بعد أشهر من التباطؤ، وتحت التهديد بفرض عقوبات من قبل الأمم المتحدة، وقّع رئيس جنوب السودان سلفا كير يوم أمس أخيراً على اتفاق لتقاسم السلطة يهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية في البلاد.
وكان زعيم المتمردين ونائب الرئيس السابق رياك مشار قد وقّع بالفعل على الاتفاق الذي يمكن أن ينهي 20 شهراً من القتال، ويسمح لأكثر من مليوني نازح بالعودة إلى ديارهم، ويخفف من تأثير الأزمة الإنسانية ومن حدة التوتر بين الجماعات العرقية المتنافسة.
وتجدر الإشارة إلى أن كير ومشار قد انتهكا بالفعل سلسلة من الاتفاقات السابقة، مما أثار اتهامات بأن المفاوضات لا تعدو كونها حبكات هامشية في صراع عنيف للسيطرة على الحكومة، التي يتفشى فيها الفساد في أحدث دولة في العالم، التي حصلت على استقلالها من السودان في عام 2011. وقد أعرب كير بالفعل عن تحفظات" حول أحدث اتفاق مقترح.
وفيما يلي بعض الآمال الزائفة في عملية السلام التي فشلت حتى الآن في وقف القتال، الذي اندلع في العاصمة جوبا في ديسمبر 2013، وسرعان ما انتشر في شمال وشرق البلاد:
• يناير 2014: تحت ضغوط دولية لوقف العنف المستعر، وقّعت الحكومة والمعارضة على اتفاق وقف الأعمال العدائية، ولكنهما اتهمتا بعضهما البعض على الفور بارتكاب انتهاكات. وبعد أسبوع، قام الجيش الحكومي، المعروف باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان، بمهاجمة لير، مسقط رأس مشار في شمال البلاد.
• مايو 2014: وقّع كير ومشار على اتفاق من صفحة واحدة يجدد الالتزام بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في شهر يناير. ووعدا بفتح ممرات إنسانية والسماح بـ "30 يوماً من الهدوء" حتى يتمكن المزارعون من زرع المحاصيل وتفادي المجاعة. قال كير في وقت لاحق أنه كان واقعاً تحت ضغط من إثيوبيا، واستمر القتال.
• أغسطس 2014: وقّع كير وقادة الدول المجاورة لجنوب السودان على خارطة طريق تقود إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية. رفض مشار التوقيع، متهماً قادة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، وهي المجموعة الإقليمية المشاركة في المفاوضات، بالانحياز إلى جانب كير.
• نوفمبر 2014: جدد الطرفان وقف إطلاق النار الذي انتُهك كثيراً ومنحهما وسطاء من مجموعة الإيغاد 15 يوماً للتوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة، وهددوا بفرض عقوبات إذا فشلا. وقد انهار وقف إطلاق النار بعد 24 ساعة نظراً لاندلاع القتال في المناطق الشمالية الغنية بالنفط.
• يناير 2015: وقّعت الفصائل المتناحرة من حركة الشعبية لتحرير السودان، وهو الحزب الحاكم الذي تفتت في بداية النزاع، على اتفاق إعادة الوحدة في مدينة أروشا في تنزانيا. ويأمل بعض المراقبين أن يدفع هذا الاتفاق المفاجئ مفاوضات السلام إلى الأمام، ولكن القتال لا يزال مستمراً.
• فبراير 2015: وقّع كير ومشار على وثيقة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حول "مجالات الاتفاق" تمهيداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية في المستقبل. وألزما نفسيهما مرة أخرى بوقف إطلاق النار، لكنهما فشلا في الاتفاق على تقاسم السلطة. استمر القتال وقصف المتمردون مناطق بالقرب من مدينة بانتيو.
• مارس 2015: فشل الجانبان في الالتزام بالموعد النهائي أو "الفرصة الأخيرة" لإتمام اتفاق تقاسم السلطة، حتى بعد تبني مجلس الأمن الدولي نظاماً لفرض عقوبات على أولئك الذين يسدون الطريق إلى السلام. وفرضت الأمم المتحدة عقوبات على ثلاثة قادة عسكريين من كل جانب في شهر مايو.
• أغسطس 2015: استؤنفت المفاوضات بعد أن حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من فرض مزيد من العقوبات إذا لم يتم الوفاء بالموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق، وهو 17 أغسطس. ويشير مسؤولون إلى احتمال فرض حظر على تصدير السلاح إلى جنوب السودان. وقد وقَع مشار على صفقة تتضمن وقف إطلاق نار دائم وتحويل جوبا إلى منطقة منزوعة السلاح، ولكن كير رفض التوقيع ومنحه المفاوضون أسبوعين آخرين "للتشاور". ولا يزال القتال مستمراً دون انقطاع.
jp/jf/ag-ais/dvh"