1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

الفساد يعطل إيصال المعونات الحكومية إلى النازحين في العراق

Members of the Sultan family and part of Iraq's Shabak minority, from the town of Bartella near Mosul city. The family, displaced by the advance of militants calling themselves the Islamic State, now live in Baharka IDP camp in Erbil, capital of Iraqi Kur Cathy Otten/IRIN

ذكر كبار المسؤولين في الوزارة العراقية المعنية بشؤون النازحين أن بعض المسؤولين في العراق يؤخرون الأموال المخصصة للأسر النازحة ويحولونها إلى بنود أخرى. وقد تم تدشين تحقيق برلماني في مزاعم بأن مسؤولين فاسدين في وزارة الهجرة والمهجرين يجبرون الأسر النازحة على دفع رشاوى من أجل الحصول على الدعم النقدي الحكومي.

وفي هذا السياق، اعترف سلام الخفاجي وكيل وزارة الهجرة والمهجرين بوجود مشاكل ووصف نظام التوزيع بأنه "فوضوي".

"لقد حاولت فرض القانون والحفاظ على تنظيم العملية، ولكن كانت هناك عقبات في طريقنا. ضبطت الكثير من الموظفين وبحوزتهم وثائق وملفات مزورة يدعون أنها تعود [لنازحين داخلياً]،" كما أوضح. وأفاد أن "الأسر النازحة تدفع تكاليف هذا الارتباك. إنهم هم الضحايا"، لكنه أضاف أن بعض النازحين لم يساعدوا أنفسهم عن طريق دفع الرشاوى ثم رفض الإبلاغ عن المسؤولين الذين حصلوا عليها.

ومثل جميع النازحين في العراق، يحق لكل أسرة عراقية نازحة بسبب توغل المتشددين الإسلاميين الحصول على منحة نقدية قدرها مليون دينار عراقي (850 دولاراً) من وزارة الهجرة والمهجرين للمساعدة في دفع نفقات المأوى والمواد الغذائية.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال أحمد السلماني، وهو النائب السني الذي يمثل محافظة الأنبار وعضو لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب التي بدأت التحقيق أن "موظفي وزارة الهجرة والمهجرين يطلبون من الأسر النازحة مبلغاً معيناً من المال كرشوة من أجل دفع مستحقاتهم".

وفي هذا الصدد، قال قاسم أحمد، وهو ضابط شرطة سابق في الموصل، أنه قدم طلب عائلته للحصول على منحة أكثر من مرة إلى السلطات في أربيل عاصمة المنطقة الكردية شبه المستقلة في شمال العراق، حيث هربت زوجته وطفليه بعد أن فرضت جماعة متشددة تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية (IS) سيطرتها على مسقط رأسه في شهر يونيو الماضي.

وأضاف قائلاً: "لقد فوجئنا بالتعقيدات العديدة التي عرقلت منحة المليون دينار". ولم تصل المنحة إلا بعد أن دفع هو وأربعة من جيرانه 100 دولار لكل منهم إلى "وسيط".

وقال السلماني أن موظفي وزارة الهجرة والمهجرين الآخرين "يسرقون المال، ثم يقولون للناس أن أسماءهم لم تكن مدرجة على القوائم، أو أنهم تلقوا المنحة بالفعل، على الرغم من أنهم لم يحصلوا عليها".

وأشار إلى أن اللجنة تلقت أيضاً تقارير عن تضخم أسعار الشركات التي تقوم بتوريد إمدادات للحكومة. لم تتمكن شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من التحقق من هذا الادعاء، ولكن عدداً من المسؤولين اعترفوا بأن هناك مشاكل في نظام المنح النقدية.

وقالت عليا حسين البزاز، ممثلة وزارة الهجرة والمهجرين في إقليم كردستان العراق، حيث يعيش الآن أكثر من 850,000 نازح عراقي من إجمالي النازحين الذين يقدر عددهم بنحو 1.8 مليون شخص منذ يناير الماضي: "هناك دائماً أشخاص أشرار يريدون استغلال الوضع والناس اليائسين".

