لقي ثلاثة وعشرون شخصاً حتفهم في مقديشو في 3 ديسمبر 2009 عندما هز انفجار عنيف حفل تخرج. وكان من بين الضحايا محمد، 24 عاماً، طالب السنة الأخيرة بكلية الطب. وقد تحدثت أمه حواء الصياد لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن هذا اليوم الذي وصفته بالمشؤوم قائلة:
طلب مني ابني ألا أتأخر فكنت من أوائل الواصلين إلى موقع الحفل. أقفلت محلي التجاري [حيث أبيع الوقود] وتوجهت إلى هناك. كنت في غاية السعادة لأن ولدي، محمد، سيكون من بين الخريجين المحتفلين في العام المقبل. ولكن انفجاراً عنيفاً هز الفندق خلال الاحتفال.
فجأة عم الظلام المكان. لم أتمكن من رؤية أو سماع أي شيء لفترة من الوقت ظننت أنها لن تنتهي أبداً. شعرت بدوار شديد وكان الكل من حولي يهرع لمغادرة المكان. لحقت بالهاربين ولكن سرعان ما أدركت أن ابني لم يكن بينهم. بدأت أبحث عنه في القاعة. كان الجرحى والقتلى في كل مكان. وأخيراً وجدته تحت شخص جريح. في البداية اعتقدت أنه هو الآخر جريح ولكنني سرعان ما أدركت أنه ميت.
حاولت أن أرفعه ولكنني لم أستطع. جلست هناك بالقرب منه إلى أن أتى من ساعدني على حمل جثته. لا يمكن لأي كان أن يتصور مدى الألم الذي يشعر به المرء وهو يحمل أكبر أطفاله ميتاً. يومها فطروا قلبي وسرقوا مني كل آمالي وأحلامي.
عملت بجهد كبير كي أعلمه وأوصله إلى الجامعة. في كل يوم، ومهما كانت الظروف وبالرغم من الرصاصات المتطايرة في كل مكان، كنت أجلس لأبيع الوقود لأضمن استمراره بالجامعة. كان كل أملنا في المستقبل. ولكنهم عندما قتلوه ذاك اليوم قتلوا معه كل آمالي ومستقبل أسرتي... لم يستحق هو وأصدقاؤه الموت بهذا الشكل قبل أن يتمكنوا من بدء حياتهم.
ليس هناك أي دين، سواء ديني أو أي دين آخر، يغفر ما قام به الجناة ذلك اليوم. لن أنسى أبداً ما فعلوه بنا ولن أغفره لهم أبداً".
ah/cb – az/dvh
"