وشمال غرب إيران. وقد لقي أكثر من 40,000، شخص، معظمهم من الأكراد، حتفهم في هذه الحرب المتقطعة.
وبعد إعلان زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، في مايو يأسه من الحوار مع الحكومة التركية، تدهور اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين وتصاعدت الهجمات على جانبي الحدود، في ظل ورود تقارير عن مقتل عشرات الجنود الأتراك والمقاتلين الأكراد والمدنيين في الأسابيع الأخيرة. وقد رفضت الحكومة العراقية طلب تركيا للمساعدة.
"انتهى بنا المطاف كمتسولين"
ينتظر رسول خدري وأفراد أسرته الستة بفارغ الصبر توقف القتال محتمين بخيمة صغيرة في أحد المخيمات في سلسلة جبال قنديل الواقعة على الحدود بين إيران وتركيا.
واشتكى خدري، البالغ من العمر 65 عاماً، سوء أوضاع أسرته لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً :"نحن نعاني كل يوم من مشاكل عديدة. فليس لدينا ما يكفي من الماء للغسيل والشرب كما لا تتوفر لدينا مراحيض ملائمة ...كنا نحيا حياة جيدة في قُرانا ولذلك نطالب بحل سياسي سريع لنتمكن من العودة إلى بساتيننا".
ولا تتوفر أية أرقام رسمية حول الأضرار التي لحقت بالقرى والثروات الحيوانية والبساتين في المدن والقرى الحدودية لكردستان العراق الواقعة على بعد حوالي 350 إلى 400 كيلومتر شمال بغداد.
وفي السياق نفسه، أفاد هوشيار مصطفى، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن العديد من الأسر لا زالت تفر من قراها" وأن "هناك حاجة للمزيد من الخيام ومواد الإغاثة". وأضاف أن فرق اللجنة الدولية تقوم بتوزيع حصص المساعدات التي تشمل الأرز والزيت والفول والعدس والشاي ومواد النظافة ولكن لا يوجد ما يكفي للجميع بالإضافة إلى أن النازحين يحتاجون لغاز الطبخ والكيروسين.
وعلق عبدالله كاكا ويسي، وهو نازح يبلغ من العمر 55 عاماً وأب لخمسة أطفال، على وضع النازحين بقوله: "لقد انتهى بنا المطاف كمتسولين... لم أكن بحاجة لشيء من الحكومة حين كنت أعيش في قريتي سوى العيش بسلام. أما الآن فقد أصبحنا بين نارين: نار المتمردين ونار تجاهل الحكومة".
yb/sm/ed/cb-foa/amz - dvh