وأضافت قائلة: "لقد سمعنا عن وجود مشاكل، ولذلك حددنا المتورطين وتخلصنا منهم". كما أكدت أن نظام التوزيع يعمل الآن بشكل أفضل بكثير وأنه يجري التخطيط لجولة ثانية من التوزيعات.

عقبات بيروقراطية

وبالإضافة إلى المزاعم بشأن ممارسات الفساد، كان للبيروقراطية البطيئة تأثيرها أيضاً حيث تسببت جزئياً في ارتفاع الطلب وضعف القدرة وبالتالي خلقت بيئة مواتية لتفشي الفساد.

والجدير بالذكر أن العديد من الأسر العراقية فرت من منازلها من دون أوراق وقيل لبعضهم أنه يتعين عليهم العودة إلى مسقط رأسه لطلب وثائق جديدة لكي يصبحوا مؤهلين للحصول على أي دعم نقدي.

غادرت شيماء نور، التي تبلغ من العمر 25 عاماً، مدينة الموصل في شهر يونيو مع زوجها، الذي كان في الجيش. وهي الآن تتقاسم خيمة مع أسرة شقيقة زوجها في مخيم هرشم، وهي مستوطنة صغيرة تضم حوالي 1,000 شخص على حافة عينكاوة، الحي المسيحي في اربيل. ولأنها وزوجها غادرا منزلهما من دون جوازات سفرهم وبطاقات هوية، لا يستطيعان المطالبة بأي دعم مالي من وزارة الهجرة والمهجرين، ويعتمدان الآن على الدعم الذي يقدمه أقاربهما.

"لقد ولدت في بغداد وتم إصدار بطاقة هويتي هناك، لكنني عشت في الموصل خلال السنوات الثلاث الماضية. والآن يقولون أن علي العودة إلى بغداد لإحضار وثائقي، ولكن ليست لدينا أي وسيلة للقيام بذلك،" كما أفادت نور.

واشتكى عدد من النازحين الآخرين من انتظار النقود لفترات طويلة، قائلين أنهم حتى عندما يحصلون على المال، لا يكون كافياً. كما أن الشتاء يقترب والنازحون بحاجة لشراء ملابس ثقيلة وبطانيات ووقود إضافي حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة عنما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وبالمثل، يعاني موظفو الخدمة المدنية، الذين تلقوا وعوداً بأن صرف رواتبهم سيستمر على الرغم من عدم حضورهم إلى أماكن العمل بسبب نزوحهم، للحصول على أجورهم.

مشكلة حادة في كردستان

وتعتبر مشاكل التحويلات النقدية اللازمة لدفع رواتب الموظفين وإعانات النازحين حادة بشكل خاص في إقليم كردستان بسبب الخلاف السياسي المستمر منذ فترة طويلة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد بشأن مبيعات النفط في كردستان. وقد أثر هذا الخلاف على التحويلات النقدية العادية من بغداد إلى الإقليم الكردي.

وفي بيان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، رئيس اللجنة العليا لإيواء وإغاثة النازحين في الحكومة العراقية أنه قد تم تحويل 50 مليار دينار (43 مليون دولار) إلى اللجنة الفرعية في كردستان ليتم توزيعها على النازحين، وأن هناك مبلغاً إضافياً قدره 60 مليار دينار (51 مليون دولار) سيتم إنفاقه على 15,000 وحدة سكنية في محافظة دهوك، التي تستضيف ما يقدر بنحو 440,000 نازح.

وأضاف أن الحكومة ستوفر 5,000 خيمة متكاملة الخدمات ومصممة لتحمل ظروف الشتاء في مستوطنة النازحين في زاخو، وهي بلدة في محافظة دهوك، على مقربة من الحدود مع تركيا، بتكلفة قدرها 19 مليار دينار (16 مليون دولار)، وقد تم تحديد جدول زمني صارم لتسليمها.

وقال أيضاً: "سوف نطبق أشد العقوبات الإدارية على أولئك الذين يتعمدون الاخلال بواجباتهم تجاه النازحين".

من جهتها، رفضت وكالات الأمم المتحدة التي اتصلت بها شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) التعليق على مزاعم سوء السلوك المهني في وزارة الهجرة والمهجرين.

oj-lr/jd/ha/am/cb-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join