Help us amplify vital stories and drive change in underreported crises.

Support our work.
  1. الرئيسية
  2. Africa

الحكومة النيجيرية تقول لضحايا بوكو حرام: عودوا إلى دياركم

Nigerian army patrol in the northeast Nigeria Defence Headquarters

على الرغم من المخاوف المتعلقة بسلامة الأشخاص في بعض المناطق الريفية النائية في شمال شرق البلاد، إلا أن الحكومة النيجيرية تشجع الأشخاص الذين فروا من هجمات جماعة بوكو حرام على العودة إلى ديارهم.

فقد قال الجيش أن حركة التمرد الجهادي قد "هُزمت". وأعلن في أواخر الشهر الماضي، إعادة فتح الطرق الرئيسية في ولاية بورنو – المغلقة منذ ثلاث سنوات – التي تربط بين مايدوغوري، ودامبوا جنوب غرب العاصمة، وباما ومافا في الجنوب الشرقي، ومدينة جامبورو نجالا الشرقية.

وقد نقل عن رئيس أركان الجيش، الجنرال بوراتاي توكور، قوله أن "الطرق آمنة وبإمكان الذين تركوا منازلهم العودة".

والجدير بالذكر أن ما لا يقل عن 1.9 مليون نيجيري قد نزحوا من جراء أعمال العنف المستمرة منذ ست سنوات. وفي ظل تحول الانتصارات العسكرية لصالح الحكومة، بدأ الناس فعلاً في العودة إلى مجتمعاتهم المحلية، لاسيما في ولاية أداماوا التي تعتبر أكثر أمناً، وتقع إلى الجنوب من ولاية بورنو.

ولكن ثلاثة أرباع النازحين داخلياً موجودون في مايدوغوري، بعد أن فروا من حركة التمرد التي كانت تستولي في إحدى المراحل على معظم المناطق، المعروفة باسم المناطق الحكومية المحلية، في الولاية.

اقرأ أيضاً

لا مكان للهرب أو الاختباء

القضاء على بوكو حرام في نيجيريا

ويعيش أكثر من 90 بالمائة من النازحين داخلياً مع أقاربهم وأصدقائهم، مما يشكل ضغطاً حقيقياً على الأسر الفقيرة أصلاً، أما الباقون فيعيشون في "مخيمات". وتتراوح هذه بين مواقع في العراء بها خيام مؤقتة، ومباني عامة مثل المدارس التي تم استخدامها لغرض الإيواء، و"مراكز انتقالية" لفترات قصيرة. مع ذلك، فإن الظروف التي يعيشون فيها جميعاً مزرية.

وقال سليمان عليو، وهو مدير مدرسة خاصة تستقبل أطفالاً من الأسر من طرفي الصراع، أي من بوكو حرام وقوات الأمن، أن "الناس سيعودون إلى قراهم إذا استطاعت الحكومة توفير بعض الضمانات الأمنية لهم ... لقد قل عدد أفراد بوكو حرام. وعلى الرغم من عددهم القليل إلا أنهم يختفون في الأدغال".

من جانبها، تشعر سارة نديكومانا، المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولية، بالقلق من أن يتجاوز حرص الحكومة على إعادة النازحين إلى ديارهم، الاحترازات الأمنية المعقولة.

وفي هذا الصدد، قالت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "من وجهة النظر المتعقلة بالحماية، أنا قلقة حقاً إزاء إمكانية النقل القسري من مايدوغوري إلى بقية أنحاء بورنو".

وقالت نديكومانا أن الخدمات في المخيمات، السيئة في أفضل الأحوال، تزداد سوءاً. وأضافت قائلة: "رأيت الناس يحاولون استخلاص كميات فاسدة من الأرز والفاصوليا – لم أستطع حتى معرفة ما هي – من خلال تجفيفها في الشمس لتصبح مستساغة للأكل، كونها مصدر الغذاء الوحيد لديهم".

وقال عليو أن "الأمور صعبة للغاية بالنسبة للنازحين. فهناك ترد في نوعية وكمية الحصص الغذائية مقارنة بالأشهر القليلة الماضية،" مشيراً إلى أن تدهور الوضع لن يضر بمحاولات الحكومة لإقناع الناس.

إغلاق فعلي للمخيمات

وذكرت نديكومانا أنه يتم بالفعل إغلاق بعض المخيمات الكائنة في المدارس، حيث يتم نقل الناس إلى مخيمات أكبر في مايدوغوري مثل دولوري، ربما كخطوة أولى في عملية العودة التي تعتزم الحكومة القيام بها.

ولكن حتى المخيمات مثل دولوري ليست آمنة. ففي الشهر الماضي، تم القبض على شخص حاول تفجير نفسه – وهو صبي يبلغ من العمر سبع سنوات – قبل أن يتمكن من ذلك.

وأضافت نديكومانا: "بالنسبة لي، من غير الواضح بعد متى وما هي المناطق المحلية الحكومية التي سوف تعلن أنها آمنة بما يكفي لإعادة الناس إليها ... ويبدو أنها يمكن أن تبدأ في أي لحظة".

وأشارت إلى أن الجيش يحث الناس في الريف على الذهاب إلى عواصم المناطق المحلية الحكومية حتى يتمكن من البدء في عمليات "التطهير". وحذر من أن "أي شخص يبقى في تلك المناطق الريفية بعد تاريخ محدد سوف يعتبر من أفراد بوكو حرام أو من المتعاطفين مع بوكو حرام".

وجزء من حاجة الحكومة الملحة لإعادة الناس إلى قراهم هو أن موسم الزراعة سوف يبدأ في شهر مايو تقريباً، في منطقة تعرض فيها إنتاج الأغذية وتجارة الماشية لأضرار كبيرة من جراء النزاع.

وتجدر الإشارة إلى أن ولاية بورنو بمجملها تقريباً مُصنّفة من قبل "شبكة نظم الإنذار المبكر بالمجاعة" الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كمنطقة "أزمة"، ومن ثم فإنها تحتاج إلى المعونات الغذائية.

وأوضحت نديكومانا أنهم "يضغطون بقوة على الناس للذهاب إلى المناطق الحكومية المحلية قبل موسم الزراعة، ولكنهم يطلبون من المزارعين أيضاً النزوح إلى عواصم المناطق المحلية الحكومية".

ونظراً للمخاوف الأمنية القائمة، فسوف يعود هؤلاء الناس بمفردهم، حيث أوضحت نديكومانا قائلة: "سوف يتوجهون إلى منازلهم المدمرة، ولكن الوكالات الإنسانية لن تستطيع الذهاب معهم وتقديم المساعدة لهم، لأننا لا نرى أنها آمنة بشكل كاف".

oa/ag-kab/dvh

Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join