1. الرئيسية
  2. Global

دمج المرأة في أجندة الحد من مخاطر الكوارث

Many people have sought refuge from the floods in the Chiaquelane camp in Mozambique's Gaza district Anna Wallenlind Nuvunga/IRIN

تشير تقديرات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث إلى أن نحو 200 مليون شخص يتأثرون بالكوارث حول العالم كل عام، من بينهم 100 مليون من النساء أو الفتيات.

مع ذلك، ورغم أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت "إطار عمل هيوغو" في عام 2005- وهو عبارة عن خطة من عشر سنوات تهدف إلى جعل العالم أكثر آماناً في مواجهة المخاطر الطبيعية وتدعو إلى دمج المنظور الجنساني في برامج مكافحة الكوارث - إلا أن معظم الدول لا تزال تفتقر إلى مثل هذه السياسات التي تراعي الاعتبارات الجنسانية.

وتظهر أحدث تقارير التقدم المحرز في إطار عمل هيوغو أنه في الفترة من 2009 إلى 2011، لم تجمع 62 دولة من بين 70 دولة تمت استشارتها، معلومات مصنّفة وفقاً للاعتبارات الجنسانية فيما يتعلق بقدرات المواجهة وقابلية التأثر بالكوارث.

وفي هذا الإطار، قالت كاثلين كرافيرو- كريستوفرسون، رئيس مؤسسة أوك، خلال افتتاح المؤتمر الذي عقد في جنيف في الفترة ما بين 19 إلى 23 مايو، بعنوان "النساء يحدثن فارقاً"، إحدى الفاعليات التي تمت خلال المنتدى العالمي الرابع للحد من مخاطر الكوارث: "من الواضح جيداً أن الأمم والمجتمعات التي تُعوَّل على قوة صمود وجهود نصف سكانها فقط، محكوم عليها بالفشل. نحن بحاجة إلى البحث في كيفية إتاحة الفرصة كاملة لكل مواطن في الدولة للمساهمة في القدرة على الصمود واتخاذ التدابير اللازمة للحد من مخاطر الكوارث".

ويُشار إلى أنه تم عقد هذا المنتدى بغية تقييم التقدم المُحرَز والتحديات التي تواجه تنفيذ إطار عمل هيوغو والقيام بالأعمال التحضيرية لجدول أعمال التنمية لفترة ما بعد عام 2015. كما بحث المشاركون في هذا الحدث أيضاً سبل دمج الاعتبارات الجنسانية في خطة المتابعة الخاصة بإطار عمل هيوغو 2.

إلى ذلك، ذكرّت كرافيرو- كريستوفرسون الجمهور بأن موضوع اليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث الذي عقد في 13 أكتوبر العام الماضي كان بعنوان "المرأة، القوة غير المرئية للصمود". ولكن اليوم، وقبل هذا الحدث، نرى أن المرأة لم تَعُد غير مرئية، لكن البعض يختار على ما يبدو أن لا يراها".

وتتفق في هذا الرأي، فاطمة بنت عبد المالك، عضو اللجنة، وعمدة بلدية تفرغ زينة في موريتانيا، حيث قالت: "من الأهمية بمكان التوقف عن النظر إلى المرأة على أنها كائن ضعيف، إذ ينبغي النظر إليها على أنها عنصر فاعل وحاسم في الحد من مخاطر الكوارث". والجدير بالذكر أن فاطمة بنت عبد المالك هي السيدة الوحيدة التي تشغل منصب عمدة في هذه الدولة الأفريقية، التي عانت من حالات جفاف متكررة في السنوات الأخيرة.

القاعدة الشعبية

وكشفت دراسة استعراض منتصف المدة لإطار عمل هيوغو أنه غالباً ما يتم استبعاد المنظمات النسائية الشعبية أو تهميشها من البرامج الوطنية للحد من مخاطر الكوارث وبرامج التعافي، على الرغم من سجلاتها الناجحة في الحد من المخاطر اليومية للأسر.  

وقد أكدت كرافيرو- كريستوفرسون أن أحد أهم وأبرز الأولويات في إطار عمل هيوغو 2  سيكون عكس الاتجاه المُتبع في تصميم برامج تعزيز القدرة على الصمود بحيث يسير من القاعدة إلى القمة بدلاً من الاتجاه الحالي الذي يسير من القمة إلى القاعدة، والاستثمار في حشد القاعدة الشعبية، وتبني المبادرات التي تقودها المرأة كأساس في التنفيذ المحلي لإطار عمل هيوغو 2.

