1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

صعوبات استيعاب التدفق المفاجئ للاجئين السوريين في العراق

Syrian refugees, mostly Kurdish, recently arrived in the semi-autonomous region of Iraqi Kurdistan pictured at a reception and registration area near the town of Faysh Khabur. A sudden and large wave of refugees began to enter Kurdistan on 15 August 2013 Younes Mohammed/Metrography
يجلس اللاجئون في هذه المحافظة الكردية شمال العراق في مجموعات على الأرض في المدارس والمساجد المحلية، حيث لا يفصل بين الأسر المختلفة سوى عدد قليل من البطانيات والأغراض الشخصية. ولا يجد الأطباء طريقهم لعلاج المرضى والمصابين إلا بصعوبة كبيرة عبر الزحام.

كان تدفق اللاجئين السوريين في الأيام الأخيرة إلى هذه المنطقة الكردية، التي تحظى بحكم شبه ذاتي في العراق، بمثابة مفاجأة لم تترك وقتاً لتحضير الرعاية الصحية الملائمة للوافدين الجدد.

وصلت سوزدار عمر، وهي طالبة تبلغ من العمر 20 عاماً، من ديريك بشمال شرق سوريا، إلى محافظة السليمانية قبل يومين مع عمتها وأبناء عمتها، وهم ينامون جميعاً على الأرض في مسجد محلي في بلدة أربات. وتحدثت عن سبب نزوحها قائلة: جئت إلى كردستان بعد دخول جبهة النصرة إلى ديريك لقتل الشعب الكردي"، في اشارة إلى الجماعة الإسلامية التي تقاتل للإطاحة بالحكومة السورية. وقد اضطرت سوزدار للانتظار ليوم كامل على الحدود قبل تمكنها من العبور بسبب الحشود الكبيرة التي تجمعت على المعبر، ثم قضت يوماً آخر في السفر لمسافة 400 كيلومتر من الحدود السورية إلى السليمانية.

وعلى الرغم من إصابة ابن عمتها، إيمان عمر البالغ من العمر 25 عاماً، بكسر في رجله خلال عملية العبور إلا أن المجموعة اضطرت لمواصلة السفر حتى وصلت إلى مخيم مؤقت.

وفي حديث عن ظروف رحلة العبور، أفاد كماران علي، رئيس الوحدة الميدانية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في محافظة السليمانية، أن "الرحلة من الحدود تستغرق 10 ساعات. وقد تسببت في مرض بعض الناس".

وقد تم وضع ثلاث سيارات إسعاف من المدن المجاورة في حالة تأهب لنقل الوافدين المصابين بإصابات خطيرة أو الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة إلى المستشفيات القريبة.

وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 37,000 لاجئ سوري وصلوا إلى كردستان العراق منذ 15 أغسطس، عندما تم افتتاح جسر بيشخابور عبر نهر دجلة الذي يفصل بين العراق وسوريا. ويجد الكثير من اللاجئين أنفسهم مضطرين لمغادرة ديارهم بسبب التصاعد الحاد الأخير في العنف بين الميليشيات الكردية السورية والجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة في شمال شرق سوريا، على الرغم من أن أشخاصاً آخرين ذكروا أنهم فروا بسبب القصف الجوي وعدم وجود الخدمات الأساسية. والجدير بالذكر أن الدولة انسحبت من مناطق في شمال شرق سوريا يسكنها تقليدياً الأكراد في العام الماضي، ومنذ ذلك الحين، تخوض المليشيات الكردية معارك متقطعة ضد الثوار المناهضين للحكومة من أجل السيطرة على تلك المنطقة.

ويؤكد عمال الإغاثة أن تدفق اللاجئين يفوق طاقة جهود الإغاثة. وفي 20 أغسطس، قام المسؤولون الأكراد بفرض حد أقصى على عدد اللاجئين السوريين إلى المنطقة تم تحديده في 3,000 لاجئ سوري يوميا، وذلك في محاولة للتعامل مع التدفق الكبير للاجئين، وفقاً لوكالات الإغاثة. 

