عندما ضرب تسونامي إقليم آتشيه في 26 ديسمبر 2004 مودياً بحياة حوالي 160,000 شخص، كان خالدان البالغ من العمر 44 عاماً، مقاتلاً مع حركة تحرير آتشيه الانفصالية.
وبعد مرور خمس سنوات على تلك الكارثة، يتذكر خالدان كيف نجحت هذه الكارثة الطبيعية التي تعد الأسوأ من نوعها في البلاد في توحيد صف طرفي النزاع. وقد أصبح خالدان الآن زعيماً لقرية لامي وواحداً من آلاف المقاتلين الانفصاليين السابقين العاملين مع الحكومة. وقد تحدث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن ذلك قائلاً:
"انضممت لحركة تحرير آتشيه عام 1996. لقد كانت الحياة خلال النزاع صعبة بالنسبة لنا. فغالباً ما كنا نبقى دون طعام ونقاتل ونحن جياع.
كنا نخوض حرب عصابات ولم تكن لدينا يوم قاعدة دائمة. فكنا نتنقل باستمرار حتى لا يستطيع العدو تعقبنا. وبمجرد أن نشعر بأن العدو [الجيش الإندونيسي] قد اكتشف مكان وجودنا، نسرع بالتحرك سواء ليلاً أو نهاراً.
كنا ندخل في مناوشات متكررة مع الجيش الإندونيسي بعد إعلان الأحكام العرفية [في مايو 2003].
وفي يوم كارثة التسونامي، كنا في مخيم صغير على بعد 11 كلم من الساحل وشعرنا بهزة أرضية عند الساعة الثامنة مساءً. لم نعلم بأمر التسونامي سوى في وقت متأخر من اليوم عندما سمعنا أخباره في الراديو ومن أصدقاء يعيشون بالقرب من المحيط.
زحفنا بهدوء تام إلى الساحل لتفحص الأوضاع. وعندما رأينا ما حدث، بدأنا نساعد في نقل الجثث التي ملأت المكان. كان أفراد الجيش أيضاً يقدمون المساعدة ولم يدركوا أننا من حركة تحرير آتشيه الانفصالية لأننا لم نكن نرتدي زينا أو أي شيء يدل على هويتنا. كنا هناك لمساعدة الناس ولم نكن نحمل أية أسلحة. لم نكن نملك أي طعام، فأخذنا بعضاً من المساعدات التي كان يقدمها عمال المنظمات غير الحكومية.
وعندما تم التوقيع على اتفاق السلام في أغسطس 2005، لم تكن لدينا أية فكرة أنه مثل هذا الاتفاق سيكون في يوم ما ممكناً. ربما كان المسؤولون في الحركة على دراية بقرب وقوعه ولكن المقاتلين العاديين لم يكونوا يعلمون ذلك ولم تكن هناك أية بوادر على حدوثه. لقد غير التسونامي كل شيء.
أفكر كثيراً في معاناة سكان الغابات. ليست هناك أية ذكريات حلوة. كنا نعاني من الجوع ونضطر لأكل الأعشاب لسد رمقنا. أما اليوم فلدينا بيوتنا وزوجاتنا وأسرنا.
تقتضي مهمتي الآن، باعتباري زعيم القرية، أن أخدم الناس. أفوض الأمور الإدارية إلى المساعد وأمنح السلطة للمسؤولين الآخرين المنتخبين من قبل الناس. نحصل على ميزانيتنا من المقاطعات وإذا لم نسخرها كلها لخدمة الناس وحاولنا الاحتفاظ ببعضها لنفسنا فإن الناس سيصوتون ضدنا.
الأمر الأهم هو تحقيق العدل. فعندما كنا نعاني من النزاعات بين حركة تحرير آتشيه والحكومة، كان كل ما نريده هو العدل. فغيابه هو الذي يؤدي إلى النزاع.
أملي الكبير أن تستمر أوضاع آتشيه في التحسن. وإذا ما تم تطبيق كل بنود اتفاقية السلام، فإنني لا أعتقد أنه سيتم تنظيم حركة انفصالية جديدة. ولكن إذا لم يتم ذلك، فمن الممكن أن يقوم أولادنا وأحفادنا بحمل السلاح مرة أخرى".
cb/ds/mw – az/dvh
"