تسببت الفيضانات في نزوح أكثر من 422,000 شخص في ميانمار هذا الشهر. ويقول المتحمسون لاستخدام الطائرات بدون طيار أنهم يريدون المساعدة في تقييم الأضرار من الجو، ولكنهم يجدون صعوبة في إقناع الحكومة بقبول عرضهم.
وأوضح وين نينغ، الفني السابق في القوات الجوية ومؤسس جمعية هواة الطيران في ميانمار، أنه "عندما نواجه الفيضانات، ولا نتمكن من الوصول إلى الضحايا عن طريق البر، يمكن أن تصبح الطائرات بدون طيار مفيدة لمسح المناطق وتحديد مواقع ضحايا الفيضانات بدقة".
وقد قدم عرضاً توضيحياً في الأونة الأخيرة لممثلي العديد من الإدارات الحكومية في مركز التدريب على إدارة الكوارث الطبيعية التابع للحكومة حول استخدام الطائرات بدون طيار لمسح المناطق التي غمرتها الفيضانات.
وقد تقبّل بعض المسؤولين العرض، ولكن الموافقة على أي مبادرة جديدة يجب أن تتغلب على بيروقراطية ميانمار الشاقة، والتي أصبحت مترهلة بعد أربعة عقود من الحكم العسكري، الذي انتهى عندما تولت حكومة شبه مدنية السلطة في عام 2011.
من جانبه، قال كياو لوين أوو، المدير الإقليمي لإدارة الأرصاد الجوية وعلم المياه في منطقة ميانمار العليا: "إن جمع المعلومات عن طريق الطائرات بدون طيار فكرة جيدة جداً. وقد تكون مفيد لجهود الإنقاذ والرصد المحلي، وجمع المعلومات في الوقت الحقيقي حول فيضانات محلية، وتقييم أثر حالات الطوارئ".
مع ذلك، فإن إطلاق طائرة بدون طيار في ميانمار يعني إزالة بعض العقبات البيروقراطية الكبيرة. يجب أن يتقدم الطيارون الراغبون في المشاركة بطلبات إلى إدارة الطيران المدني وتسجيل نيتهم للطيران لدى الشرطة المحلية، وهي عملية يمكن أن تكون طويلة. وفي حين يمكن أن يتحايل البعض على هذه العملية، إلا أنهم لا يستطيعون العمل مع الجهات الحكومية في جهود الإغاثة ما لم يحصلوا على إذن رسمي.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وهو الهيئة المعنية بتنسيق المساعدات الطارئة في الأمم المتحدة، يوم الإثنين الماضي أن مياه الفيضانات قد بدأت في الانحسار، مما سمح ببدء عودة البعض من مئات الآلاف من النازحين إلى مجتمعاتهم المحلية.
وفي سياق متصل، قال برنامج الأغذية العالمي أن 180,000 شخص بحاجة إلى الغذاء، ووجه البرنامج التابع للأمم المتحدة نداءً لتوفير 4 ملايين دولار لتمويل جهود الإغاثة من الفيضانات "على وجه السرعة".
وقال أونغ كياو هتوت من جمعية الصليب الأحمر في ميانمار أن الفيضانات أودت بحياة ثمانية أشخاص حتى الآن ، وهناك مخاوف الآن من احتمال انتشار الأمراض بسبب سوء حالة الصرف الصحي.
وأضاف في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نحن نطلب الحصول على أموال طارئة للإغاثة من الكارثة من خلال [المقر الرئيسي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في] جنيف: حوالي 300,000 فرنك سويسري لتمويل الإغاثة العاجلة."

وحذر أونغ كياو هتوت من أن ميانمار قد تواجه موجة أخرى من الفيضانات في الأشهر القليلة القادمة بسبب ظاهرة النينيا.
من جهته، يأمل وين نينغ من جمعية هواة الطيران في تغيير السياسات في المستقبل القريب، ويقول أن لديه أمل في استخدام الطائرة بدون طيار الخاصة به لمراقبة ارتفاع مستوى مياه النهر شمال يانغون في الأسابيع المقبلة.
"يجب على الأقل أن تكون هناك بعض السياسات التي تسمح لهم بالطيران، بشرط أن يتبعوا [القواعد التي تكفل] السلامة العامة والخصوصية،" كما قال.
وحتى لو كانت الحكومة لا تقبل استخدام الطائرات بدون طيار لإجراء تقييم ما بعد الكوارث هذا العام، فمن المرجح أن تكون هناك فرص كثيرة في المستقبل لأن ميانمار هي واحدة من أكثر الدول عرضة لمخاطر تغير المناخ.
انظر: الفيضانات في دلتا ايراوادي في ميانمار - تقرير مصور
وفي مؤشر مخاطر تغير المناخ العالمي لعام 2016، صنفت مجموعة المناصرة جيرمان ووتش (Germanwatch) ميانمار كواحدة من الدول الثلاث الأكثر تضرراً من الأحداث المناخية البالغة الشدة بين عامي 1995 و2014. وفي العام الماضي، أودت الفيضانات بحياة أكثر من 100 شخص. وفي عام 2008، أودى إعصار نرجس بحياة ما يقدر بنحو 140,000 شخص.

kl/jf/ag-ais/dvh