1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Sudan

أبيي: نظرة على أرض الواقع

Residents of Abyei, a disputed region on the border between Sudan and South Sudan, demonstrate to demand a long-awaited self-determination referendum Katarina Hoije/IRIN
Seeking the right to vote

شهدت منطقة أبيي خلال الأسابيع الأخيرة، عودة آلاف السكان إلى تلك المنطقة المتنازع عليها على الحدود بين السودان وجنوب السودان، على أمل أن يُعقد أخيراً الاستفتاء الذي طال انتظاره بشأن وضع المنطقة.

في هذا الصدد، قال الطالب هاميش بول، الذي يدرس علوم الاتصالات في جامعة جوبا، وهو ينزل من على متن طائرة في بلدة "أجوك" في جنوب أبيي: "أنا جاهز للتصويت".

وفي هذا السياق، بدأت حكومة جنوب السودان، التي تريد، بخلاف الخرطوم، عقد الاستفتاء هذا الشهر (أكتوبر 2013)، في تنظيم رحلات جوية بغية مساعدة الناس من مختلف مدن جنوب السودان في العودة إلى أبيي.

والجدير بالذكر أن الاتفاق الذي عُقد عام 2005 لإنهاء عقود من الحرب الأهلية في السودان، قد وعد سكان أبيي بتنظيم استفتاء لتحديد ما إذا كانت المنطقة ستبقى جزءاً من السودان أو يتم إعادتها إلى جنوب السودان. غير أنه قد تم تأجيل التصويت مراراً وتكراراً، لأسباب عدة كان أبرزها إصرار حكومة الخرطوم على السماح للرعاة الذين ينتمون لقبيلة المسيرية، الذين خدم كثير منهم إلى جانب القوات الحكومية خلال الحرب الأهلية، والذين يقضون مدة ستة أشهر من كل عام في المراعي في أبيي، بالمشاركة في الاستفتاء.

وينتمي غالبية المقيمين الدائمين في أبيي إلى قبيلة الدينكا نقوك، التي ساندت المتمردين الجنوبيين بشكل كبير خلال الحرب.

من جانبه، قال شول رمضان سيك، وهو طالب من جوبا يبلغ من العمر 22 عاماً: "لقد عانينا الكثير. أرضنا محتلة وحقوقنا مهدرة منذ فترة طويلة. لقد حان الوقت لنقول كلمتنا".

وفي خضم تدفق العائدين، تحذر الوكالات الإنسانية من إمكانية حدوث نقص حاد في المساكن وفرص الحصول على الرعاية الصحية بل وحتى الموادر المائية.

وقال بول بيونج بولابيك من جمعية أهلية في أبيي: "هذا هو السبب الذي يجعلنا ندعو المجتمع الدولي لمساعدتنا".

وأضاف، وهو يتمركز بجوار مدرج الهبوط حيث يقوم بإحصاء القادمين الجدد: "لقد سجلنا حتى الآن وصول 81 شخصاً. ونتوقع اليوم وصول 70 آخرين. بالأمس وصل 50 فرداً في منتصف الليل. لقد قمنا بنصب الخيام وقضوا الليلة هنا قبل أن يواصلوا طريقهم إلى القرى التي يسكنون فيها".

ولا يوجد في الطريق الوحيد المُعَبَّد في مدينة أبيي سوى المنازل التي تعرضت للقصف والمباني الحكومية، حيث فرّ أكثر من 100,000 شخص من هنا عندما غزت القوات السودانية المنطقة في عام 2011.

مشردون عشوائيون في أبيي

وعلى الرغم من مرور عامين على توغل القوات المسلحة السودانية في منطقة أبيي، إلا أنه لا يزال هناك قرابة الـ 40,000 نازح من أهالي أبيي. ولا يزال العديد من أولئك الذين عادوا منذ ذلك الحين يحتلون المباني المهجورة والمنهوبة أو يعيشون في أكواخ مؤقتة مبنية من القش ومغطاة بألواح بلاستيكية. وحتى الآن لم يتم إعادة بناء السوق الرئيسية التي دمرت في هجوم آخر في صيف عام 2012. إضافة إلى ذلك، تفتقر البلدة إلى العديد من المرافق مثل المدارس والمباني الحكومية ومرافق الرعاية الصحية. وحتى الآن تقوم المنظمات الإنسانية بتوفير الرعاية الصحية في شكل عيادات طبية متنقلة.

