قتلت الشرطة المصرية 19 لاجئاً أفريقياً واعتقلت 587 آخرين منذ بداية العام أثناء محاولتهم عبور الحدود إلى إسرائيل، وفقاً لتصريح مسؤول مصري للصحفيين في القاهرة يوم 8 أغسطس/آب.
وفي تصريح لها يوم 20 أغسطس/آب، دعت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية لوقف قتل اللاجئين الأفارقة من خلال رسالة وجهتها للرئيس المصري حسني مبارك حضته فيها على وضع حد لاستخدام القوة المميتة في مواجهة المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون عبور الحدود من مصر إلى إسرائيل".
وقد فر العديد من المهاجرين من بلدانهم قبل أن يمضوا بضع سنوات من المعاناة في مصر ليحاولوا بعدها الاتجاه نحو إسرائيل بحثاً عن فرص أفضل.
وقال زي، 35 عاماً من الكونغو، الذي حاول عبور الحدود إلى إسرائيل ونجح بذلك: "لقد كنت أعلم أن الأمر خطير جداً". وأضاف أنه قام بهذه الرحلة "بحثاً عن حياة أفضل ومساحات حرية أوسع".
وفي ليلة 10 أغسطس/آب بدأ زي رحلته إلى إسرائيل وأمضى أكثر من ست ساعات من السير على الأقدام للوصول إلى الحدود. وقال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من شقة صديقه في تل أبيب: "بدأت باجتياز أول ثلاثة حواجز سياجية وسمعت عندها صوت إطلاق نار خلفي. لقد أكتشف [الجنود] المصريون أمري... فركضت بسرعة ولكن رصاصة أصابت ساقي".
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قام بعدها بنقله إلى المستشفى.
وبينما يُنظَر لمعاملة الجنود الإسرائيليين "للمتسللين" على أنها ملائمة، إلا أنه تم التبليغ عن بعض الحوادث التي قام خلالها بعضهم بفتح النار على طالبي اللجوء، وقعت آخرها منذ وقت قريب وأودت بحياة طالب لجوء كان يحاول التسلل عبر الحدود.
الاتفاق المصري الإسرائيلي
وكانت مصر وإسرائيل قد توصلتا إلى اتفاق عام 2007 تقوم مصر بموجبه بتشديد مراقبتها للجانب المصري من الحدود.
وتقول المنظمات الحقوقية أن الاتفاق أدى إلى زيادة في عدد الحالات التي يصل فيها طالبو اللجوء وهم يعانون من إصابات أو يتم فيها تشتيت عائلاتهم. فمنذ وقت قريب، وصلت طفلتان بعمر 8 سنوات و7 سنوات، إلى إسرائيل وحدهما بعد أن انفصلتا عن والدتيهما بسبب النيران التي تم إطلاقها باتجاه العائلة لدى محاولتها عبور الحدود.
ويقول طالبو اللجوء أن أحكاماً بالسجن ولفترات مختلفة تصدر بحقهم عند القبض عليهم. كما قامت مصر مؤخراً بإعادة 1,200 إريترياً إلى بلادهم. ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، تم احتجاز معظم العائدين في مخيم للتدريبات العسكرية في إريتريا.
أما طالبو اللجوء الذين تمكنوا من الوصول إسرائيل فقالوا أن الحظ حالفهم أثناء العبور. وأفادوا أن المهربين يتقاضون مئات الدولارات مقابل تهريب شخص واحد فقط دون أن يضمنوا نجاح العملية.
"