1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: نقص الطاقة يعيق جهود التنمية

Rice production has increased markedly in the eastern Nangarhar Province, Afghanistan Ayub Farhat/IRIN
Rice production has increased markedly in the eastern Nangarhar Province, Afghanistan

قال كبار رجال الأعمال في مدينة جلال آباد عاصمة إقليم نانجارهار أن غياب الإمداد المنتظم بالكهرباء في إقليم نانجارهار في شرق أفغانستان يقوض جهود إعادة الإعمار ويدفع الأسر إلى الفقر مرة أخرى.

وتقع جلال آباد على طريق تجاري حيوي مع باكستان المجاورة وحتى سنوات قليلة كان لديها مصانع وورش تنتج الصابون والسلع المنزلية المصنوعة من البلاستيك وأحجار الرخام والملح والقماش والأواني وبضائع أخرى متنوعة.

وقد كشفت الدراسة التي أجرتها مؤخراً الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغرفة التجارة الأفغانية عن أن 30 مصنعاً وورشة في المدينة قد أغلقت أبوابها في السنوات القليلة الماضية بسبب عدم توفر الطاقة.

وقال محمد قسام يوسفي، الممثل المحلي لغرفة التجارة الأفغانية، في حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): كان لدينا 115 مصنعاً في عام 2011 لكن لا يوجد الآن سوى 85 مصنعاً وإذا لم تتوفر الكهرباء فإن هذا العدد قد يتناقص أكثر".

وأضاف يوسفي أن "حوالي 600 شخص فقدوا وظائفهم هذا العام وحده بسبب إغلاق المصانع" موضحاً أن مشاكل الكهرباء هي السبب الرئيسي لذلك.

وطبقاً لما ذكرته غرفة التجارة، فإن نصف التجارة الخارجية للبلاد تقريباً تمر من خلال هذا الإقليم بما في ذلك 70 بالمائة من إمدادات حلف شمال الأطلسي.

لكن مسؤولي الحكومة الإقليمية قالوا أن انعدام الأمن قد أرجأ توصيل الكهرباء المخطط له بمحطة ناغلو الكهرومائية في كابول والذي كان مقرراً له أن يوفر 32 ميجاواط من الطاقة للمدينة من بينها 6 ميجاواط لمدينة الشيخ مصري الصناعية.

وقال محب الرحمن مهمند، الممثل الإقليمي لشركة الطاقة الوطنية (شركات برشنا الأفغانية) أن الربط المقترح قد يقوَض بسبب انعدام الأمن في منطقة أوزبين في إقليم كابول.

وأضاف مهمند أنه "منذ أيام قليلة فقط قام أعداء شعبنا بتدمير برج أسلاك الضغط العالي في منطقة سبير كوندي في منطقة أوزبين. وقد عبرنا عن قلقنا لوزارتي الداخلية والدفاع الأفغانية لكننا لم نتلق أبدا أي رد إيجابي".

وذكر مهمند أيضاً أنه "قد تم تنفيذ جميع الأعمال ولم يبق سوى توصيل خط كهرباء بطول 1,000 متر إلى سد المياه للحصول على الطاقة هنا في هذا الإقليم".

وقد وصفت الأمم المتحدة قضية الطاقة بالمتداخلة حيث قالت مبادرة الأمم المتحدة التي تحمل اسم "الطاقة المستدامة للجميع في 2011" أن "الطاقة هي الخيط الذهبي الذي يربط النمو الاقتصادي وزيادة العدالة الاجتماعية والبيئة مما يسمح بازدهار العالم. ولذلك فإن التنمية غير ممكنة دون توفر الطاقة والتنمية المستدامة غير ممكنة دون توفر الطاقة المستدامة".

يمتلك ساردار خان مصنعاً لأنابيب البلاستيك في مدينة جلال آباد كلف إنشاؤه 200,000 دولار. وقد قام بتوظيف 50 شخصاً، ولكن بعد عامين من تشغيل المصنع اضطر إلى إغلاقه، حيث قال: "أكبر تحدٍ واجهته كان الكهرباء" لأن استخدام مولدات الديزل يجعل إنتاج الأنابيب مكلف للغاية.

وقد أدى غياب الطاقة إلى تعطل القطاع الصناعي الذي يستطيع إخراج آلاف الأفغان من دائرة الفقر. وكانت مدينة الشيخ مصري الصناعية جزءاً من رؤية مدينة جلال آباد للدفع باقتصادها قدماً، لكن منذ إنشائها في عام 2006 لم ترحب بعد بمصنع يعمل.
الفساد

وتحصل جلال آباد حالياً على كل احتياجاتها من الكهرباء من سد نانجارهار الكهرومائي الذي يولد 14 ميجاواط وتم بناؤه على أيدي مهندسين أفغان وروس في عام 1965. لكن الحرب الأهلية والنزاعات أثرت على صيانة المرفق ولا يعمل فيه الآن إلا اثنتين من توربيناته الثلاث .

وتستخدم الكهرباء لإمداد الطاقة للمكاتب الحكومية و4,000 منزل ولكن لا يمكنها سوى إمداد عدد محدود من المصانع بالطاقة.

وقال علي أحمد المقيم في قرية مجبور عباد ويعمل حارساً أمنياً هناك: "يقول المسؤولون منذ ثلاث سنوات أن الطاقة ستأتي من محطة ناغلو. لو كانوا سيحضرون هذه الطاقة على ظهر حمار لكانت قد وصلت إلينا الآن".

وقد حصل أحمد العام الماضي على الكهرباء من مولد يعمل بالوقود كان يستخدم لعشر ساعات في اليوم لتشغيل مروحتين ومصباحي إضاءة. ويكلف المولد 40 دولاراً شهرياً أي ما يعادل نصف راتبه تقريباً.

وقال أحمد: "لا أعرف هل أدفع تكلفة الغذاء والملابس والسلع المنزلية الأخرى أم أدفع تكلفة الطاقة. يستطيع الأشخاص الذين يعرفون المسؤولين معرفة شخصية أو من يقومون برشوتهم الحصول على الكهرباء 24 ساعة في اليوم في منازلهم في حين أصيب أطفالي بالمرض بسبب الحرارة الشديدة".

وقال المسؤول عن توزيع الطاقة في إقليم نانجارهار أنه في إحدى الحالات كانت الطاقة التي تزود مكتباً حكومياً تقدم إلى 60 مبنى آخر بصورة غير قانونية. وقد قدر المسؤول أن حوالي 30 بالمائة من الكهرباء يتم فقدانها بهذه الطريقة.

في الوقت نفسه، قد تساعد الحلول من خارج الشبكة الأسر في الأجزاء البعيدة عن الإقليم التي قد تنتظر لمدة عقود لأي امكانية للتوصيل بشبكة الكهرباء الوطنية، إذ يجري حالياً بناء 11 محطة مائية صغيرة بطاقة إجمالية 125 كيلوواط في الإقليم بواسطة مشروع الطاقة للتنمية الريفية في أفغانستان في وزارة إعادة تأهيل الريف. وهناك أمل بأن توفر تلك المحطات الإمداد بالطاقة لــ 1,845 أسرة بتكلفة تبلغ حوالي 600,000 دولار.

ss/jj/cb-hk/dvh
"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join