من جانبها، أشارت منظمة إنقاذ الطفولة في بيان لها إلى وجود آلاف اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل الآن على الحدود العراقية السورية. وأطلقت نداءً لمساعدتهم. وتنوي منظمة إنقاذ الطفولة في الأيام القليلة القادمة توفير 40,000 لتر من المياه المعبأة في زجاجات عند المعبر الحدودي في محاولة للتخفيف من حدة الوضع. وأضافت أن أكثر من نصف اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل هم من الأطفال.

وأشار آلان بول، قائد فريق الطوارئ في منظمة إنقاذ الطفولة، في بيان له إلى أن "طاقة الاستجابة لأزمة اللاجئين في العراق بلغت أقصاها بالفعل. ونحن بحاجة ماسة إلى تغطية احتياجاتهم الأساسية المتمثلة في الغذاء والماء والمأوى".

استنفاد طاقات كردستان العراق

سافر نيجيرفان أحمد محمد* البالغ من العمر 19 عاماً لمدة 15 ساعة من مسقط رأسه في الحسكة في شمال شرق سوريا للبحث عن ملاذ آمن في السليمانية، حيث تنام عائلته المكونة من ستة أفراد على الأرض في أحد المساجد. وتحدث عن الأوضاع في المنطقة قائلا إن "الحرب لا تتعلق بإراقة الدماء فقط، ولكنها حرب اقتصادية أيضاً ضد الشعب [الكردي] في الحسكة...لم يعد هناك ما يكفي من الغذاء في سوريا".

وقد كان العراق، حتى قبل تدفق اللاجئين السوريين، يستضيف أكثر من 150,000 لاجئ، معظمهم في إقليم كردستان. ومنذ بداية الصراع في سوريا قبل عامين، فر ما يقرب من مليوني سوري إلى العراق وتركيا ولبنان والأردن ومصر. وقد حذر عطا محمد، المدير الإقليمي لمنظمة التنمية المدنية، التي دخلت في شراكة مع المفوضية لتنفيذ جهود الإغاثة في كردستان، من عدم وجود "ما يكفي من الدعم الدولي للاجئين في كردستان. وعلى الرغم من أن الحكومة الإقليمية الكردية قامت بتقديم 10 ملايين دولار إلا أن هذا لا يكفي".

وتجدر الإشارة إلى أن نسبة تمويل النداء الذي تنسقه الأمم المتحدة لجمع 311 مليون دولار لتمويل المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين في العراق خلال عام 2013 لم تتعدى بعد 24 بالمائة في الوقت الحالي.

التدافع لإيجاد أماكن للإقامة

لا تزال المخيمات المؤقتة المخصصة لإيواء الوافدين الجدد في السليمانية وإربيل عاصمة إقليم كردستان العراق قيد الإنشاء. ومن المقرر افتتاح مخيم انتقالي في حالات الطوارئ في السليمانية يوم 22 أغسطس، وفقاً لمنظمة التنمية المدنية، وهو نفس اليوم الذي حددته السلطات لإخلاء المدارس والمساجد التي تستخدم لإيواء اللاجئين بشكل مؤقت. وحتى لو تمكنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤها من المنظمات غير الحكومية المحلية من استكمال المخيم في الوقت المناسب، فإن قدرته الاستيعابية لن تزيد عن 2,500 شخص، مما لا يكفي لاستضافة أكثر من 3,200 لاجئ جديد وصلوا إلى السليمانية وحدها في الأيام الستة الماضية.

وقال علي من المفوضية أن تسكين اللاجئين المعرضين للخطر في المدارس المحلية يمثل إشكالية بسبب نقص الكهرباء والمياه وعدم وجود مرافق مثل أماكن الاستحمام أو تكييف الهواء. ولكن لا يزال الماء والغذاء في مقدمة الشواغل الملحة. وتعمل المنظمات غير الحكومية، مثل منظمة التنمية المدنية، مع الأكراد العراقيين المحليين لتقديم ثلاث وجبات يومياً، وكذلك مياه الشرب والثلج، للاجئين الذين يفتقرون إلى أماكن وأدوات الطهي.

