أفادت دراسة جديدة أن قرابة الثلاثة ملايين شخص من متعاطي المخدرات بالحقن في 120 دولة حول العالم يحملون فيروس نقص المناعة البشري وأن شح المعلومات المتوفرة من مناطق إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية قد يخفي مشكلة صحية عالمية أكبر.
وقد ألقت هذه الدراسة، التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية ذا لانسيت" الأسبوع الماضي، الضوء على انتشار تعاطي المخدرات بالحقن في 148 دولة وانتشار فيروس نقص المناعة البشري بين هذه الفئة في تلك الدول. كما توصلت إلى أن 40 بالمائة من متعاطي المخدرات بالحقن في تسع دول من بينها إيستونيا وأوكرانيا والأرجنتين وإندونيسيا وكينيا، مصابين بفيروس نقص المناعة البشري.
ولكن المعلومات عن التعاطي بالحقن متوفرة فقط في عدد قليل من دول إفريقيا جنوب الصحراء إذ يصل عددها إلى 13 من أصل 43 دولة في هذه المنطقة. وقد حذر فريق البحث بقيادة الدكتور برادلي ماثيرز من المركز الوطني لأبحاث المخدرات والكحول في سيدني، من وجود "مجموعة من عوامل الخطر التي تؤدي إلى انتشار التعاطي عن طريق الحقن" في إفريقيا، بما في ذلك الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية الشديدة بالإضافة إلى حقيقة أن الكثير من بلدان المنطقة تشكل معبراً لتهريب المخدرات إلى أوروبا. وينتشر التعاطي بالحقن بشكل كبير في كينيا وموريشيوس ونيجيريا وجنوب إفريقيا وتنزانيا.
ويتواجد أكبر عدد من متعاطي المخدرات بالحقن حالياً في الصين وروسيا والولايات المتحدة بينما يصل عددهم في العالم إلى حوالي 16 مليون متعاطي. كما أن انتشار فيروس نقص المناعة البشري بين المتعاطين بالحقن هو الأعلى في أوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
وقد استنتجت الدراسة، التي أجراها مجموعة من الخبراء بهدف توفير معلومات تقنية للأمم المتحدة حول فيروس نقص المناعة البشري والتعاطي بالحقن، أن انتقال الفيروس بهذه الطريقة يتزايد بشكل كبير في الكثير من دول العالم.
وكتب الباحثون في الدراسة قائلين: "هناك مهمة واضحة المعالم وهي ضرورة الاستثمار في نشاطات منع انتشار فيروس نقص المناعة البشري كتطبيق برامج توزيع الإبر والحقن النظيفة والعلاج بواسطة الإبيود". كما دعوا إلى القيام بالمزيد من الأبحاث لمعرفة حجم المشكلة بشكل أدق.
وفي تعليقهما على الدراسة قال الدكتور كاميار أراستيه والدكتور دون دي جارليه من مركز بيث إسرائيل الطبي في نيويورك أن عدداً كبيراً من متعاطي المخدرات بواسطة الحقن لا يحصلون على خدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري أو الفحص أو العلاج.
وفي الصين على سبيل المثال، أشارت دراسة أجريت عام 2007 إلى أن أقل من نصف متعاطي المخدرات بالحقن يعرفون أنهم مصابون بفيروس نقص المناعة البشري، وأن 60 بالمائة منهم استخدموا حقن غير معقمة في آخر مرة قاموا بها بحقن أنفسهم وأن ثلثهم فقط استخدموا واقٍ في آخر مرة مارسوا فيها الجنس.
وعلى الرغم من ذلك، قال الطبيبان أراستيه وجارليه أنه "في حال تم القيام بنشاطات للوقاية من نقص المناعة البشري على مستوى أوسع في المناطق التي تشهد انتشار منخفض في التعاطي عن طريق الحقن، فإنه من الممكن جداً تفادي انتشار وبائي لفيروس نقص المناعة البشري بين المتعاطين".
"