وقالت فيوليت شيفوتسي، إحدى المحاورات في هذا الحدث، والناشطة في منظمة "جروتس"، وهي منظمة نسائية شعبية في منطقة كاكاميجا في شمال غرب كينيا: "نحن بحاجة إلى إضفاء الطابع الرسمي على الأدوار النسائية الشعبية في تخطيط وتنفيذ ورصد برامج التنمية المتعلقة بمواجهة الكوارث وتغير المناخ، وتطوير سياسات وبرنامج حوافز تهدف إلى تشجيع الحكومات على المستوى المحلي والوطني للتعاون الفعال مع المنظمات النسائية الشعبية".

وتجدر الإشارة إلى أنه في أعقاب موجات الجفاف والفيضانات المستمرة في المنطقة، أجرت منظمة "جروتس" عملية مسح لتقييم أوجه الضعف لدى الأسر وجماعات الزراعة المُنَظَمة والمحاصيل الرائدة المقاومة للجفاف.

وأضافت شيفوتسي: "في الفترة ما بين عام 2003 إلى 2005، بدأنا ملاحظة تحول كبير في نمط المناخ. فلقد تعودنا في هذه المنطقة على أن تكون الزراعة في شهر مارس، ثم أصبحنا نشهد فترة جفاف قد تمتد إلى شهر يونيو أو يوليو، وربما نشهد هطول أمطار في بداية شهر يناير قبل إعداد الأرض للزراعة. وبالتالي فهذا تحول حقيقي. وكانت موجات الجفاف أو الفيضانات تقضي على المحاصيل".

ثم قاموا بإعداد قطع أراضي لاستخدامها كمراكز تعلم للمجتمع، وبدؤوا في تجميع مياة الأمطار لاستخدامها خلال فترات الجفاف، وتنظيم حوارات مع مؤسسات الحكومة المحلية لتبادل أفضل الممارسات وسبل مواجهة التحديات.  

تمكين المرأة

وفي هذا المنتدى تم أيضاً مناقشة كيفية تمكين المرأة وضمان حقوقها في سياق الحد من مخاطر الكوارث.

وتعمل بنجلاديش على ضمان أن تمثل المرأة نحو 30 بالمائة من المستفيدين من مشروعات الحد من مخاطر الكوارث، وتدرس كمبوديا تخصيص حصص للمرأة في برامج الحد من مخاطر الكوارث. في الوقت نفسه، يبحث الفلسطينيون أبعد من مجرد المساواة بين الجنسين، وذلك وفقاً لإحدى المحاورات المشاركات في هذا المنتدى من الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث قالت إخلاص الرطروط، المستشارة الهندسية للمجلس البلدي في مدينة نابلس بالضفة الغربية: "لا أحب استخدام عبارة أنه يجب المساواة بين الرجال والنساء. فنحن نكمل بعضنا البعض: أنا الأم والأخت، وهو الأب والأخ. ولذلك ينبغي أن نعمل معاً لكي يصبح عالمنا أكثر قدرة على الصمود والسلام".

وأضافت: "هناك كثير من عمليات الاقتحام والتدمير في فلسطين، لقد أصبحت لدينا خبرة بهذه الأمور. وعندما تم غزو معظم المدن الفلسطينية في عام 2002، تكاتفنا معاً- أطباء ومهندسين، رجال ونساء".

ووفقاً للمبادئ التوجيهية لمكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث المعنية بمراعاة الاعتبارات الجنسانية في برامج الحد من مخاطر الكوارث، أصبح هناك عدد متنامي من الدول التي تشرك النساء على نحو نشط في التخطيط لبرامج الحد من المخاطر وإدارتها، ودمج الأبعاد الجنسانية في الخطط وعمليات الاستجابة ذات الصلة. وبفضل الجهود العالمية الرامية لتنفيذ إطار عمل هيوغو، أصبحت قوائم التحقق الخاصة بدمج المنظور الجنساني وتعزيز التنوع أحد المعايير المتبعة في التأهب للكوارث حول العالم.

cm/rz-kab/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join