إغلاق مُسيّس؟

تقول وكالات الاغاثة واللاجئون والمحللون أن جميع المعابر الحدودية بين سوريا وكردستان العراق مغلقة منذ منتصف مايو الماضي.

وذكر أحد المحللين أن عمليات الإغلاق تلت حدوث توترات بين الميليشيات الكردية المهيمنة في سوريا - وحدة الدفاع عن الشعب الكردي ووحدة حماية الشعب - والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، بسبب تدريب المقاتلين الأكراد السوريين في كردستان العراق من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه برزاني.

وبعد إرسال هؤلاء المقاتلين مرة أخرى إلى سوريا، اعتقلتهم وحدة الدفاع عن الشعب الكردي، التي لم ترحب بتدخل كردستان العراق. ورد الحزب الديمقراطي الكردستاني بإغلاق الجانب العراقي من الحدود كإجراء انتقامي في أعقاب الاعتقالات. 

وفي مخالفة للقانون الدولي، أغلقت تركيا والأردن ولبنان والعراق حدودها مع سوريا أو حدت من عدد اللاجئين المسموح لهم بالدخول من نقاط العبور المختلفة في العامين الماضيين، وتزامن ذلك مع تزايد أعداد اللاجئين الذي أرهق البنية التحتية والقدرة على تقديم الخدمات الأساسية في الكثير من هذه البلدان.

وأكد ديندار زيباري، الذي يشغل منصب نائب وزير في وزارة الشؤون الخارجية بحكومة إقليم كردستان، أن المعبر الحدودي الرسمي في ساهلة والمعبر غير الرسمي القريب على نهر دجلة لم يتم إغلاقهما بشكل رسمي على الإطلاق، ولكن اللاجئون السوريون يقولون أن الإجراءات الأمنية مشددة للغاية. وأضاف زيباري أن العبور كان أكثر صعوبة قبل إنشاء جسر مؤقت جديد "لتقديم الإغاثة الإنسانية للمحتاجين". ومنذ 18 أغسطس، قامت السلطات بتوجيه جميع اللاجئين نحو معبر ساهلة.

ومن جهته، أفاد فلاديمير فان فيلغنبرغ، المحلل السياسي والكاتب في مؤسسة جيمس تاون، وهو معهد بحوث يتخذ من واشنطن العاصمة مقراً له، أن الضغوط التي تفرضها أحزاب المعارضة داخل كردستان، فضلاً عن تقارير وسائل الإعلام عن القتال بين الجماعات الكردية وتنظيم القاعدة في سوريا، ربما تكون قد أدت إلى إعادة فتح الحدود من قبل حكومة إقليم كردستان في محاولة "لمساعدة الأكراد السوريين".

وتجدر الإشارة إلى أن وحدة الدفاع عن الشعب الكردي في سوريا متحدة مع حزب العمال الكردستاني، الذي كان منخرطاً في حرب عصابات استمرت 35 عاماً ضد تركيا وله قاعدة في شمال العراق، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في شهر مارس الماضي.

ومع ذلك، تقول منظمات الإغاثة العاملة على الأرض أن قرار إعادة فتح المعبر الحدودي الأسبوع الماضي لم يترك لها وقتاً للتأهب لوصول الآلاف من الوافدين الجدد.

وفي الوقت نفسه، دعا برزاني الأكراد السوريين إلى "البقاء والدفاع عن أرضهم". كما هدد باستخدام "كافة الإمكانات" للتدخل إذا ما تم التحقق من التقارير الواردة عن مذابح ترتكبها جبهة النصرة بحق الأكراد السوريين خلال زيارة من المقرر أن يجريها وفد كردي إلى المنطقة في مهمة لتقصي الحقائق.

* ليس إسماً حقيقياً

co/ha/cb-ais/amz
"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join