وفي حين أن غالبية الذين عادوا إلى أبيي يقيمون مع أقربائهم، فإن أولئك الذين شُردت عائلاتهم ولم يعودوا بعد، لا يتوقعون سوى مساعدة ضئيلة من السلطات المحلية.

وتعليقاً على هذا، قال بولابيك: "نطلب من كل شخص أن يساهم. على سبيل المثال، نقوم بجمع ربع جنيه جنوب سوداني (دولار أمريكي= 04.4 جنيه جنوب سوداني) من كل مواطن. وسوف يتم تخصيص الأموال التي يتم جمعها لتمويل أنشطة الاستفتاء وكذلك مساعدة العائدين".

من ناحية أخرى، لا يزال وضع المنطقة المتنازع عليها، المتمثل في حالة عدم الاستقرار السياسي وانعدام الأمن، يجعل الناس مترددين في الاستقرار بشكل دائم.

إلى ذلك، قال أكويل أكول ميان، عضو إدارة أبيي أن "المنطقة غنية بالموارد. فإضافة إلى النفط، الذي يتدفق الآن عبر خطوط الأنابيب إلى الخرطوم، لدينا أكثر من 10,000 كيلومتر مربع من الأراضي الصالحة للزراعة. لدينا نهرين يمكن استخدامهما في الري فضلاً عن وجود موارد طبيعية لم تكتشف بعد".

وأضاف أن "الاستقرار سيجلب التنمية. يحتاج الناس لأن يشعروا بالأمان قبل أن يجرؤوا على العودة إلى ديارهم. وهذا هو السبب الذي يجعل الاستفتاء أمراً هاماً جداً".

وبصرف النظر عن معارضة الخرطوم، هناك تحديات لوجستية تكتنف عملية الاستفتاء. فهذا موسم ممطر حيث تتحول الطرق والشوارع التي تربط القرى ببعضها البعض إلى أوحال، ويصبح المرور فيها شبه مستحيل وهو ما يجعل عملية تسجيل المقترعين، التي بدأت بالفعل في بعض المناطق، في غاية الصعوبة.

من جانبه، قال بولابيك دينق، زعيم الدينكا نقوك: "المسيرية لا تنتمي إلى أبيي. إنهم يأتون إلى هنا مرة واحدة في العام من أجل المرعى والماء، ويمكنهم الاستمرار في هذا عندما تنضم أبيي إلى جنوب السودان، ولكن هذا لا يعطيهم الحق في التصويت". ويشار إلى أن سلفه، كول دينق كول، قد لقي مصرعه في كمين نصب له في المسيرية في مايو 2013.

الفرص

وفيما تواصل منظمات المعونة تقديم المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية وغيرها من أشكال الدعم إلى العائدين، يرى الكثير من العائدين الجدد أن هناك إمكانية لتوفر فرص تجارية بمجرد تقرير مصير منطقة أبيي.

وتعليقاً على هذا، قال الطالب شول رمضان سيك من جوبا: "أهالي جنوب السودان هم إخوتي، من دمي. والآن آمل أن يكون لي نفس الحقوق التي يتمتعون بها. أتوقع أن هناك الكثير من الفرص هنا. عندما أتخرج أريد أن أفتح متجراً صغيراً في أبيي أو أجوك. أما في الخرطوم فلا يمكنني القيام بذلك". وأضاف أنه لا يوجد هناك مجال للمفاوضات أو تقسيم أبيي بين جوبا والخرطوم.

"لن تقود المحادثات الجديدة إلا إلى عرقلة التقدم. فليس هناك مجال لتأجيل الاستفتاء بعد هذا اليوم. يتعين عليهم أن يخبرونا إلى من ننتمي".

kh/am/cb-kab/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join